رباب عبد الغنى سليم ناشطة حقوقية تعمل تطوعا فى غسل وتكفين جثث الأفارقة أكدت أن 50 % من الجثث التى تأتى تكون منزوعة الأعضاء، خاصة « الكبد والكلى والقرنية وأحيانا القلب » يتم وضع تلك الاعضاء فى ثلاجات صغيرة بعد استخراجها فى غرفة مجهزة لانتزاع الأعضاء أو فى عربة صغيرة أشبة بعربات الإسعاف وتنقل عبر الحدود أو إلى بعض المستشفيات الاستثمارية التى سحب منها الترخيص أكثر من مرة.


و تضيف رباب «الافارقه يعتقدوا أن إسرائيل هى ارض النعيم مايعرفوش أن الفتيات يغتصبن من عصابات البدو وإذا نجحوا فى العبور لإسرائيل يمتهن الدعارة والرجال يعملون فى الجيش الإسرائيلى واغلبهم يصبح «جواسيس».

حادث سيارة وقع منذ عدة ايام فى طريق « المهدية»، كشف النقاب عن استمرار تجارة الأعضاء بشمال سيناء رغم نفى جميع السلطات الأمنية، حيث فوجئ اهالى قبائل «الشيخ زويد» وفقا لرواياتهم إن السيارة التى توفى فيها طبيب يدعى «س..ع »، كانت تحمل ثلاجة صغيرة تحوى مجموعه من الأعضاء. 

 

 

تهريب الأعضاء أو الأغشية المنتزعة من جسد الأفارقة عبر الحدود إلى إسرائيل امر سهل حيث يتعاون ضباط الجيش الإسرائيلى مع بدو من سيناء من منطقتى القسيمة ووداى الجمر، ووفقا لتقرير مركز الدراسات السودانية فإن ثمن الكلية فى مصر يصل إلى « 30 ألف دولار »و «40 ألف دولار للخصية الواحدة » و«40 ألف دولا ثمن الرحم » ويبلغ طاقم الأسنان السودانى «15 ألف دولار » وكذالك تعرض العيون والأجهزة الداخلية حتى القلب للبيع.

اللافت ان كل هذه الممارسات تحدث على الرغم من ان المادة السادسة من قانون مكافحه الاتجار بالبشر رقم 64 لعام 2010، تنص على معاقبة كل من ارتكب جريمة الاتجار بالبشر بالسجن المؤبد والغرامة التى لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تتجاوز خمسمائة ألف جنية. 
المفاجأة الأخرى تكمن فيما كشفه الشيخ محمد رشيد شيخ قبيلة التياها – الذى أكد أن أشهر الأشخاص المتاجرين بالأفارقه والمتعاملين مع إسرائيل هو شخص يدعى ( س.. ن )، هارب من حكم بالمؤبد ويعرف نفسه «بالسلطان» يعرف بأنه مقتدر يملك كثير من المال والسلاح، ويضيف الشيخ ان ( س.. ن ) يقوم بتخبأة الأفارقة فى كهف سرى يبعد 40 ك تقريبآ عن مدينة « نخل» طريق نفق «نوبيع» ويبعد عن العريش 155 كيلو متر مشيرا إلى انه مكان نائى لايوجد به احد، يقول الشيخ « كنا نرى لديه أحيانا سيارة بيضاء كبيرة أشبة بعربة الإسعاف تأتى له عند منزله، وفى إحدى المرات وجد بعض الشباب لديه طبيب تقريبا فى الخامسة والثلاثون من عمره، اعتقدنا وقتها انه مريض، إلا أننا عرفنا فيما بعد انه طبيب ثم فوجئنا بوجود عدد كبير من الافارقه عنده، وفى احدى الجلسات العرفية اقر انه يتاجر فى الرقيق فقط كوسيلة للمعيشة على اعتبار انه كغيرة من أهل سيناء بلا عمل، إلا أن خوف أهل القرية من احتمال تحويل الأمر لمافيا جعلنا نجبره على الرحيل وبالفعل هاجمناه منذ شهرين إلا انه هرب، وبعدها اكتشفنا مقبرة جماعية على بعد 500 متر من منزله، بها العديد من الجثث الممزقة وكثير من الهياكل العظمية ».

وهنا التقط طرف الحديث ضيف الله من قبيلة التياها احد الشباب الذى شارك فى عملية اقتحام منزل (س.ن) الرجل الذى يعرف عنه انه من اكبر المشتغلين بتجارة الأعضاء المنتشرة فى شمال سيناء، ليقول «عندما اقتحمنا منزلة منذ 30 يوم تقريبا وجدنا ورق يدل على تحويل أموال للرجل من اسرائيل، مشيرا انهم عثروا على المغارة السرية التى يخبئ بها الافارقه بعد تتبع دليل إطار العربة على الرمال، ليؤكد أنهم حينما اكتشفوا المكان وجودوا بقايا جثث وما يقرب من 80 شخص لا يزالون على قيد الحياة، وقاموا بعدها بتسليمهم لقسم شرطة نخل. 
كان من الضرورى التحقق من المعلومات التى أدلى بها أفراد قبيلة التياها، وهو ما دفعنا إلى زيارة المنطقة التى يوجد بها منزل « س. ن «، وهو عبارة عن منزل بسيط كغيره من المنازل المتطرفة فى شمال سيناء، يقع فى منطقة خالية تماما من البشر، يتكون من 4 حجرات، وبالفعل على بعد ما يقرب من 500 متر، يوجد كهف ومغارة تبلغ مساحتها تقريبا 1000 متر، فى أرضية المغارة تُلقى على الأرض بعض علب الطعام واشولة من البصل وعلب العصير وبجوارها بقايا هياكل عظمية وجثث مضروبة العنق وأخرى فى تحلل كامل الشيخ رشيد أوضح أن معظم تلك الجثث يؤخذ منها كل شىء حتى دمائها، ليشير بقولة لا ينجو من هؤلاء الأفارقة إلا من رحم ربى... وحاولنا كثيرا التصدى لهذا المجرم، إلا انه هرب بمعاونه أتباعه من أهل عشيرته والى الأن لانعرف مكانه.

فى اتصال تليفونى مع شاب اريترى يدعى «وليد داوود» من داخل «سجن رمانة» قرب العريش تحدث «اليوم السابع» مع الشاب ابن الثلاث وعشرون عاما، والذى وصف رحله النازحين من اريتريا إلى السودان ثم إلى سيناء، مؤكدا ان البداية كانت مع احد المنظمات الدولية فى السودان المختصة بشئون دارفور، والتى تحصلت على اموال منه ومن اصدقائه تتراوح بين «-1000 2000 دولار »، مشيرا ان بعض الهاربين لا يلجأون إلى هذه المنظمات ويكتفون بعلاقاتهم مع بعض السماسرة، ممن هم على علاقة ببدو فى شمال سيناء، يقول داوود « فى مدينة «كسلا « اتفقت مع احد الأشخاص على الهرب لإسرائيل على أن يكون النقل مجانا وان ادفع 10 ألاف دولار عند الوصول لسيناء عن طريق عربات لاند كرورز تحمل مابين -15 17 شخص، ولو حاول احدنا التحرك من السيارة يطلق عليه الرصاص مباشرة.. نحن لم نكن نعرف أين نحن أو إلى أين سنستقر حتى نذهب لإسرائيل كل مانعرفه هو أننا سنذهب إلى سيناء، داوود أشار إلى أنهم أثناء احتجازهم لدى البدو فوجئوا بمضاعفة المبلغ، ومن لايدفع يعطوهم تليفونات اهله للتواصل معهم بعد تلقيهم لجرعه تعذيب بوسائل متنوعة كالضرب بالسوط والخراطيم وإلقاء المياه الساخنة على جسدهم... وبعد صمت دام لفترة حاول داوود أن يصف مشهد قتل صديقة أمام عينه بيدى البدو قائلا «قتلوا زميلى «روزانى برهانى» أمامنا واخذوا جثته وألقوها بالصحراء ليؤكدوا على تنفيذ تهديداتهم فى حاله عدم دفعنا للفلوس».

حمدى العزازى رئيس جمعية الجيل الجديد لحقوق الإنسان بشمال سيناء، اكد أن عدد القتلى الأفارقة زاد بعد ثورة يناير نظرا لزيادة معدل الانفلات الامنى فى المنطقة، وهو ما يتفق بالفعل مع التقرير الصادر من مركز دراسات السودان والذى يؤكد الأحداث السياسية فى مصر عقب انشغال العالم بمجريات ثورة 25 يناير، أدت إلى ممارسة المهربون أعمالا أكثر خطورة إذ يتم حبس المتسللين كرهائن فى الشقق فى سيناء أو المزارع ولا يطلقون سراح أحدهم إلا عقب قيام ذويه بدفع فدية تصل إلى 10 آلاف دولار. 

ويؤكد عزازى ان المقابل الذى تحصل عليه عصابات البدو هو إما شحنة من الأسلحة أو اموال، فى حين تقوم إسرائيل ببيع تلك الأعضاء المهربة بثلاث أضعاف المبلغ للحالات الحرجة لجميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أن بعض المنظمات السودانية المهتمة بملف دارفور تحصد أموالأ من الأفارقة الراغبين فى الهرب مقابل حصولها على مبلغ يتراوح من «-1000 2000 دولار» لتساعدهم على الهرب من السودان لإسرائيل على أن يتم تجنيدهم فى الجيش الإسرائيلى. 

وعن تلك العصابات أكد عزازى بأنها متعددة الإجرام قائلا « تلك العصابات ليس لها اختصاص محدد، فهى جماعات مسلحة تتاجر بالمخدرات والسلاح، وأحيانا يستغلون الافارقه لزراعة الحشيش، ناهيك عن الاستغلال الجنسى لبعض النازحات الأفريقيات فكثير من الفتيات يتعرضن للاغتصاب والحمل سفاحا من العصابات بعد عجزهن عن دفع الفدية».

تقرير الاتجار بالبشر الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية العام الماضى، جاء فيه ان مصر تحتل المرتبة الثالثة على مستوى العالم فى الاتجار بالبشر، كما أن مصر تعد محطة انتقالية هامة فيما يخص الاتجار فى النساء بين أوروبا الشرقية وإسرائيل بشكل اساسى، كما أشار التقرير إلى تراوح أسعار الأعضاء المباعة والتى تم سرقتها من الأفارقة بعد قتلهم، لتباع داخل إسرائيل بمبالغ تتراوح من -100 150 ألف دولار. 

سعيد العتيق ناشط سياسى بشمال سيناء يؤكد أن عمليه تسهيل هرب الأفارقة من القرن الأفريقى تتم عن طريق كوبرى السلام أو نفق الشهيد احمد حمدى ويكون فى ساعات متأخرة من الليل، تحديدا فى آخر ساعتين من خدمة الضباط أو المجندين بتلك المناطق حتى لا يكتشف أمر من يقوم بتسهيل تلك العملية المحرمة دوليا. 

بينما يؤكد الدكتور عماد الدين الشحات رئيس مصلحة الطب الشرعى فرع بورسعيد والمسئول الأول عن تشريح الجثث بشمال سيناء، يؤكد أن هناك بعض الجثث لا يتم تشريحها لأسباب غير معروفه، يقول الطبيب « أحيانا لا نرى جثث معينة وعندما نسأل عن السبب نسمع عن صدور قرارات بمنع تشريح بعض تلك الجثث، وأحيانا يقال لنا أن السفارة التى تتبع لها الجثة تأبى تشريحها وتطلب إيفاده لهم فورا، مؤكدا أن من افضل الأعضاء التى يمكن تهريبها، هى قرنية العين حيث حفظها فى ثلاجات معينة، ويمكن استخدامها خلال 24 ساعة من يوم استخراجها بالاضافة إلى انها ليست من العمليات المعقدة ولاتحتاج لمعدات كثيرة».

معلومات التى كشفنا عنها عبر رحلة طويلة لا تزال لها تفاصيل وأبعاد اخرى سنكشفها فى الفترة القادمة، بهدف التخلص من تلك العصابات التى تبث مشاعر الخوف على هذا البلد من داخليا وخارجيا.

 

المصدر: جريدة اليوم السابع
humantraffic

أوقفوا الاتجار بالبشر!

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 389 مشاهدة

ساحة النقاش

وحدة منع الاتجار بالبشر

humantraffic
وحدة منع الاتجار بالبشر التابعة للمجلس القومي للطفولة والأمومة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

338,235

البنات شايفين إيه

عرض لآراء البنات عن الختان والزواج المبكر