رغم أن الموروث المادى التشكيلى المصرى هو سر معرفة تاريخ حضارتنا القديمة والعظيمة، إلا أننا نعانى من أمية تشكيلية. فالناس تدور فى دائرة مشاكل تعليم أبنائها أو الحصول على مورد رزق للحياة الكريمة، والمؤسسة الرسمية تطوف فى دوامة مضاهاة الآخر والحوار مع العالم الخارجى على نفس الخطوة لتدعم فنوناً بعينها واتجاهات فنية قد لا تذوق للمتذوق أو لا تخرج أساساً من ثقافته الشرقية.. وهذا العام تحتفل كلية الفنون الجميلة بمئويتها، حيث أنشئت فى 21 مايو، 8091 وكان مقرها فى درب الجماميز بالسيدة رقم 001، وفى عام 8291 أصبحت تسمى المدرسة العليا للفنون الجميلة ثم أطلق عليها اسم الكلية الملكية للفنون الجميلة عام 0591. فى عام 2591م أصبحت تحمل اسم كلية الفنون الجميلة، حيث ضمت لوزارة التعليم العالى فى عام 2691م، ولجامعة حلوان ضمت عام 5791م. أخرجت الكلية فنانين كبار أمثال: محمود مختار فى النحت حسين فتحى فى العمارة أحمد صبرى فى التصوير والحسينى فوزى فى الحفر. كما أن أبناء الكلية هم الذى صنعوا النصب التذكارى للجندى المجهول، دار القضاء العالي، دار الهلال للنشر، قرية الجرنة بالأقصر، الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، تصميم مبنى الإذاعة والتليفزيون والمتحف المصرى الكبير بالفسطاط وغيرها. ويقول د. يحيى عبده عميد كلية الفنون الجميلة بالزمالك إنه يتم إعداد كتاب لسيرة الفن التشكيلى المصرى وإنتاج فيلم وثائقى عن الكلية فى مائة عام كما تم الإعداد لمتحف عالمى داخل مبنى عبود باشا، حيث يقع داخل الكلية وسيتم فتحه للجمهور قريبا، كما تقوم الكلية بالاتصال بجميع الوزارات والهيئات المعنية لدعم الاحتفالية مادياً أو معنوياً. وفى 21 مايو القادم سيتم عمل احتفالية كبيرة فى محكى القلعة أو مقر محمد على لتعلن بداية عام جديد بعد المائة لهذه الكلية العريقة وهى أول كلية عربية للفنون الجميلة. أما الفنان محسن شعلان فيؤكد أنه كما سبق ودعم كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية فى عامها الخمسين، من خلال القطاع فى إقامة معرض ضخم بالأوبرا فى قاعة قصر الفنون، وإصدار كتاب تذكارى قيم لأستاذنا صبحى الشاروني، وكتالوج يحمل ذكريات 05 عاماً للكلية. وفى الندوة التى عقدتها الكلية هذا الأسبوع لتعلن انطلاق الاحتفالية، حظيت الندوة بحضور رواد الفن التشكيلى ونقاده بينما اهتمت الجامعة وكان على رأس الحضور د. عبدالله بركات ـ رئيس جامعة حلوان والذى بارك ودعم كل طلبات الاحتفالية. كما أشارت الكاتبة الصحفية نعم الباز إلى أهمية البوستيرات وطبع أعمال الرواد بأسعار رخيصة وبيعها ليسهل هذا انتشار الفن التشكيلي. وقد تم الاتفاق على المؤتمر المتخصص فى مجال العمارة، والديكور، والتصوير، والجرافيك، والنحت، وتاريخ الفن والذى يهدف لتوثيق تاريخ كليات الفنون الجميلة فى مصر، وتفعيل البحث العلمى فى مجالات الفنون وحماية أعمال التراث الفنى القومي، ونشر الوعى الفنى فى المجتمع وسيقام المؤتمر فى أكتوبر 8002. ويبقى سؤال؟!! أين كليات الفنون التطبيقية والتربية الفنية من هذه الاحتفالية؟! وأين قصور الثقافة ومشاركتها هذا النشاط الحيوى المهم فى محافظات مصر؟ وأين التنسيق الحضاري؟ سؤال يحتاج لمتابعة وهل ستنجح كلية الفنون فى الوصول للعامة.