حسين عبد العزيزعبده الحسانين

المال العام وكيفية الحفاظ عليه - الجودة وإدارة المستشفيات - وخواطر أدبية - وقضايا الوطن

" عندما تسبح فى بحر الحياة ..وفجأة يحيطك الموج من كل جانب .. وليس بيديك مجدافا كى تعبر فوق الموج للوصول إلى شاطىء البحر .. وفى وسط الموج أصبحت لا ترى أى بصيص لضوء أو نور .. قدميك تلهث كى تلمس أرضا .. وتظل تقاوم وتقاوم كى تصل لشاطىء النور .. ومن هنا كانت تلك الكلمات التى عبرت بها بل أرخت بها تلك اللحظة أو إن شئت فقل نلك الفترة حين تتوق النفس للنور او حتى ترى منه بصيصا ...."

نفس تتوق إلى النور

فى بحور من الظلمات .. أسبح

أسبح وحدى

أمواج .. كالجبال تحوطنى

بغيتى شاطىء النور

.........

تحطمت قواربى

إحترقت شراعى

ماتت فى الوجدان كلماتى

وانمجت قبلها السطور

فأين أنت ياشاطىء النور ؟

.........

أين لعينى سمائى ؟

أين لعينى نجمى ؟

ماتت كل المعانى

ماتت هناك فى أحشائى

الأفق عنى مستور

فكيف العبور لشاطىء النور ؟

..........

أرثى الأن لحالى

أين .. أين أحلامى ؟

أوهام ... كلها فى أوهام

عيناى تتعلقان بالسماء

قدماى تغوصان فى الرمال

ظمآن ... ولا أشرب

كل الأنهار أمامى

تسرب الماء فى الشقوق ..فى الرمال .. فى الصخور

كل ما بى تسرب .. مثل البخار حين تغلى القدور

فكيف الوصول إليك ياشاطىء النور ؟

...........

رحلة بحثى .. أم .. رحلة عبثى ؟

ضيعت فيها عمرى .. فعلام الأن أبحث ؟

طالما بحثت عن لؤلؤ .. الأن والأن فقط ..

أحيى فى نفسى فشلى !!

اصرخ صرخة ( زوربا ) :

" إنه لفشل عظيم "

ضاع منى لؤلؤى ..

وما عدت أملك إلى القشور

أأبغى الثمار ؟ .. وأين البور ؟ والأرض بور

فأين أنت ؟ أين انت ياشاطىء النور ؟

..............

الناس تموت مرة واحدة

وأنا فى كل لحظة أموت !!

إنى ميت رغم الحياة !

كل شىء فى الأرض صار ..

بل كل الأرض صارت لرفاتى قبور

متى يأتى ؟.. هلم إلىّ .. قم وانهض ..

متى يأتى من ينفخ لى فى الصور ؟!!!

ما أحوجنى إليك يايوم بعثى !!

ما أحوجنى إليك يايوم النشور !

..........................

رغم السدود ..

رغم القيود ..

ما زال هناك .. هناك بصيص من نور

أتلمس من خلاله شاطىء النور ..

ولكن الأن .. ما زلت أسأل ..

أين أنت ؟ .. أين أنت ياشاطىء النور ؟

..............................................................................

 

 

المصدر: قصيدة " نفس تتوق إلى النور " حسين عبد العزيزعبده
husayn-abdelazi

حسين عبد العزيز عبده ..مجرد إنسان دائم البحث عن الإنسان بداخله والحفاظ عليه

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 62 مشاهدة

عدد زيارات الموقع

44,409