" كلمات من دفتر نفسى !! كتبتها منذ أكثر من أربعين عاما ! وما زلت يومئذ بالمرحلة الجامعية ، كتبتها وأحببت أو أوثقها ، ولا أضحك عليها أو منها الأن !! ذلك لأنها جزء غال وثمين من نفسيتى وما كنت أحمله من معانى أعانيها وأعنيها ودائم البحث والتملى فيها ، آملا ومتأملا للحظة من لحظات التجلى ، أقولها مغنيا وأنا أتمشى لحظة العصارى ! وأنا أنعم بوحدتى تحت شجرة الصفصاف ، أو أؤديها أداءا أوبراليا !! فى لحظة البكور وأنا أنتظر شروق الشمس !! .. "
( 1 ) إنى أصرخ !!
إنى أصرخ ولا أحد يسمعنى !!
أصرخ فى مشيتى ..فى حركنى
أصرخ فى سكونى .. فى ضحكتى
أصرخ فى داخلى .. فى ابتسامتى
أصرخ من عالمى الداخلى !!
عالمى الخارجى لا يعنينى ! فهو هش إذا تماسك داخلى
إنى أصرخ من قلقى !! قلق المعرفة لا معرفة القلق !!
إنى أصرخ من عالم ذابت فيه الفردية حتى الأنا صارت رسولا للأنانية
إنى أصرخ .. من؟ كبف ؟ لماذا ؟ أين ؟ متى ؟ لمّ ؟ .. أنا واحد من البشرية !!
( 2 ) أنا طالب النور
أنا طالب النور
أنا طالب من طلاب القلوب
أطلب قلبا من غير ثقوب
وعيت ولم أحفظ .. حفظت ولم أعى
آه من المجهول .. آه من المكتوب
أبيتى من حديد لا لا .. أمن العنكبوت عرين ؟
يانورا أطلبه .. وإلى متى أطلبه ؟ وتبقى تداعبنى فى السحر
احترق الفتيل والشمع انصهر .. وبقيت والظلام قرين !
أنا طالب للنور .. أنا طالب من طلاب القلوب
( 3 ) أنا زهرة
أنا زهرة فى البيداء .. تبحث عن الكمال وسر الوجود
ظمآنة والسراب خادعها .. أيها الغيث الهتون !!
زهرة تتجرع كأس المنون
ذبلت وضاع أريجها .. مسكينة لا تدرى ما سيكون !!
الأن تحتضر !! تلبدت السماء بالغيوم
هتف الهاتف : أيتها الزهراء الفيحاء
يامن تبحثى وغايتك السماء
إرفعى رأسك وكونى ذا هامة هيفاء
واطلبى الحق فإن ضاقت عليك الأرض فاطلبيه من السماء
لا تبالى يوما بعاصفة ولا بشدة .. فكم من شدة كانت رسولا للرخاء
( 4 ) الجوهر المكنون
هذه جراحى باتت تؤلمنى وتكوينى
وألحان لحنتها على أوتار قلبى ..
فى ماض تحينى .. فى جاضر تشجينى .. وجراح غيرى تبكينى
أبكى وأرثى لقلبى !! هل رأيتم قلبا بغير يقين ؟
ظمآن وكم بلغ بى الظمأ ؟
ومن عجب أمامى نهر .. وتأبى يدى أن تسقينى
أملى أن أبلغ أملا فى حياة
ليس فيها سواه أرضيه ويرضينى
لم أدر أأ طوى الأيام إليه أم الأيام إليه تطوينى ؟
تعب هى الحياة
والحياة مريرة والسير فيها بات يشقينى
كبف لا أتعب أو أشقى فيها ؟
وفيها الوجود والعدم يضنينى
كيف لا أشقى ؟
ولحن الخلود على ألسنة الحور غنته
لمن فاز بالخلد بعد المنون
سأبفى منتظرا
حتى يشاء الله للقلب والعقل
لقاء وعندها سأكون جوهرا غير مكنون
************