مسئول بمنظمة العمل الدولية: الخادمات فى مصر يعاملن معاملة "العبيد" ويتعرضن للتحرش الجنسى".. وقانون العمل أهدر حقوقهن
أكد محمد طرابلسى مسئول علاقات العمل بمنظمة العمل الدولية، أن أزمة العمالة المنزلية تفاقمت فى الآونة الأخيرة، وأصبحت ظاهرة دولية، مضيفاً أن هذه المهنة ليست جديدة على المجتمعات العربية وهى استمرار لظاهرة العبودية، والعمالة المنزلية تؤكد على بقاء نظرية السيد والعبد، والتى كانت وما زالت فى مجتمعاتنا العربية.
وأضاف طرابلسى خلال الجلسة الافتتاحية للمائدة المستديرة حول "أوضاع عاملات المنازل فى مصر"، الذى عقدته الجمعية المصرية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بالتعاون مع مؤسسة الشهاب للتنمية، على أن العمالة المنزلية تتعرض للتمييز وعدم المساواة، والكثير من حالات التحرش الجنسى تكون من نصيب العاملات فى المنازل إلى الحد الذى أصبح فيه العنف ضد العاملات مكشوفا.
وانتقد طرابلسى القانون المصرى وقوانين بعض الدول التى تستثنى عاملات المنازل من قانون العمل، الأمر الذى أهدر حقوق العاملات، مشيرا إلى أن أزمة العمالة المنزلية تفاقمت نتيجة لدخول المرأة سوق العمل.
وأكد طرابلسى أن بعض الدول ليس بها عقود للعمالة، وإن وجدت هذه العقود لا يتم تفعيلها، وأن العمالة المنزلية تلعب دورا كبيرا فى الاقتصاد العالمى لجميع دول العالم، مشيرا إلى أن العمل المنزلى لا يمنح قيمته الحقيقية وقدرة العمالة على المطلبة بحقوقهم غير موجودة فى مصر، مشددا على أن إصابات العمل التى تحدث لعاملات المنازل لا يتم الإفصاح الكامل عنها فى ظل عدم الشفافية والوضوح من قبل بعض الحكومات العربية.
من جانبه قال محمد الشرقاوى رئيس النقابة العامة للعاملين بالسياحة والفنادق، إن دول الخليج هى أكثر الدول إساءة لعمال المنازل، وأن هذه الفئة من العمالة تتعرض لدرجة كبيرة من التهميش ليس فى مصر ولكن فى كل دول العالم، لأنهم منحدرون من البطالة الموجودة فى المجتمع، مشيرا إلى عدم وجود معايير لحماية هذا النوع من العمالة، منتقداً العمالة المنزلية بحجة عدم الاستعداد الكافى منهم للتعاون.
ورفض الشرقاوى المطالبات بإنشاء نقابة لعمال المنازل ضمن الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، قائلاً: "من يريد أن ينضم للنقابات عليه أن يسارع إليها، والنقابات لا تأتى لأحد أيا كان، ومن يحتاج إلى التنظيم يسعى إليه وعلى العمالة المنزلية أن تعرف حقوقها أولا قبل أن تطالب بالدخول للنقابات".
ومن ناحيته قال عبد الرحمن خير رئيس الجمعية المصرية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، إن تشريعات العمل الدولية تغاضت عن الإشارة إلى هذه العمالة، مضيفا أن وزارة القوى العاملة سارعت قبل عدة أعوام لوضع تنظيم نقابى للعاملات ولكن باءت المحاولات بالفشل.
وذكر يوسف عواض رئيس مؤسسة الشهاب للتطوير و التنمية معد مشروع تحسين السياسات العامة لحماية حقوق عاملات المنازل فى مصر، أن الدراسة رصدت العديد من الانتهاكات التى تتعرض لها عاملات المنازل فى مصر بصورة مقلقة، وأن الوضع الحالى يحتاج لحماية تشريعية للعمالة المنزلية، منتقداً قانون العمل الموحد لما يوجد بها من ثغرات فى اشتراطات العمل والسلامة.