<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
تبدو آثار الإعاقة البصرية على المصابين بكف البصر منذ بداية حياتهم أو إصابتهم بالإعاقة البصرية، يصطدمون بعوائق الحركة والانتقال فيزداد إحساسهم بالعجز ويؤثر ذلك على تكيفهم الشخصي والاجتماعي ويتدنى مفهوم الذات، وتزداد درجة القلق لديهم، وأكثر الأفراد المكفوفين الذين يكونوا عرضة لتطور مثل هذه المشاعر أولئك الأفراد الذين يعيشون في المراكز ومؤسسات الرعاية الداخلية، (خاصة إذا لم تتوفر لهم برامج الإرشاد المناسبة) ، والتي قد تساهم بشكل كبير في تطور الكثير من أشكال السلوك غير المناسب عندهم، فيحتاجون معها للإرشاد النفسي الذي يتركز أساسا على تعزيز الجوانب الإيجابية، وعلى القدرات والإمكانات والمواهب . كذلك الأمر بالنسبة للأشخاص الذين يفقدون بصرهم في سن متقدمة نتيجة حوادث أو إصابات العمل أو الأمراض المختلفة، ومنهم من تتطور لديه مظاهر من الاضطرابات النفسية والعاطفية، وعن طريق الإرشاد النفسي يمكن مساعدتهم بشكل كبير، وعلى تقبل الأمر الواقع والتكيف مع الإعاقة أو العجز الذي أصابهم، ومن ثم حل المشكلات ومواجهة الاضطرابات التي نشأت لديهم ومساعدتهم للإقبال على برامج إعادة التأهيل .
وفي مجال التربية الخاصة والتأهيل، فإن الإرشاد النفسي يتعدى دائرة العمل مع الشخص الكفيف نفسه، إلى الأطراف الأخرى كالوالدين والإخوة والرفاق في المدرسة أو رفاق العمل، إذ يحتاج هؤلاء إلى معرفة واختيار أفضل الطرق والأساليب للتعامل معهم والذي يقوم على أساس الاحترام والثقة والتقبل الأمر الذي يساهم في بناء اتجاهات إيجابية تجعل الكفيف نفسه شخصا واثقا من نفسه ومتفاعلا مع الآخرين وتقلل لديه مشاعر الخوف والعزلة أو العدوانية والانسحاب والمفهوم المتدني للذات فتزداد ثقته ويتحسن تكيفه وتوافقه النفسي ويندمج بشكل إيجابي .
وتتلخص عمليات هذا النوع من التأهيل على تحقيق درجة من الاستقرار النفسي وذلك عن طريق دراسة الحالة وقياس مستوى الذكاء ودرجة الاستعدادات وحالات سوء التوافق والانحرافات السلوكية، ويتم عن طريق التأهيل النفسي، وتقديم الإجراءات العلاجية والوقائية اللازمة لإعادة التوازن وتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي، وقد ساهم حديثا تقدم الطب والعلاج النفسي في دراسة حالات التوتر الانفعالي والنفسي عند المكفوفين ورفع الروح المعنوية والإحساس بالثقة وتنمية الشعور بالمسؤولية والبعد عن العزلة الاجتماعية والعدوان والتعبير عن المشاعر النفسية المكبوتة في إطارها الاجتماعي، ومن وسائل التأهيل النفسي كذلك العلاج الجماعي الذي يستخدم أساليب التمثيل والدراما النفسية أو التعبير عن النشاط الحر وغير ذلك من الأساليب الأخرى التي نجحت في مجال رعاية المكفوفين وتأهيلهم .
وعملية التأهيل النفسي التي يمر بها الكفيف تضم مساعدته على مواجهة الظروف والمشاكل والمشاعر والعواطف التي تنبع من مراحل التكيف التي يمر بها والتي تبدأ بمرحلة إدراك حقيقة اختلافه عن غيره وانتهاءه بقبول وإدراك حدوده وقدراته والتفتيش عن الوسائل الواقعية والموضوعية التي يمكن الاستفادة منها في عملية التأهيل. ومن أهداف عملية التأهيل النفسي للمكفوفين ما يلي :
(1) مساعدة الكفيف على معرفة وفهم الصفات والخصائص النفسية الموجودة لديه بالإضافة إلى معرفة إمكاناته الجسدية والقدرات العقلية والاجتماعية التي يتمتع بها، والمقدرة على تطوير اتجاهات إيجابية صحيحة تجاه ذاته.
(2) العمل على خفض التوتر والكبت والقلق الذي يعاني منه الكفيف والقدرة على ضبط عواطفه وانفعالاته.
(3) مساعدة الكفيف في تنمية الشعور بالقيمة وتقدير الذات واحترامها والسعي إلى تحقيق أقصى درجة ممكنة من تحقيق الذات، والعمل على تنمية وتطوير اتجاهات إيجابية نحو الحياة والعمل والمجتمع.
(4) العمل على تدريب الكفيف على القيام بأموره وتقوية ثقته بنفسه والآخرين بالإضافة إلى معرفة إمكاناته المحددة، وكيف يمكنه استغلالها والاستفادة منها.
ولأن الإعاقة البصرية تفرض على صاحبها قيدا في وصول المعلومات البصرية والتعامل معها لهذا أصبح من الضروري استخدام الاختبارات النفسية التي تناسب هؤلاء الأفراد، والتي لا تعتمد أساسا على المعلومات البصرية مثل القراءة والكتابة والتعرف على الأشكال وغيرها. وقد ظهرت جهود كثيرة لاستنباط اختبارات مناسبة للمعوقين بصريا أو إعداد بعض الاختبارات بطريقة برايل لتناسب من يستخدمون هذه الطريقة. كما أن استخدام الاختبارات اللفظية هو الذي يعول عليه عن استخدام الاختبارات الأدائية، ومن الاختبارات المناسبة في ذلك الصدد اختبار هاينرربينيه وهو اختبار خاص معدل ليناسب المكفوفين ويستنبط من مقياس ستانفورد بينيه كما يستخدم الكثير من الباحثين الجزء اللفظي من مقياس وكسلر لذكاء الأطفال (Wisc-R) مع الأطفال المكفوفين . كذلك فقد قام نيولاند عام 1964 بإعداد اختبار الاستعدادات التعليمية للمكفوفين والذي يتضمن قياس قدرة الطفل على استخدام حاسة اللمس وهو ما يعطي قيمة للاختبار، حيث تعتبر حاسة اللمس ذات أهمية خاصة في تعليم لغة برايل .
ويمكن استخدام مجموعة كبيرة من المقاييس المستخدمة مع المبصرين إذا طورنا تعليماتها وطريقة الإجابة عليها بما يناسب المكفوفين، سواء بإعدادها بالكتابة البارزة (برايل) أو في صورة مادة مسموعة على أشرطة كاسيت، وبحيث تكون الإجابة بالبرايل أو على تسجيل .
ساحة النقاش