نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

authentication required

<!--<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tabla normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;} </style> <![endif]-->

الأربعاء 28/11/2011

سبيلنا الوحيد إلى راحة البال

    كثيرا من النساء عندما يبلغن سن الأربعين .. ينتابهن القلق .. خاصة إن لم تكن قد تزوجت بعد.. أو تزوجت ولم تنجب أطفالا .. وفي الحقيقة هذه مشكلة نفسية عويصة وليست هينة .. فالفتاة عندما تبلغ هذه المرحلة من عمرها.. مرحلة الأربعينات ولم تتزوج بعد .. تشعر بإحباظ .. وبتغيير  غير طبيعي في جسدها.. وتظل فكرة الزواج أو العنوسة عالقة بذهنا ليل نهار..

    والتى تزوجت ولم تنجب .. قد تكون حالتها النفسية أصعب كثيرا .. وقد تكون أخف وطأة من أختها التى لم تتزوج .. وهذا على حسب شخصية كل واحدة منهن ..

     أما الأمر عند الرجال يختلف قليلا .. فكل على حسب إيمانه ... منهم من يعتصم ولا يقبل على الحرام ، وهذا أكثرهم عقلا وتفهما للحياة.. ومنهم من يبحث عن تفريغ شهوته بأي وسيلة .. وهذا اتعسهم حالا ..

    وفي النهاية فإن الرجال والنساء يشتركون في حال واحدة وهي أحساسهم بالقلق عند بلوغ سن الأربعين ... وفي الحقيقة أن هذا القلق هو ظاهرة صحية إذا ما تناولناه على أنه ناقوس تحذير{ جرس تنبيه } .. عندما يصاب الإنسان بالقلق عليه أن يتوقف قليلا ، ثم ينظر إلى حياته وما يدور بها.. ثم يبحث عن مصادر القلق فيها .. فإذا ما نجح في رؤية وتحديد ما يقلقه، فليقم بتدوين ذلك في دفتره، أو في ورقة خارجية ، فإن معرفة اسباب القلق هي بمثابة معرفة الطبيب للمرض فيسهل عليه علاجه،

         الآن أقدم لك الحل الأمثل لإستئصال القلق من جذوره،  ولكي نعيش بعض الشيء مع حيثيات العلاج قبل وصفه لحضراتكم تعالوا بنا نستمع لقول أبو الأنبياء الذي اتخذه الله خليلا عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام :

قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) الشعراء

سيدنا أبراهيم عليه الصلاة والسلام جعلها قضية إيمانية بحته، وبين عليه السلام حيثيات إيمانه للعالمين ... أوضحها وبينها وقدم المعطيات والبرهان على كلامه ... {{ قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ }} هؤلاء الذين عبدتم انتم وآباؤكم ..{{ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ }} ..عليك الصلاة والسلام يا خليل الرحمن .. لقد قال الله فيه : {{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 120 النحل }} كانت به كل الصفات الحميدة التى لا تجتمع إلا في أمة كاملة .. الشاهد هنا نستخلص من الآية شجاعته البالغة عندما واجه أئمة الكفر وحده ... ونستخلص قوة إيمانه وثقته البالغة بالحق... ثم نأتي إلى ما نريد من الآية وهو قوله عليه السلام : {{  وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ }} إذا الله سبحانه وتعالى هو الذي يبتلي خلقه بالمرض وهو سبحانه الذي يشفيهم، لأنه هو سبحانه الذي خلقنا وجاء بنا إلى الحياة ، ثم أعطانا مقوماتها ، والسبل الصحية السليمة لنعبر ها إلى الدار الآخرة سالمين ناجين من شياطين الإنس والجن ، والخروج من الظلومات إلى النور..

      إذا القلق مرض نفسي لابد له من علاج.. تماما كالأمراض العضوية.. وعلاج القلق قد ضمنه لنا رب الفلق في إستعاذتنا به من شر ما خلق.. وإليكم كلمات رب العالمين الذي هو بعباده ارحم الراحمين :

 

الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ {2} محمد.

وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ

     عندنا في مصر  كانت الأم عندما تدعي لولدها تقول له {  ربنا يريح بالك } لأن راحة البال هي راحة الإنسان .. وراحة البال هي ضد القلق .. وراحة البال هي أن تعيش بغير قلق، فإذا نمت نمت هادئا ، وإذا استيقظت تستيقظ مبتهجا ومنشرح الصدر. وإذا أكلت أو شربت أكلت هنيئا مريئا  ... وهنا المولى عز وجل يقول لنا :{{ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ }}  هو سبحانه لايريح بالهم فقط .. ولكنه يصلح بالهم .. أي يستئصل المشكلة التى تسبب لك القلق من جذورها .. وكيف لا وهو الرحمن الرحيم ... الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله أنك أنت الله، وأنك أنت الرحمن الرحيم ،

      والآن ما هي خطوات العلاج التى وجب علينا أن نتبعها ليصلح الله بالنا؟؟

وهذا سؤال كبير وفي غاية الأهمية .. والإجابة عليه نجدها في نفس الآية في أولها:..

 

وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ

إذا هناك ثلاثة مراحل علاجية :

أولا: الإيمان بالله العلي العظيم ..

ولكن هناك أمر في غاية الخظورة .. ألا وهو أن الشيطان قد آمن بالله ربا وخالقا، ومع ذلك فقد عصاه بدليل الآية: {{ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ }} { الأعراف } ثم بعد ذلك يثبت لنا القرآن أن الشيطان أيضا قد آمن باليوم الأخر ، بدليل الآية نفسها:{{ قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }} .. ماهو الحل .. كيف نؤمن بالله ؟ هنا يجيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سُئل عن الإيمان فقال: الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل . العمل الصالح .. أن تكون أعمالنا كلها لله رب العالمين ، لا نبغي بها إلا الله .. وهذا نفسه هو نص الآية التى نحن بصددها .

ثانيا: {{ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ }} وما أكثر الأعمال الصالحة ... كل عمل تقوم به في حياتك اليومية ... عندما تستيقظ وتبتسم في وجه من يعيش معك هذا عمل صالح ولك عليه أجر عظيم .. عندما تؤدي عملك بإتقان وتراعي فيه الله عز وجل هذا من أكبر الأعمال الصالحة .. عندما تعطف على الصغير وتحترم الكبير.. وتمد يدك بالخير لمن يحتاجها، كل ذلك من الأعمال المحببة إلى الله والتى تقربنا إليه .. عندما تكف آذاك ، وعندما تكرم ضيفك، وعندما تصبر على جارك، وعند إماطتك الأذى من الطريق، وعندما تصلي وتصوم وتؤتي الزكاة وتتصدق .. كل ما نفعله في حياتنا اليومية إذا ما قصدنا به وجه الله سبحانه وتعالى فهو عمل صالح والله يجزي به أحسن جزاء...

ثالثا: وهذا هو الأهم : {{ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ }} الآن وبعد أن عرفنا كيفية الإيمان بالله، فعلينا أن نؤمن بما انزل الله على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ... وذلك بأن نتبع سنته، ونقرأ سيرته، ونتخذه مثلنا الأعلى كما أمرنا ربنا:... {{  لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا 21 الأحزاب }} واتباعنا لسيدنا وقائدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم يحملنا إلى غاية الغايات، وأعظم العطاءات، وأكبر الفضائل ،وأحسن العطايا من الله العاطي الوهاب، واسمعوا معي رحمكم الله :

قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) آل عمران ..  وهذه هي نهاية المطاف ... على كل منا أن يبحث في نفسه عن ما تشتهيه نفسه ولم يحصل عليه أو لم يحققه فأصبح سبب تعاسته أو حزنه أو قلقه.. ثم يواجه نفسه ويحدثها صراحة .. إن هذا ما تشتهيه أو تتمنيه، أو تحبيه، هو سبب تعاستى وقلقي ولن نحصل عليه إلا برضى الله عنا .. ثم عليك أن تتصور وتتخيل أن الله يحبك .. فهل مع حب الله أنت في حاجة لحب آخر ؟.. إذا أحببت رسول الله أحبك الله ، وإذا أحبك الله أحبك كل من السماء وكتب لك القبول في الأرض..

ولكن بقي شيء واحد وهو ما دليل حبك لله ؟؟؟

ويجيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا السؤال الوجيه، يقول صلى الله عليه وسلم {{ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه  }} .. مثلا أنت تريد أن تحقق غاية معينة.. فعليك أن تساعد الآخرين في تحقيق غاياتهم إن كانت في مرضاة الله، وأنت يامن حرمت من نعمة الإنجاب ، عليك أن تقدم لأولاد الآخرين ما كنت سوف تقدمه لأولادك ، وبذلك تكون مرتبتك عند الله خير من الذي رزق بأولاد.. لأن البطولة كل البطولة هي أن تنفذ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحب لأخيك ما تحب لنفسك .. عاونهم في تحقيق أمنياتهم .. قدم النصح لهم .. استمع لمشكلاتهم .. كن مفتاح خير وسعادة للأخرين .. وهذا لا يكون إلى لمن عرف الله وآمن به وأحبه وأحب رسوله بل ورسله كلهم أجميعين ..

هذا  وبقي لي شيء واحد قد بدأت به حديثي معكم ألا وهو بلوغ سن الآربعين .. وأقدم لحضراتكم حسن الختام من كلام الرحمان :

وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ 15 الأحقاف .

     هذه الآية بها من البلاغة والحكمة ما إن وضعناها في كفة ووضعنا الخلق كلهم أجمعين بما عرفوا وعلموا وعملوا في كفة أخرى لرجحت الآية الكريمة لما بها من حكم ومواعظ وبلاغة .. لذلك سأتركها لحضراتكم لتعيشوا معها وتتدبرواها ففيها كل الخير وكل الحلول لكل ما نواجه من مشاكل ومتاهات وظلومات وضلال.

هذا والله اعلى وأعلم وأني لا أبغي إلا إبتغاء وجه الله فقد عانيت الكثير في حياتي من جراء المفاهيم الخاظئة وبعدي عن روح الإسلام . فإن الإسلام إستسلام لرب العالمين ن وهو أمن وآمان وحصن حصين.

  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

249,439

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »