عند الله كل ما تحتاج مادياً ومعنوياً
قال الله تبارك وتعالى:
► وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ◄
( سورة الحجرات )
هذه الآية الكريمة مجرد مدخل جميل لموضوعنا اليوم، فتابعوني رحمكم الله لأن كل ما يحتاجه بني آدم عند الله خزائنه.
► وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ◄
في حياتنا اليومية يزينون لنا أعلانات جذابة عن كل شيء، وهدفهم الكبير هو الترويج للسلعة التى يبيعونها..
ثم بعد ذلك نمسك التليفون وكأنه مغناطيس يجذبنا إليه بشدة، ونخرج من تطبيق إلى آخر..
ونظل نبحث حتى ننسى ما نبحث عنه من كثرة العروض والمفاجآت والتى نادرا ما تكون سارة..
تأمل معي هذه العبارة وستجد نفسك قد عرفتها ومررت بها أكثر من سبعين مرة كل يوم :
≤ العقل والجسد يؤثر كل منهما على الآخر ≥
هكذا بدأ دكتور هربرت سبنسر محاضرته في كلية الطب بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية.
من كتاب قوة التفكير للدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله
إذاً فكل واحد فينا يعيش حياته بكل كيانه، وتبدأ الحياة من الفكرة ووجهات النظر والدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله يتحدث عن تجارب كثيرة وقد أثبت عمليا وعلميا أن العقل والجسد يؤثر كل منهما على الآخر..
لذلك أعطانا الله تبارك وتعالى هدية لا تقدر بثمن تُريح النظر والسمع والبصر والفؤاد .. فقال سبحانه وتعالى:
► وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ◄
عندما تضيق بك الدنيا وتختنق بالأفكار وربما الحيرة وضيق النفس لابد أن تهجر المكان .. أخرج إلى الهواء الطلق .. تنفس بعمق عدة مرات، واحتفظ بالهواء بصدرك قدر استطاعتك حتى يحصل ذهنك على ما يحتاج من الأوكسجين ..
إذا أحسست بقليل من الراحة فارفع رأسك إلى السماء، وفكر في أسم من أسماء الله الحسنى .. وتذكر يوما من أيام الله.. يوم أنقذك فيه من الهلاك، أو يوم أعطاك فيه ما كنت تتمنى .. أو يوم وهبك هبة عظيمة وكبيرة سببت لك سعادة بالغة.. ثم عش مع الآية:
► وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ◄
لقد زين لنا ربنا السماء والنجوم والقمر والهدوء والسكون ثم بعد ذلك قال لك ولي ولنا جميعا:
► وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ◄
هذا معناه أننا عندما ننظر إلى السماء ونتفاعل بآياتها فلن يجرؤ شيطان على اقتحام فكرنا ومشاعرنا لأننا في معية الله الواحد القهار,
► أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ ◄
في هذه اللحظات النادرة في حياة كل إنسان ستتلاشي الأفكار المظلمة والسلبية .. وسيبدأ الجسد يرتاح ويتنفس تنفس طبيعي .. فإذا حدث لك ذك فعليك بذكر الله كثيرا كثيرا كثيرا .. لأن لك من الله دعوة ولقاء:
► يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ◄
سورة الحجرات
وتذكر أن كل ما تحتاجه ماديا ومعنوياً عند الله خزائنه:
► وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ◄
كل ما يحتاجه البشر مثل السعادة والفرح والسرور والمودة والرحمة وراحة البال والاستقرار النفسي والعاطفي والطمأنينة والهدوء .. كل ذلك عند الله خزائنه فحرام عليك أن تطلب شيئاً من ذلك من مخلوق لأن عند الله خزائنه.
ساحة النقاش