كتبت /رانيا مسعود
في لقائي ببعض الكفيفات بالكلية تحدثت إليهن وفوجئت بالعديد من المخالفات الإنسانية التي تُرتكب في حق المعاق بصريًّا، ووعدت بأن أصعد الأمر إلى الإعلام ليفضح حال الجامعة التي تضم كليات
لا تعتني بالكفيف العناية الواجبة رغم وجود مراكز خدمة خاصة من المفروض إنها تعمل لصالحه.
رفيق الدرب بالكلية إحدى الخدمات الموجهة للكفيف، وهناك خدمات أخرى ولكن.. عندما تذهب إلى الكلية في طلب طباعة الأوراق والملازم بطريقة برايل للكفيف تجد الإجابة المعتادة في كل مصالحنا وهيئاتنا ومؤسساتنا الحكومية: الماكينة المختصة بالطباعة معطلة، وإن تكلفة شراء البديل باهظة... لا حول ولا قوة إلا بالله!كيف هذا؟ لا ندري..! وكيف لا تتم صيانة أداة حيوية، ومهمة للغاية بالنسبة للكفيف بالكلية؟!! علامات استفهام تأخذك إلى أبواب عديدة
طرق المكفوفون أبواب المسئولين بالكلية للتظلم وعندها وجدوا ما يُخزي المجتمع ويضع فوق رأسه العار : إحنا بنعمل فيكم ثواب
هكذا لم تستح ألسنة المجيبين حين طالب الكفيف بحقه في مجتمع الكلية الصغير الذي يجسد صورة من الإهمال الحي في كافة القطاعات الخدمية والتي قامت من أجلها الثورة وما تزال روح الثورة تغلي الدم في عروق كل صاحب نخوة وعزة وكرامة للثأر من هؤلاء المفسدين الذين استحلوا ما يجب أن يُنفَق على المريض والضعيف والكفيف ليضعوه في خزانتهم دون مراعاة لضمائرهم أو حتى لإنسانيتهم.
ما يعانيه الكفيف بكلية الألسن أكبر من ذلك عندما يشعر بالذل أمام أحد أساتذته حين يطلب منه أي مادة علمية أو حتى تسجيل المحاضرة صوتيًّا، ولا عجب إذ أنني كمبصرة عانيتُ الكثير في هذه الكلية التي يظن بعضُ أساتذتها إنهم قد بلغوا من العلم مبلغًا عظيمًا ما يجعلهم لا ينشرونه بل على العكس يريدون قنص كل مليم وجنيه في جيب مَن لم يتمتع بهذا العلم... إنه الجشع الذي يجعل المعلم يفضل أن يموت ويُدفن معه العلم على أن ينشر علمه فيُفاد منه آخرون قد يشاركونه في نفس الأجر.
هذه ليست الصرخة الوحيدة التي يُطلقها الكفيف بالكلية فهناك الكثير، ولكن أرجو منكم نشر صوته لكي تتحرك الجامعة وتتحرك الكلية في اتخاذ اللازم بصورةٍ جادة لتغيير الواقع الأَمَرّ الذي يعانيه الكفيف وربما تعانيه فئات أخرى من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين ظلمهم المجتمع ليقع في ظلمات أكبر بكثير