كتبت – فادية عبود
جريدة : الوفد
استطاع 6 أطفال في عمر الزهور يتراوح سنهم بين 12 و 15 عاماً، تحدي إعاقتهم السمعية ليفوزوا بالمركز الأول على مستوى مصر في مسابقة الروبوت المحلية، بعد منافسة 50 فريقا من الأسوياء، تحت إشراف مدربهم نادر شريف (16 عاماً) الذي يعاني نفس الإعاقة.
ينتمي هؤلاء الأطفال ومدربهم إلى جمعية أصداء لأصدقاء الصم وضعاف السمع، تلقى جميعهم التدريب على اختراع الريبورت بالجمعية، ويؤكد سامي سعيد مدير الجمعية لـ"بوابة الوفد الإلكترونية" بأن هذا التفوق هو نتاج التنسيق الكامل والفعال بين كافة المشرفين والمدربين وأعضاء الفريق، مما كان له أكبر الأثر في تحقيق هذا الإنجاز والذى تطلب الإرادة والمثابرة للوصول إلى هذا المستوى .
حلم وتحدي
هؤلاء الأطفال مؤهلون الآن لتمثيل مصر في مسابقة الريبوت الدولية بأمريكا والمقرر عقدها من 24 – 27 إبريل 2012، إلا أن حلمهم بالاشتراك في المسابقة يشوبه عائق كبير، يتحدث عنه مدير جمعية أصداء قائلاً: السفر إلى أمريكا رحلة مكلفة جداً، وتمويل الجمعية قائم على التكافل بين أهالي بعض المعاقيين القادرين، ليبقى أمامنا التحدي الكبير هو تذاكر الطيران إلى أمريكا بخلاف توفير مبلغ 40 ألف جنيه من أجل تغطية مصاريف الإقامة والإعاشة والانتقالات والتسجيل بالمسابقة والفيزا، لعدد 10 أشخاص هم الفريق المكون من 6 أعضاء بالإضافة إلى مدرب الريبورت ومشرف عام الفريق ومترجم الإشارة .
ويضيف: أتمنى أن نأمل أن تتكفل شركة مصر للطيران بتذاكر سفر الفريق، فقد تكفلت معنا في مشاركة الفريق بمسابقة في الأردن عام 2011 بتذاكر الطيران، وأتمنى أن يقوموا بالأمر نفسه الآن بعد تغيير القيادات ، كما أتمنى أن يتبرع عدد من رجال الأعمال بكامل هذا المبلغ لنعطي لأبنائنا من الصم وضعاف السمع الفرصة ليثبتوا للعالم أجمع أنه مثلما لدى مصر أدباء وعلماء فإن بها أيضاً مبدعين ومتميزين من الصم وضعاف السمع.
كلاكيت ثاني مرة
يتوقع سامي سعيد الفوز للفريق في المسابقة الدولية للريبورت بأمريكا، قائلاً : لقد شاركنا في المسابقة نفسها عام 2010 وحصل فريقنا على المركز الأول، ورفعنا علم مصر هناك فكانوا حقاً خير سفراء لتمثيل الوطن، لافتاً إلى أن جمعية أصداء للارتقاء بالصم وضعاف السمع ،منذ تأسيسها عام 2000 وحتى الآن، وضعت على عاتقها رسالة الإرتقاء بالصم وضعاف السمع فى كافة مجالات الحياة علميـًا وثقافيـًا واجتماعيًا واقتصاديًا، لتصبح بحق هى بيت العيلة للصم ولتعطى نموذجا للعطاء الصادق والإخلاص تجاه أبنائهم من الصم .
ويتابع: نحن نعمل على توفير بيئة جيدة للصم وضعاف السمع وتنمية كوادر منهم فهذا حقهم في الحياة، فمن خلال نجاح الفرق السابقة في الريبورت حصل الفائزون على منح تدريبية في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا وأصبحوا بالفعل مدربين للفرق الجديدة، فنحن نهدف إلى خلق بيئة جديدة للعباقرة ذوي الاحتياجات الخاصة، كما نؤمن بأن المدرب الأصم هو خير من يتعامل ويوصل المعلومة للصم ، وبالفعل استطعنا تأهيل مدربين لعلوم الحاسوب أيضاً.
هاجس وراثي
وعن سبب تخصص الجمعية في تنمية مهارات الصم يقول سامي سعيد: الحقيقة أن أمي كانت صماء وأنا لدي إعاقة في أذني الشمال، وكان بي تخوف أن تلعب الوراثة دوراً في إصابة أولادي بالصمم، فقررت أن أنشيء كياناً يعمل على تأهيل هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وبالفعل عكفت على إنشاء الجمعية مع مجموعة من أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة بالسمع، وعلى الرغم من أن أولادي جميعهم أصحاء إلا أنني مازلت على قناعة بحق الصم في الحياة وتغيير نظرة المجتمع لهم.
ويستطرد: تقدم الجمعية الرعاية الصحية للصم حيث نعتمد على عيادات متخصصة ذات مستوى عالي لتقديم الخدمات الطبية لهم، ونوفر لهم أيضاً الحماية القانونية مع خدمة توفير مترجم إشارة في المحاكم والمصالح الحكومية، بالإضافة إلى كفالة الأيتام منهم، مع توفير فرص جيدة للعمل، خاصة وأننا من الناحية الأكاديمية حصلنا على منحة وزارة الاتصالات ICDL ومن خلالها أصبح الكثيرون منهم مدربين ، إضافة لحصول البعض على منح دراسية أخرى وتخرج دفعة جيدة من مهندسي النظم والشبكات والذين التحقوا بالشركات اعتماداً على مهارتهم وليس على نسبة الـ 5% من المعاقيين حسب القانون .
ويشدد مدير جمعية أصداء للارتقاء بضعاف السمع، أنهم يهدفون إلى تنشيط السياحة للصم في مصر، حيث تعلم 8 من أبناء الجمعية لغة الإشارة الأمريكية وسيبدأون العمل في هذا المجال ، هذا فضلاً عن عمل الجمعية على محو أمية الصم بإنتاجها 3 إصدارت ، أولها كتاب تعليم لغة الإشارة وآخر لتعليم الحاسب الآلي للصم بلغة الإشارة بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا ودعم مؤسسة التكنولوجيا، ثم كتاب لمحو أمية الصم ( أتعلم أتنور بلغة الاشارة) بدعم مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية ومشاركة هيئة تعليم الكبار ومجمع اللغة العربية والأكاديمة العربية للعلوم .