<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]--><!--<!--<!--[if !mso]> <object classid="clsid:38481807-CA0E-42D2-BF39-B33AF135CC4D" id=ieooui> </object> <style> st1\:*{behavior:url(#ieooui) } </style> <![endif]--><!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
نهر النيل
مورد مياة - مورد غذاء - مصدرحياةٍ
قد ظن العرب حينما رأو النيل أنه ينبع من الجنة .ويوجد حديث منسوب لأبو هريرة رضى الله عنه (و روى ابـوهريرة : ان رسول اللّه قال : النيل و سيحان و جيحان و الفرات من انهار الجنة , و هذا الـقـول نـفـسه قاله كعب :اربعة انهار الجنة وضعها اللّه في الدنيا : فالنيل نهر العسل في الجنة , و الفرات نهر الخمر في الجنة , و سيحان نهر الماء في الجنة ,و جيحان نهر اللبن في الجنة )
وكان الناس يعتبرون النهر ذكراً لذا كانوا يزوجوه بعذراء "عروس النيل" قرباناً له وكأنما إلقاء العروس إليه أو تقديمها له بمثابة الزواج، وعندما يتم هذا الزواج يكون الإخصاب للتربة التي تنبت خضرة ونضرة واستمرت هذه العادة حتى أوقفها سيدنا "عمر بن العاص" عندما كان والياً على مصر عندما أرسل لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب قائلا أن النهر لا يجرى ويزيد إلا بعد أن يلقوا فيه بفتاة ويسموها عروس النيل فأرسل له كتاب قال فيه :
من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر ، أما بعد فإن كنت تجرى من قبلك فلا تجر ، وأن كان الله الواحد القهار هو الذى يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك . ففاضت مياه النهر.
أحببنا نحن المصريين النيل كما لم يحبه أحد حتى أن قدماء المصريين جعلوا للنيل آلهة خاصة ولقد صنع النيل تاريخ مصر وشيد حضارتها وخلع على أرضها ألوان السحر من خصبه .
د. حسين الشافعى
نهر النيل
نهر النيل لمصر هو الحياة نفسها ، وهو مصدر الإلهام لشعرائنا ، وهو الترويح البسيط لبسطاء قومنا .. من مائه نرتوى ونغسل مع أجسادنا همومنا ، ونروى به أرضنا فتجود لنا بثمارها وخيراتها ، ومن مائه مصدرا هاما للكهرباء ينير ظلمة الليل لنا ، وعلى سطحه ينتقل الناس فى أسفارهم ونزههم وننقل عليه بضائعنا .. فكل عام ننقل بضائعا بماقيمته مائة مليون من الجنيهات ، كما يعطينا تدفق مياهه عند خزان أسوان (1) 345 ميجاوات من القدرة الكهربية ، وعند خزان أسوان (2) 270 ميجاوات ، وعند السد العالى 2100 ميجاوات وعند إسنا 90 ميجاوات ، وعند نجع حمادى 5 ميجاوات .. بإجمالى أكثر من 25% من إجمالى قدرة كهرباء مصر كلها ، وكان تدفق مياهه عند السد العالى وحده يعطى نصف احتياجات مصر من الكهرباء حتى أوائل الثمانينيات من القرن الماضى ..
رحلة النهر العظيم
النيل أطول أنهار الكرة الأرضية يقع في الجزء الشمال الشرقي من قارة أفريقيا ، ويبدأ مساره من المنبع عند بحيرة فيكتوريا - الواقعة بوسط شرق القارة - ثم يتجه شمالا حتى المصب في البحر المتوسط بإجمالي طول 6650 كيلو متر (4132 ميل). يغطي حوض النيل مساحة 3.4 مليون كيلو متر مربع ، ويمر مساره بعشر دول إفريقية يطلق عليها دول حوض النيل .
يجتمع نهر النيل في عاصمة السودان الخرطوم ويتكون من فرعين رئيسيين يقوما بتغذيته وهما: النيل الأبيض في شرق القارة، والنيل الأزرق فى اثيوبيا. يشكل هذين الفرعين الجناح الغربي للصدع الإفريقي الشرقي، والذي يشكل بدوره الجزء الجنوبي الإفريقي من الوادى المتصدع الكبير.
النيل الأبيض
تعتبر بحيرة فيكتوريا هي المصدر الأساسي لمياه نهر النيل. تقع هذه البحيرة علي حدود كل من أوغندا -تنزانيا وكينيا وهذه البحيرة بدورها تعتبر ثالث البحيرات العظمى . بالتوازي، يعتبر نهر روفيرونزا -) في بوروندى هو الحد الأقصى لنهر النيل، وهو يشكل الفرع العلوي لنهر كاجيرا. يقطع نهر كاجيرا مسارا طوله 690 كم (429 ميل) قبل دخوله إلي بحيرة فيكتوريا.
بعد مغادرة بحيرة فيكتوريا، يعرف النيل في هذا الجزء باسم نيل فيكتوريا)، ويستمر في مساره لمسافة 500 كم (300 ميل) مرورا ببحيرة كيبوجا - حتى يصل إلي بحيرة البرت.
بعد مغادره بحيرة ألبرت، يعرف النيل باسم نيل ألبرت ، ثم يصل النيل إلى السودان ليعرف عندها باسم بحر الجبل ، وعند اتصاله ببحر الغزال يمتد النيل لمسافة 720 كم (445 ميل) يعرف فيها باسم النيل الأبيض ويستمر النيل في مساره حاملا هذا الاسم حتى يدخل العاصمة السودانية الخرطوم .
النيل الأزرق
يشكل النيل الأزرق نسبة (80-85%) من المياه المغذية لنهر النيل، ولكن هذه المياه تصل إليه في الصيف فقط بعد الأمطار الموسمية علي هضبة إثيوبيا، بينما لا يشكل في باقي أيام العام نسبه كبيرة حيث تكون المياه فيه ضعيفة أو جافه تقريبا.
ينبع هذا النهر من بحيرة تانا- - الواقعة في مرتفعات اثيوبيا بشرق القارة. بينما يطلق عليه اسم "النيل الأزرق" في السودان، ففي إثيوبيا يطلق عليه اسم "آبباي"). ويستمر هذا النيل حاملا اسمه السوداني في مسار طوله 1,400 كم (850 ميلا) حتى يلتقي بالفرع الآخر – النيل الأبيض – ليشكلا معا ما يعرف باسم "النيل" منذ هذه النقطة وحتى المصب في البحر المتوسط.
ملتقى النيل
بعد اتحاد النيلين الأبيض والأزرق ليشكلا معا النيل، لا يتبقي لنهر النيل سوي رافدا واحدا لتغذيته بالمياه قبل دخوله مصر ألا وهو نهر عطبرة )، والذي يبلغ طول مساره 800 كم (500 ميل) تقريبا. ينبع هذا النهر من المرتفعات الإثيوبية أيضا، شمالي بحيرة تانا، ويتصل بنهر النيل علي مسافة 300 كم (200 ميل) بعد مدينة الخرطوم.
بعد عودته لمساره الأصلي، يعبر النيل الحدود السودانية المصرية، ويستمر في مساره داخل مصر بطول 270 كم (170 ميل) حتى يصل إلى بحيرة ناصر - وهي بحيرة صناعية تقع خلف السد العالى. وبدءاً من عام 1998 بعض أجزاء هذه البحيرة غربا بالصحراء الغربية ليشكلوابحيرات توشكى .
وعودة إلي مساره الأصلي في بحيرة ناصر، يغادر النيل البحيرة ويتجه شمالا حتى يصل إلي البحر المتوسط. علي طول هذا المسار، ينفصل جزء من النهر عند أسيوط ويسمي بحر يوسف, ويستمر حتى يصل إلي الفيوم
ويصل نهر النيل إلى أقصى الشمال المصري، ليتفرع إلي فرعين: فرع دمياط شرقا وفرع رشيد غربا، ويحصران فيما بينهم ادلتا النيل وهي تعتبر علي قمة قائمة الدلتا في العالم، ويصب النيل في النهاية عبر هذين الفرعين في البحر المتوسط منهيا مساره الطويل من أواسط شرق إفريقيا وحتى شمالها.
الحرب القادمة حرب على المياة
هذه حقيقة يجب علينا أن نضعها فى حساباتنا . بعيداً عن النيل نتذكر ما فعلته تركيا بعمل سد على أحد الأنهار الذى يغذى سوريا والعراق ولمدة شهر لم تصل المياه بمستوياتها المعهودة لهذه الدول ولم تستطيع الأعتراض لضعف قوتها العسكرية مقارنة بتركيا . وإذا عدنا لقضية نهر النيل التى تشكل لنا قضية أمن قومى لايمكن غض الطرف عنها فسنجد إسرائيل تشجع أثيوبيا على إقامة سد على النيل وبعدها تنزانيا فى فبراير 2004وحديثاً كينيا . وبما أننا دولة مصب فإن هذا الموضوع يعبر إعلان للحرب علينا كما أعلن الدكتور/ محمود أبو زيد وزير الرى المصرى فى ديسمبر 2003 فى مؤتمر وزراء الرى الأفارقة والذى عقد فى إثيوبيا فى الفترة من 8- 12 ديسمبر 2003 وكان مخصصا لمصادقة دول الحوض ألـ10 على الوضع الراهن للمعاهدة وقد أنسحبت وزيرة المياه الكينية مارثا كاروا من المؤتمر
مسؤول في الخارجية الأمريكية يقترح تخزين مياه النيل في المرتفعات الإثيوبية.. بدلاً من بحيرة ناصر:
قال مسؤول إدارة قضايا المياه عبر الحدود في مكتب المحيطات والعلوم البيئية، التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، آرون ساليزبرج: «إن جهود مصر في تخزين مياه النيل في بحيرة ناصر تؤدي إلي ضياع ٢٥% من مياه النيل بسبب التبخر».
وأضاف في تقرير نشره الموقع الإعلامي للخارجية الأمريكية أمس، حول الدور الذي تقوم به الولايات المتحدة في مساعدة دول الشرق الأوسط علي إدارة مصادر المياه: «سيكون من الأفضل والأكثر فعالية تخزين المياه في المرتفعات الإثيوبية الأكثر برودة لتوفير مياه أكثر للجميع».
واستطرد: «إن مصر هي المستهلك الأساسي لمياه النيل علي الرغم من أن منشأ هذه المياه في أماكن أخري مثل المرتفعات الإثيوبية والأوغندية».
وأشار ساليزبرج إلي أنه لا توجد منطقة في العالم تستفيد من التعاون الإقليمي الخاص بإدارة مصادر المياه أكثر من دول حوض النيل التي تشارك مياه النيل، موضحاً أن ٩ من هذه الدول وضعت مبادرة حوض النيل عام ١٩٩٩ لتنسيق إدارة المياه التي تخدم ١٨٠ مليون مواطن يعيشون حول النهر.
وقال ساليزبرج: «حتي دون إعادة ضبط ترتيبات تخزين مياه النيل فإن مصر تستفيد من التعاون الإقليمي في مجال إدارة المياه من خلال تعزيز النمو الاقتصادي حول حوض النيل وخلق فرص تجارية».
وأضاف: «إن الممارسات الدولية الشائعة تخلق بذور الصراع حول حقوق ملكية المياه بالنسبة للدول، فالبعض ينظر لها من ناحية الحقوق التاريخية في الاستخدام، والبعض يراها من ناحية أين تقع هذه المياه»، مستطرداً أن الأسلوب الوحيد لمعالجة هذه القضايا هو التفاوض، وهو ما يمكن للولايات المتحدة المساعدة فيه.
وأوضح أن الولايات المتحدة يمكنها تقديم دعم تقني، من خلال المسوح الجيولوجية والدراسات البيئية وإعداد تقارير هندسية وزراعية، مؤكداً أن الولايات المتحدة لا تحاول فرض رؤيتها حول الطريقة التي يجب بها تقسيم المياه بين الدول، وتترك هذا الأمر للأطراف المعنية خلال المفاوضات.
وأشار إلي أن الزراعة هي المستهلك الرئيسي للمياه في دول الشرق الأوسط، حيث تستهلك ما بين ٧٥ و٩٠% من مصادر المياه، وقال: «دول الشرق الأوسط بإمكانها تقليل هذه النسبة من خلال استخدام نظم ري أكثر فاعلية، إضافة إلي استيراد المنتجات الزراعية التي تحتاج لمياه كثيرة بدلاً من إنتاجها محلياً».
وقال كبير مستشاري العلوم والتكنولوجيا في مكتب شؤون الشرق الأدني بالخارجية الأمريكية تشك لاوش: «إن مبادرة حوض النيل نمت وتحولت من وسيلة لإدارة المياه إلي وسيلة لتغطية قضايا التنمية الإقليمية بما في ذلك الزراعة والطاقة والتجارة».
وأضاف: «هذه المبادرة جعلت الناس لا ينظرون للنهر ومياهه فحسب، بل إلي كيفية الاستفادة الإقليمية علي مستوي واسع من هذه المياه».
وأشار لاوش إلي أن الولايات المتحدة تعمل أيضاً علي مساعدة فلسطين وإسرائيل علي إدارة مصادر المياه منذ التسعينيات.
الاقتراح الأمريكي بتخزين مياه النيل في إثيوبيا مقبول فنياً.. وخبيث سياسيا
والاقتراح يحمل في داخله رائحة الخبث الأمريكي، خاصة أن توقيته يأتي قبل اجتماع دول حوض النيل الشرقي «مصر وإثيوبيا والسودان» ، حيث يهدف من ورائه إثارة الخلاف بين دول حوض النيل، رغم أن مصر قطعت شوطاً كبيراً لترسيخ التعاون بين هذه الدول لدرجة أن الأمم المتحدة أعلنت أنه نموذج يحتذي به للتعاون علي الصعيد الدولي، لأن اتفاقه يقوم علي تقاسم المنافع، وأن يكون التعاون من أجل أن يربح الجميع ولا يوجد خاسر.
وعندما نحلل المقترحات الأمريكية نجد أنها مقبولة فنياً، وذلك بسبب انخفاض درجة الحرارة في إثيوبيا عن مصر ولكن الأزمة تكمن في تمويل دراسات إقامة سدود ضخمة في هذه الدولة، خاصة أن تكلفة أقل سد مائي ضخم تبلغ ما يقرب من ٥٠٠ مليون دولار،
وهنا يكمن التساؤل: إذا كان الاقتراح الأمريكي يهدف إلي دعم التعاون، فمن الأولي أن تقترح أيضاً القيام بتمويل بناء هذه السدود بالتعاون المشترك مع دول حوض النيل طبقاً للاتفاقات الدولية المنظمة لأشكال التعاون في مثل هذه القضايا.
والأمر الثاني أن الطبيعة الطبوغرافية لإثيوبيا والتي يعلمها الأمريكيون تؤكد أن إقامة السدود في إثيوبيا تهدف لتوليد الكهرباء من خلال مجموعة سدود صغيرة،
والأمر الثالث والذي أغفله المسؤول الأمريكي هو أن تكلفة نقل المياه من المرتفعات الإثيوبية من خلال هذه السدود مرتفعة مقارنة بنقل المياه من بحيرة ناصر إلي أراضي الدلتا والوادي وسيناء، بالإضافة إلي حاجة كل دولة إلي التحكم في المنصرف من المياه خلف السد المائي الخاص بها طبقاً للزراعات الحقلية صيفاً أوشتاء.
كل هذه الأسباب تؤكد أن تخزين الحصص المائية المصرية خارج أراضيها سيكون محلاً للشك، ويصطدم بالعديد من المعوقات الأخري مثل النواحي الاقتصادية والسياسية ودور الدول الأخري صاحبة المصلحة في الإيقاع بين مصر ودول حوض النيل، رغم أنها وهذه الدول أوشكت جميعاً، ولأول مرة، علي التوصل لاتفاق تاريخي للتعاون في إدارة مياه نهر النيل لصالح شعوبها والحفاظ علي المكتسبات التاريخية.
وعلي المسؤول الأمريكي ألا ينفخ في الرماد حالياً، لأن مصر الآن علي أعتاب مرحلة جديدة من التعاون المثمر مع دول حوض النيل بعد تراجع الملفات الأخري، وبدلاً من المحاولة الأمريكية لإثارة الخلاف، عليها أن تنظر إلي نفسها من الداخل وتضع حلولاً لمشاكلها المائية مع كندا والمكسيك بسبب التحكم في فيضان الأنهار المشتركة مع هذه الدول.
وتحاول مصر دعم علاقاتها المائية مع دول حوض النيل العشر من خلال الدراسات المشتركة بين هذه الدول لتنفيذ مشروعات الرؤية المشتركة للاستفادة من الفواقد المائية لنهر النيل، والتي تصل إلي أكثر من ١٢٠٠ مليار متر مكعب من المياه سنوياً ويضيع معظمها في المستنقعات في السودان ودول حوض النيل الجنوبي.
وتقوم مصر حالياً بتنفيذ العديد من المشروعات المائية لتزويد القري والمدن المحرومة من مياه الشرب في دول مثل أوغندا وتنزانيا، وإقامة العديد من السدود الصغيرة لتوليد الطاقة الكهربائية وفي إطار الاتفاق الشامل للتعاون بين دول حوض النيل حتي تكون مثالاً يحتذي به للتعاون في إدارة الأحواض المائية علي المستوي الدولي.
وتسعي مصر لاحتواء أي خلافات قد تنشأ نتيجة محاولات بعض الجهات الخارجية احتواء الدور المصري، رغم اجماع دول حوض النيل علي أهميته أي مشروعات مستقبلية للإطار المشترك في التعاون بين هذه الدول.
إن مشكلة المياه هى أخطر المشاكل الإستراتيجية التى تواجهها مصر وتتعلق تعلقا وثيقا بأمنها القومى ، وحروب المياه قادمة لاشك فيها بين دول حوض النيل ، وهى حروبا متوقعة طالماأن الأصابع الأمريكية الصهيونية تندس وتحفر فى كل أمور إثيوبيا ... ونعلم أن 80% من حصة مصر من مياه النيل تأتينا من بحيرة تانا بإثيوبيا ...
وتعانى مصر حاليا من مجاعة مائية ، حيث أن حد الفقر المائى هو 1000 متر مكعب كمتوسط لنصيب الفرد ، ومتوسط نصيب الفرد فى مصر من كل مصادر المياه (مياه النيل والمياه الجوفية والأمطار وإعادة تدوير مياه الصرف الزراعى والصناعى والصحى) هى 800 مترمكعب طبقا لإحصائيات عام 2000
أما بالنسبة للبخر فى بحيرة ناصر فلا يمثل مشكلة بالنسبة لدول حوض النيل ، فمعروف أن الإتجاه الغالب للرياح فى تلك المنطقة هى شمالية جنوبية ، أى أن البخر سوف يعود أمطارا إلى منابع النيل .. وماتعانى منه بحيرة السد حاليا هو ترسب كميات طمى رهيبة وراء السد العالى مما أنشأ جزرا كثيرة ببحيرة ناصر وأدى إلى تقليل السعة التخزينية وراء السد العالى ببحيرة ناصر بشكل ملحوظ ، وإذا استمر هذا الوضع دون علاج فسوف تنشأ دلتا جديدة خلف السد العالى تمتد إلى السودان ، وعندئذ يبدأ الجفاف والتصحر يمتد على طول المجرى من أسوان إلى البحر المتوسط على طول المجرى الحالى .
النيل مطمع للدول الإستعمارية:
نتيجة لإمكانيات الهائلة التي يوفرها نهر النيل، فقد كان مطمعا للقوي الاستعمارية في القرن التاسع عشر.فقد تحكمت الدول الأوروبية في دول حوض النيل في تلك الفترة؛ فبينما كانت بريطانيا تحكم قبضتها علي مصر والسودان وأوغندا وكينيا، فقد أحكمت ألمانيا قبضتها علي تنزانيا، رواندا وبوروندي. في نفس الوقت فقد قامت بلجيكا بالسيطرة علي الكونغو الديمقراطية والتي كانت تعرف في هذا الوقت بإسم زائير.
وبعد أن وضعت الحرب العالمية الأولي (1914-1919) أوزارها، فقد قسمت الإمبراطورية الألمانية بين كل من بريطانيا وبلجيكا؛ فحصلت إنجلترا علي تنزانيا، بينما حصلت بلجيكا علي رواندا وبوروندي، بينما بقيت إثيوبيا دولة مستقلة.
ومع انتهاء السيطرة البريطانية علي مصر في الخمسينات من القرن العشرين، وعلي السودان فى الستينيات من ذات القرن، فقد تم توقيع اتفاقية نهر النيل عام 1959 لتقسيم مياه النيل تقسيما عادلا بين دوله العشر.
أنهار مهددة بالجفاف في العالم
تأكيدا لمقولة إن العالم مقبل علي أزمة مياه عذبة, قد تجعل من الماء سببا للحرب, أعلن الصندوق العالمي لحماية الطبيعة, في تقرير له أذيع أمس, أن العديد من الأنهار الرئيسية في العالم معرض للجفاف لأسباب طبيعية, مثل تغير المناخ, وأخري من صنع البشر.
وحدد التقرير عشرة أنهار كبري في العالم مهددة بالجفاف, منها نهر النيل في إفريقيا, الذي حذر التقرير من أن مياهه ستصبح نادرة بدءا من عام2025, إلي جانب الدانوب في أوروبا, واليانجستي والميكونج والسالوين والجانج في آسيا, وريوبلاتا في أمريكا الجنوبية وموراي وآرلينج في أستراليا.
وأكد التقرير خطورة العامل البشري كسبب لجفاف الأنهار, فقال: إن الحكومات تكثر من بناء السدود لتخزين أكبر قدر من المياه, وبناء المزيد من محطات الطاقة, وهو ما يساعد علي الاستنزاف المفرط للموارد المائية للأنهار.
وحذر صندوق حماية الطبيعة العالمي من نتائج مرعبة إذا ترك الموقف علي ما هو عليه, ولم تتخذ إجراءات فعالة وسريعة لحماية الأنهار. وقال: إن التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة ستكون لها تأثيرات سلبية علي الثروة السمكية وإمدادات المياه في إفريقيا, مما يهدد استقرارها السياسي.
الأهمية الاقتصادية
يشكل حوض النيل تنوعا جغرافيا فريدا، بدء من المرتفعات في الجنوب ويقل الإرتقاع حتي يصل إلي سهول فسيحة في أقصي الشمال.
ولذلك نهر النيل هو النهر الوحيد الذي يجري من الجنوب إلي الشمال تبعا لميل الأرض.
يشكل النيل أهمية كبري في اقتصاديات دول حوض النيل، ففي مجال الزراعة يعتمد المزارعون في كل دول حوض النيل علي مياهه من أجل ري محاصيلهم. ومن أشهر هذه المحاصيل: القطن، القمح، قصب السكر، البلح، البقوليات، والفواكه الحمضية.
أما في مجال السياحة فتقوم عليه أحد أنواع السياحة وهي "السياحة النيلية"، وزائرو البلاد فى وقنا والأقصر وأسوان بمصر .
وفي مجال الصيد فيعتمد الصيادون علي الأسماك النيلية المتوفرة فيه، ويعتبر السمك من الأكلات المفضلة للكثير من شعوب هذه الدول. كما يشتهر نهر النيل بوجود العديد من الأحياء المائية أهمها تمساح النيل والذي يتواجد في أغلب مسار النيل ( خلف السد العالى ).
وكما أن للمياه أهمية اقتصادية فأن لها أهمية تتعلق بحياتنا فالماء يشكل 70% من مساحة اليابسة ويشكل 65% من وزن الإنسان و الكائنات الحية كما للماء دور كبير في سير التفاعلات الكيميائية داخل أجسام النباتات و الحيوانات وذلك من أجل الحصول على الطاقة .
النيل The Nile)
نهر النيل هو أطول انهار العالم ، وهو يجرى فى مصر لمسافة 1532 كيلو متر. واتخذ نهر النيل شكله الحالي في نهاية العصر الحجري القديم ، أى منذ حوالي 20 إلى 100 ألف عام تقريباً. ونتيجة لهطول الأمطار على هضبة الحبشة يصل الفيضان سنوياً إلي مصر حاملاً الطمي أو الغرين مع الماء ومنه تكون الوادي والدلتا ، لذلك قال هيكاتيوس ومن بعد هيرودوت " مصر هبة النيل ".
وكانت فروع النيل في عصر ما قبل التاريخ عشرة فروع ، ثم صارت سبعة منذ عصر ما قبل الأسرات أى منذ حوالي 6000 سنه . وانتهى الأمر بها إلي فرعى دمياط شرق الدلتا ، ورشيد غرب الدلتا . ومعروض خريطة لفروع نهر النيل في الدلتا حسب ما ذكر الرحالة " هيرودوت " بعض المعلومات عن النيل :
طوله : 6956 كم وفى بعض المصادر 6738
ارتفاع المنبع : 1341 متر
كمية التدفق : 8302 متر نكعب فى الثانية
المنبع : بحيرة فيكتوريا
الطيور فى منابع النيل :
تتجمع كثير من الطيور حول نهر النيل ومنابعه تحوم وتهتز وتصطاد فعلى ضفاف النهر تتجمع جميع الطيور التى تجوب سماء أفريقيا الشمالية . والكثير من طيور أوربا فى موسم الهجرة فمنابع النيل جنة للطيور .
ومن انواع الطيور طائر البلاشون الأبيض المعروف بأسم مالك الحزين كما نشاهد ابو ملعقة (Spoon bil) وطائر ابيس ( ابو خنجر )والوانه بين الأسود والأبيض والكركى وهو طائر كبير اغبر اللون طويل العنق والرجلين ابتر الذنبين قليل اللحم وابا سعن ( Malabout ) وهى طائفة من الطيور طويلة الأرجل والتامر وهو طائر صغير جميل اصغر من العصفور والقاوند (Kingfisher , Martrin P ECHEUR ) وهو عصفور ذو ريش زاهى ساطع والهزار ( البلبل والعندليب ) والزرزور – والدعرة وهو طائر نيللى كأبيس وهو طائر صغير كثير الحركة وقد يقصد به ابو الفصاد والقمرى وهو من الحمام حسن الصوت واليمام و والغربانو العقعق والشحرور المغرد وطائر التنوط الذى يعشش فى اطراف قشور الأشجار ليحمى نفسه من الحيات وطائر النساف ذو المنقار الكبير وطائر السنونو.
الحيوانات على ضفاف النهر :
جميع الحيوانات المفترسة تتجمع لترتوي وقد تجد ما تأكله من الحيوانات الغير مفترسة ولكن سيد هذه الحيوانات هو الفيل وبعده الأسود والنمور والقرود والتماسيح وبقر النهر وفرس النهر والغزلان والبقر والجاموس والحمر الوحشية والزراف وغيرها الكثير والكثير.
خصائص ونوعية مياه النيل وفروعة والترع والرياحات :-
نظرا لتعرض المياه العذبه للعوامل الطبيعية والتلوث بالمخلفات الصناعية والحيوانية والآدمية فإن هذه المياه تحتاج إلى تنقيتها قبل إستخدامها فى الأغراض المختلفة وخاصة كمصادر لمياه الشرب .
وهذه المياه فى حالتها الطبيعية تحتوى على مواد طافية مثل أوراق الشجر والنباتات المائية وجثث الحيوانات والزيوت الناتجة من تيسير المركبات النهريـة بالإضافة إلى المواد العالقة والمواد الذائبة العضوية والكيميائية ومسببات الأمراض والغازات .
ويتم تبادل الغازات مع الهواء الجوى فيذوب الأكسجين فى المياه ويتصاعد ثانى أكسيد الكربون وكبريتد الإيدروجين إلى الهواء ووجود الطحالب والنباتات المائية بالمجارى يؤدى إلى زيادة نسب الأوكسجين بالمياه من خلال عمليات التمثيل الكلوروفيلى فى ضوء أشعة الشمس ( التنقية الذائبة )
وقد أوصت منظمة الصحة العالمية W.H.O بتقسيم موارد المياه الخام الطبيعية كمصادر لمياه الشرب إلى أربعة مستويات طبقا للمحتوى البكتريولوجى للمجموعة القولونية وتحديد نوع المعالجة المقترحة لكل مستوى لضمان سلامة مياهها للشرب والحد من إنتشار الأمراض التى تنتقل عن طريق المياه على الوجه التالى :-
المستوي |
العدد الإحتمالى للمجموعة القولونية لكل 100 سم 3 |
نوع المعالجة المطلوبة |
الأول |
صفر – 50 |
إضافة الكلور |
الثانى |
50 – 500 |
المعالجة التقليدية ( الترسيب والترويب – الترشيح – التعقيم ) |
الثالث |
5000 – 000ر50 |
تلوث شديد للمورد المائى ( مأخذ ) ويحتاج إلى أكثر من المعالجة التقليدية |
الرابع |
أكثر من 000ر50 |
تلوث شديد جدا لا يصلح كمصدر لمياه الشرب |
كما أوصت المنظمة أنه إذا زادت النسبة بين العد الإحتمالى لبكتريا القولون النموذجى إلى العد الإحتمالى للمجموعة القولونية عن 4ر فإن المورد يحتاج إلى معالجة طبقا للمستوى الأعلى أى أنه كلما بعدت مآخذ محطات تنقية المياه عن مصادر التلوث قل الحمل البكتريولوجى فى المياه وكلما قربت من مصادر التلوث زاد النسبة عن 4ر % وهذا يعنى أن عمليات مياه الشرب لابد وأن تضاف إلى خطوات تنقية المياه أكثر من المعالجة التقليدية مثل إضافة الكلور المبدئى .
كشف تقرير عام عن نوعية مياه النيل في مصر أصدرته وزارات «الري والصحة والبيئة والإسكان» - عن أن متوسط تركيز الأحمال العضوية بمجري نهر النيل يتعدي حدود قانون ٤٨ لسنة ١٩٨٢ بمقدار ٥٠% وذلك بسبب زيادة الأنشطة السكانية حول مجري النهر خلال الثلاثين عاماً الماضية، مطالباً باتخاذ إجراءات وقائية للحيلولة دون تدهور حالة نوعية المياه بالنيل. وأوضح التقرير - أن ارتفاع محتوي الأحمال العضوية في المصارف العامة يفوق حدود القانون، خاصة أن معظم هذه الأحمال تنتج عن صرفها مباشرة إلي مجري النيل، مما يستلزم معه اتخاذ إجراءات لمنع هذا التلوث علي حد ما كشف عنه التقرير.
وحذر التقرير من تواجد العديد من المركبات الكيميائية العضوية وغير العضوية في المجاري المائية من جراء صرف المخلفات الصناعية إليها، ومن هذه المركبات «الفينولات - الهيدروكروبونات والمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب»، مؤكداً أن هذه المواد تؤدي إلي الإصابة بالأمراض السرطانية مما يجعلها من أهم المخاطر الصحية، التي يتوقع تزايدها مستقبلاً.
وقال: إن ارتفاع معدلات هذه المركبات يسبب أيضاً اضطرابات في الجلد والكبد والطحال والجهاز العصبي، ويؤدي إلي زيادة احتمال الإصابة بالأمراض الخبيثة، محذراً من قيام مصانع الأسمدة والأنشطة التعدينية بالصرف في المجاري المائية، الأمر الذي يتسبب في زيادة نمو النباتات والطحالب في البيئة المائية، مما يؤدي إلي استهلاك الأكسجين الموجود بالماء وما يتبع ذلك من قتل الأسماك ونفوقها وعدم صلاحية المياه للاستهلاك الآدمي.
كما حذر من ارتفاع معدلات العناصر المعدنية مثل «الألومنيوم والزرنيخ واليورون والكادميوم والكروم والكوبلت والنحاس والحديد والرصاص والنيكل والزنك والزئبق» في بعض المجاري المائية، والتي يكون مصدرها مصانع الصلب والذخائر والطلاء بالمعادن والصناعات الدوائية والزجاج والمبيدات، وذلك لما تخلفه من آثار صحية مدمرة مثل دمار الجلد واضطرابات الجهاز الدوري وحساسية الجلد والاضطرابات الهضمية بالكبد والكلي ودمار الأعصاب واضطراب الغدة الدرقية وتأخر النمو الجسدي، والعقلي، عند الأطفال واضطراب ضغط الدم عند البالغين.
واعتبر التقرير أن تلويث هذه المعادن الثقيلة للمجاري المائية يمثل خطراً، إذ يمكن أن تتسرب هذه المعادن الثقيلة إلي مصادر مياه الشرب والتي حددت منظمة الصحة العالمية الحدود المسموح بها بنسبة بسيطة جداً لا تتعدي ١مجم/لتر.
آثار تلوث المياه العذبة على صحة الإنسان
أبسط شئ يمكن قوله أنه يدمر صحة الإنسان من خلال إصابته بالأمراض المعوية ومنها:
الكوليرا الملاريا
التيفود البلهارسيا
أمراض الكبد الالتهاب الكبدي الوبائي
الدوسنتاريا بكافة أنواعها حالات تسمم
تطور المتغيرات فى المسطحات المائية الداخلية منذ تحويل مجرى النيل وتشغيل السد العالى فى 23/7/1964وتأثيرها على الثروة السمكية
لابد وان نسلم جدلا بالتأثير الفعال للطبوغرافية والأعمل الميكانيكية والصناعية والبيئة المائية والتركيب المحصولى السمكى على نمو وتكاثر الأسماك والمخزون السمكى الأستعواضى للتنمية. ومما لاشك فيه ان النظرة الموضوعية لتطور هذه المتغيرات لابد ان تتناول الأمور الأتية فهى اساسية ولايمكن اغفالها ان صح ان تغفل ما دونها من العوامل الثانوية الأخرى وهذه الأمور.
1- الطبوغرافية
كانت المياةالأتية من حوض النيل قبل 23/7/1964 تنساب طبيعيا فى مجرى نهر النيل ويختزن منها لأيام "التحاريق "خلف الخزانات المقامة وقتها على النيل وبالتالى لم تكن هناك اطماءات او ترسيبات قاعية متخلفة بعد كل موسم فيضان سنوى. كما وان هذه السدة الشتوية كانت تشمل فرعى رشيد ودمياط مدة أربعين يوما وكانت تتم عمليات التطهير لأية اطماءات (من الغرين) فى مجرى نهر النيل امام فتحات وكبارى وأهوسة الرياحات أو الترع العمومية. كما أن شدة التيار وارتفاع المنسوب فى وقت الفيضان لم تكن لتسمح بوجود نباتات مائية فى المجرى الرئيسى أو جرف جسور النيل لحشيشة النيل( النسيلة) والنجيل والبرنوف والطرفة فى نهاية الجرف أعلى جسر النيل. كان يتم حشها كل عام دون تقليعها لأنها تحمى أعلى الجسور من الأنهيار" وكانت لها أعظم الفائدة للثروة السمكية كغذاء " بالنسبة لحشيشة الفيل" وكحماية للأمهات والبخ فى فترة التكاثر"
وهذه الحالة الطبوغرافية للنيل كانت تقى المسطح المائى له من أى عمليات مقاومة باستخدام الكيماويات للقضاء على النباتات المائية سواء اراقية فى المملكة النباتية أو الطحالب وغيرها.
أضف الى ذلك أن طمى النيل ( الغرين) كانت به مخصبات وعناصر لازمة لتغذية الأسماك وتكوين سلسلة البلانكتون كغذاء طبيعى علاوة على أن صحون تلقيح وتحضين بيض الأسماك فى الطمى كانت تعطى بيئة مثالية لهذه العمليات الضرورية للنمو والتكاثر.
2 - تغير الأحوال الطبوغرافية بعد 23/7/1964 وتأثيرها على تنمية الثروة السمكية:
أ -لم تعد شدة التيارأو الأنسيابية للمياة بالمجرى المائى كذى قبل قبل بناء السد العالى كان التصرف يبلغ روته حوالى 4000م3/ ثانية بينما بعد اكتمال السد انخفض اعلى تصرف الى 120م3/ثانية وبالتالى بدأت عمليات الترسيب فى القاع والأطماءات العشوائية بجرف جسر النيل خاصة وان المنسوب لم يعد ليشمل حتى نصف أعلى منسوب عن ذى قبل.
ب- اقامة القناطر والهدارات تخزن فيما بينها المياة بعض الأوقات فتكون راكدة وتنساب فى بعض الفترات الأخرى زاد من الترسيبات فى القاع والأطماءات العشوائية فى الجرف لجسرى النيل مما أدى اى تغير المجرى ببعض الأختناقات فى بعض المناطق والجزر فى جسم المجرى نفسه فى بعض المناطق مما أدى الى تقسيم المجرى الى رافدين صغيرين بعمود مياة منخفض ونموات غزيرة من النباتات المائية القاعية والطافية والنصف طافية.
ج - تكاثر نباتات ورد النيل التى كانت نادرا ما ترى فى بعض المصارف وكان ينظر اليها كزينة باتت تشكل عبئا ثقيلا على الأقتصاد القومى لمقاومتها فى كافة المسطحات المائية حتى البحيرات علاوة عى تثبيتها لبعض العناصر الثقيلة.
د- وأنتهى الأمر الى اقامة سد النيل بدمياط فجعل حاجزا بين المياة البحرية ونهر النيل وان كانت فائدته عظيمة للحفاظ على مخزون المياة لأوجه النشاط الأخرى وعدم اهدار المياة العذبة فى البحر الأبيض الا انه كان مقيدا لتنمية الثروة السمكية خاصة فى الأسماك المهاجرة( الحنشان – العائلة البورية – السردين – الكابوريا)
ه- أعمال التكسات وتأجير وبيع بعض اجزاء من أعلى جرف النيل للنوادى والسياحة فى مقابل المدن وما يستتبع ذلك من ردم وتسوية فى جسم المجرى نفسه خاصة وان هناك بعض المناطق فى المجرى كثرت فيها نموات البوص والبردى والسمار الى ان تلاحمت ريزومات البوص وشجع ذلك على ردمها بالتعدى واستغلالها فى الأستزراع النباتى.
و- ازدياد اعداد وقدرات الموتورات للعائمات سواء للسياحة أو الملاحة النهرية أو الصيد وما يستتبع ذلك من ازعاج ومخلفات بترولية وأدمية وحيوانية.
ز- انتشار محطات تربية الدواجن وما تلقية من أجولة مليئة بالأعداد النافقة من دواجن . حتى ان بعض الصيادين بدأو بستخدمونها وسيلة للصيد ( جوابى الفراخ) والجثث النافقة من الماشية والحيوانات وغيرها وان كانت الأخيرة موجودة بصورة اوبئة فى سنين متباعدة الا انها لم تكن بالأعداد الحاية وكانت فى الفيضان فتجرف مع التيار الشديد للنيل الى البحر الأبيض الامر االذى لم يعد متاحا الأن
م- انتشار ورش السمكرة ولحام الكاوتش وما تلقيه من ألاف الأطارات ولفائف الفضلات من الصاج والحديد وغيرها.
ن- الصرف الصحى والصناعى والزراعى الذى يلقى فى النيل
السلوكيات:
أصبحت عادات وسلوكيات كل اهل القرى القاء القمامة بكل ما تحتويه من فوارغ المبيدات المنزلية والمعلبات يرسو منها مايرسو فى القاع تنمو عليه الكائنات الغير مرغوب فى نشاطها, أو امواد الكيماوية السامة للأسماك.
الصناعة:
نقل مصنع سماد السويس بعد أحداث يونيو1967 المؤسفة الى طلخا وما قيل فيه يكفى فى المياة او الهواء او اليابسة.
3-البئية المائية:
وهى مرتبة بالدرجة الأولى على الأمرين السابقين فأصبحت المواصفات الطبيعية والكيميائية والبيولوجية لبيئة المائية لنهر النيل غير مناسبة لنمو وتكاثر الأسماك.
وإذا كان نهر النيل هو المصدر الأساسي لإمداد المياه لكافة الأغراض ويمتد تأثيره إلى كافة المسطحات المائية عن طريق نظم الرى والصرف وحتى المصبات النهائية سواء فى البحر أو البحيرات (هناك 67 مصباً فى نهر النيل بداية من خزان أسوان حتى القناطر الخيرية منها 22 مصبا صناعيا والباقى مصبات زراعية) ومروراً بمعظم أن لم يكن كل المزارع السمكية، والتى تعتمد فى إمدادها بالمياه على مياه نهر النيل أو المصارف الزراعية وهذه المصبات تصرف إلى مجرى النهر حوالى 3 مليار متر مكعب سنويا من مياه الصرف المحملة بالعديد من المخلفات والبقايا، والتى تضم مواد عضوية وزيوت وشحوم ومعادن ثقيلة وبقايا مبيدات ومخصبات ومنظفات إلى جانب مخلفات آدمية وحيوانية تصرف فى النهر ودون معالجة .
أ- مجرى كثير التعرج والأطماءات والجزر ضحل فى مسافات طويلة منه باستثناء مناطق الكبارى . ملئ بالمخلفات الصلبة والنباتات الريزومية والقاعية والطافية والنصف طافية .
فأنى يتم التكاثر الطبيعى ( التفريخ).
ب- المياة مليئة بكل الموثات الصناعية والزراعية والصحية.
ج- الجثث من الحيوانات النافقة متراكمة امام الصولات المقامة لحجز ورد النيل.
د- جرز من نباتات ورد النيل مع حشيشة الفيل امام الصاولات وعلى الأجزاء التى بها اطماءات ادت الى ضحالتها.
فلا انسيابية بالتيار المطلوبه لتجديد الأكسجين أو تطهير المجرى المائى ولا البيئة المائية الخالية من السموم والعناصر الثقية, ونشاطات البكتيريا وغيرها من الكائنات الضارة.
ه-هذا مع انه مرت فترة من أوائل السبعينات وحتى أواخر التسعينات كانت تستخدم فيها المقاومة الكيميائية لنباتات ورد النيل والحامول وهى حتى الأن لم يزل أثرها السيئ على الثروة السمكية اذ تراكمت بالقاع ترسيبات بقايا هذه النباتات مع موتها. لدرجة أن أى اثارة للقاع يظهر معها اللون الأسود. بعد أن كانت قبل 23/7/1967 تعطى اللون البنى ذو الرائحة المحببة من الطمى.
وليس معنى ذلك أن التخطيط غير موفق لكن الموارد المالية فى فترة اختناق الأقتصاد المصرى ( حيث كان التمويل موجها لحرب التحرير والكرامة)هى السبب الرئيسى لمعالجة كل هذه الأمور, وسوف يسهم( مشروع هيدرو 97) فى علاج كل ذلك.
التركيب المحصولى للأسماك:
عودة الى ما قبل 23/7/1967 نجد أن التركيب المحصولى للأسماك الأقتصادية والتى كان مخزونها يعطى صيدا ذو عائد مجدى للصياد وهى:
البلطى – القراميط- العائلة البورية- الشفاء- اللبيس( الصيد الخشابى)- البنى – الكراكير- الشيلان – الراى- القمر – العضاض- الحنشان- البياض- الشلابى- القاقايات والردين (فى موسم الفيضان).
بينما التركيب المحصولى الأن:
1-البلطى: وغالبيته من الزيللى والأوريا وعين سالم والحسانى والنيلى بنسبة قليلة بينما كان هو النسبة الأكبر فى اصنافه
2-القراميط: وهو ثانى محصول فى العائد المصيد بعد أن كان ترتيبه فى وسط القائمة.
3- البياض: كان ترتيبه متقدما فأصبح فى أواخر القائمة وبنسبة أقل فى معدلات الحجم .
4-المبروك العادى- المبروك الفضى – مبروك الحشائش: وعائلة المبروك دخيلة على المياة المصرية بالنيل وفروعه فى أواخر الستينات بدءا بالعادى ثم الفضى ثم الحشائش.
5- استاكوزا المياة العذبة: وهذه أصبحت تشكل خطرا داهما على المخزون السمكى بالمياة الداخلية وقد بدأظهورها بشكل مخيف ومتلف لأدوات االصيد منذ ربيع 1994 وتزداد حتى بلغت الذروة فى ربيع وصيف 1996.وقيل فى ظهورها اقوال ليست على سند علمى ومنها:
أ- انه كانت موجودة فعلا لكن لم يتعد حجمها ال2سم وكانت تلتهمها الأسماك المفترسة ولكن اختلال التركيب المحصولى بقلة المفترسات جعلها تصل الى الجحم والأعداد التى نراها عليها الأن.
ب- انها مستوردة كنوع من أنواع جمبرى المياة العذبة من الصين ثم اتضح انها بعد التحضين والنمو لدى احد المستوردين ليست الا استاكوزا المياة العذبة فاطلق االمستورد سراحها فى النيل منذ حوالى عشر سنوات وتكاثرت حتى وصلت لهذه الأعداد الهائلة. ومما لاشك فيه انها خطيرة على قطاع الصيد بكل المقاييس.
-اذ انها اتلفت وتفتك وتلتهم الأسماك المقيدة سواء فى الجوابى او فى الغزولات وتهاجم الأمهات فى صحون التفريخ وتتلف الصحون
- كثرت شكوى الصيادين من مهاجمة هذه القشريات ادوات الصيد واتلافها واتلاف اسماك المصيدة بها قبل انتشالها. . ويجب دراسة بيولوجيا الاستاكوزا والعمل على الاستفادة منها
هذا هو غالب المحصول الأقتصادى الأن بالنيل.
marg