غابة الدهشة : قصائد الشاعرة هدى حاجي

أكاليل روحي أقدمها لك أيها المتلقي رذاذاً من الكلمات

 

نشيد الحجر الماسي

 

 

 

 

 


للحجر الماسي الذي انتفض في سورة الغسق

التحف خيوط الشمس أغنية من نيازك

وطار نسرا خرافيا من أعشاش الأنامل الطرية

لم تفرغ من نظم دهشتها أيقونة من زنابق

أو مقلاعا يذكر زيتونة من أضلعها انبجس

يقبس من ضحكة الليمون أريجه

يأتلق بفراشات رايات العودة

 

 

                      1


هو لم يقرأ أبجدية سلالته المحفورة

في أرجوان كريستالات المدى

غير أنه تذكر شعلته

المنبعثة من عروق الضياء

لا يذكر من علق نسيج حبله السري

بأجنحة دهشة فيروزية

تخيط خطو اللمعان المرصع بالعتمة

عناقا يرتدي المجاز ملاءة وطن

في المدى المفتوح على جرح الشتات

يغزل انحناءات المعنى المتكسر في المديح

معطفا للكنايات الحزينة

مزقتها ألسنة الريح

في ائتلافات القوافي المرمرية

تنثر مدامع مراثيها

لآلئ توشي بالحنين

كلأ تجاعيد الرسوم

 

 

                       2

 

ما ظل بيت لم تؤاخه الذئاب

كي يشهد أن قطعان الغيوم

زوجت حملانها الدرية

لفضة عرائس الزيتون

تغمس حناء أقدامها الفستقية

في طين الألواح الكنعانية

لا شئ غير أجراس العويل

يذكر الكرنفالات الجنائزية

تعزف ناياتها الحزينه في الخيام

لا أحد يذكر أن طفلا في عراء وطن

مزقته ذئاب بربرية

توسد في نرجسة يتمه

حجرا من أحجار بيته الذي كان

رأى في أطياف حلمه الذهبي

مفتاح بيته يتدلى من ضباب السماء

يترقرق في طلاوة اللمعان

نجمة صبح تهسهس للأوطان

في ضجة الحفيف الاخضر

أغنية تدندنها شفاه البرتقال

 

 

                          3

 

هو لم يفرغ من موته العنقودي

الا أن الرمان نسي ياقوته الأحمر

على وجنة أهدت دمها المتورد بالخفر

لضفائر حورية تستحم في عبير الفناء

هو لم يتل في مدرسته التى تناثرت

في فحيح التنين العبري

سورة النحل و لا سورة الفلق

غير أن يمناه رتلت سورة حجر

ما خان سلالة صخره

و لا نسي سلافة الزيتون

و هل ينسى زيت قنديله

زيتونة ترتدي الزمرد شالا

في اهتزازات الفصول

 

 

                     4

 

وحده قرأ في أهازيج النحل

المتوهجة بالنداءات الشفافة

ما تهمس الزهرة العاشقة

لشفاه الندى

وحده أدرك لأجل من

تلف في شمعة الوعد

شهدة الاشتهاء

و تعلم من ثغر دهشته المكتنزة

ببراعم أزهار الجلد

كيف يقطف من جنائن التشرد

كرز غصون أحجار الاباء

تتدلى بماسات العزة

تلتمع في رموش الشمس المرجانية

تهمي برحيق أقداح الحرية

تسكر من دم كنعاني

ينظم نجوم المجرات جديلة

يسري في نشوة رحيقها المعراجي

ليقطف سلال فاكهة المنتهى

من سدرة العودة

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 393 مشاهدة
نشرت فى 1 أكتوبر 2011 بواسطة houdahajji

ساحة النقاش

هدى حاجي

houdahajji
مساحة للبوح و الذوبان في ملكوت الكلمة، أرسم فيها تجليات روحي و أقواس أحلامي الملونة و أستسلم لجاذبية النص ليقذفني على شواطئه التي ينتقيها . »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

15,274