الوفد
عتراضًا على المعاملة اللاإنسانية حاول محمود إبراهيم جمعة (كفيف) إشعال النار فى نفسه أمام مبنى محافظة المنوفية، يوم السبت الموافق 11 فبراير، بعد أن قام أحد الموظفين فى مبنى المحافظة بالتعدي عليه ضربًا وعدم السماح له بتحديد ميعاد لمقابلة المحافظ.
لم يكتفِ الموظف بضرب شخص ذى إعاقة، بل عمل بالمثل الشعبي القائل "ضربني وبكى .. وسبقني واشتكى"، حيث طلب الشرطة لمحمود واتهمه بمحاولة اقتحام مكتب المحافظ عنوة.
أصل الحكاية
تعود الأحداث كما يرويها "محمد سليمان" أحد زملاء محمود من المعاقين المطالبين بوظائف من المحافظة، إلى يوم 18/10/2011 عندما تم الإعلان عن 51 وظيفة للمعاقين بالمنوفية وتقدم إلى هذه الوظائف عدد 2700 معاق واعتصمنا حتى سمحت المحافظة بتوفير 205 وظائف ورضينا بذلك .
يتابع: فى يوم 2 يناير قام وفد منا بمقابلة اللواء ياسين طاهر سكرتير عام المحافظة وبسيونية وكيلة وزارة التربية والتعليم بالمنوفية، التى وعدتنا بأنها ستعمل جاهدة لتوفير نسبة 5% فى أقرب وقت ممكن، وسيتم تعييننا فى الوظائف الحكومية آخر شهر يناير .. كان ذلك في حضور المستشار الدكتور أشرف هلال محافظ المنوفية الذي أكد لنا أن مكتبه مفتوح للمعاقين وأعطى أوامر أن أى شخص من ذوى الإعاقة فليتفضل بالدخول.
وعود كاذبة
ذهبت وعود المحافظ هباءً بتوفير فرص العمل فلم يحصل المعاقون على أي وظائف فقرروا التقدم بطلب لمقابلة المحافظ بناءً على وعده بفتح باب مكتبه لهم، فاختاروا وفداً منهم يتحدث باسمم ليبلغه بسوء معاملة الموظفين وعدم استلام الوظائف.
ويكمل محمد الحكاية قائلاً: بالفعل ذهب محمود ومعه اثنان من زملائنا يوم 11 فبراير الماضى وحاولوا التحدث مع أحد الموظفين بمكتب المحافظة لطلب لقاء المحافظ إلا أن الموظف تعامل معه بشكل سيئ وقال له: "المحافظ مبيقابلش حد ومش هتقابله خالص"، فحاول محمود ومن معه إقناع الموظف بتحدد موعد للمقابلة إلا أنه رفض وقام بمنتهى العصبية بصفع محمود على وجهه.
ويضيف: حاول أصدقاؤنا التهدئة بين محمود وموظف المحافظة إلا أن الأمر ازداد سوءًا بعد أن قام الموظف بالاتصال بالشرطة والإبلاغ عن أن بعض المعاقين يحاولون اقتحام مكتب المحافظ فى غيابة، وبالفعل جاءت الشرطة واختفى هذا الموظف ونفى كل من شاهد الواقعة من موظفي المحافظة حدوثها .
سبقني واشتكى
أثناء جلوس وفد المعاقين أمام مكتب المحافظ، حضر مفتش مباحث المنوفية ومعاون المباحث وعدد من أمناء الشرطة، حيث وجه معاون المباحث اتهاماً لمحمود قائلاً: "أنت متهم بالتهجم على موظف حكومة أثناء تأدية عمله".
ويؤكد محمد سليمان (صديق المجني عليه)، أن المباجث والشرطة هددوا وفد المعاقين حال تقدمهم إلى مبنى المحافظة مرة أخرى، مما جعل محمود فى حالة سيئة جداً حيث أصيب بصداع شديد نظرًا لأنه كفيف يعاني من أزمة فى أعصاب الوجه، ومازال تحت العلاج، لذا حاول إشعال النيران في نفسه أمام مبنى المحافظة اعتراضاً على التعدي عليه وإهانته والمعاملة اللاإنسانية التي يعانيها المعاقون حتى الآن، إلا أن زملاءه أنقذوه وقاموا بتهدئته.
ويضيف: الأدهى من ذلك أن الشرطة رفضت تحرير محضر إثبات حالة لزميلنا محمود يفيد بتعدي سكرتير المحافظ عليه بعد نفي جميع الشهود من الموظفين للواقعة، فضاع حقه قانونيًا ولم نستطع حتى تقديم شكوى للمحافظ.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - كفيف يحرق نفسه لتعدى موظف حكومى عليه