غابة الدهشة : قصائد الشاعرة هدى حاجي

أكاليل روحي أقدمها لك أيها المتلقي رذاذاً من الكلمات

 

ما الذي

يرضي غواية أيلول في دمي ؟

 

 

 


أيلول ما زلت  تتشهى أرجوان انخطاف مزق أكفان دمي

مازلت  تشعل يواقيتك الحمر في  أكمام الشوق

وردات  تضيء وشاح غيومي العاجية

رأيتك تعدو  في هبوب آيائل الحنين

لينابيع  هيأت صبوتها هالات سحر  بمذاق الظمأ

كلما ارتوت بلمعان نجم أخضر

انطفأ سريعا مشتعلا  بقلبي

كطفولة برعم زهرة لوز

 

*****

 

أيلول يا انبثاقي من وثاق جدائل الصمت

هذا مهر قلبي أشاع  زمرد اشراقاته

مرايا  تتكسر على أشواقها  أحلام الندى

كي  تشف من  سقسقة ضحكتها الريانة

نجيمات  وله متلفعة  بشالات الهذيان

تنضد في سلال الخرافة فاكهة أحزانها المرجانية

و تعد لانكفاءات البنفسج المحتبس في الشفق

أسراب غبطة  تسح  بألق الذبول

كلما علقت ريشاتها  ببهارج  سحائبك الضوئية

أمطرت الشغاف الملتفة بشالات الفقد

فراء أحضان  مرشرشة ببهارات الدفء 

 

 

*****


هذا المساء يحتسى ثلج  غيم

بفانيلا الضياع و مذاق برتقال الضوعة

اعتصر رياحين دمي في مرجل الذكريات

  نفث حمأة الأصياف في هاجرة عيني

استباح أسري في مواقد من حطب البرد

ما كان يدري باقترافي تراتيل الجمر 

لو درى باحتراقي في مآقي الانطفاء 

لما ترك فلول العتمة تلعق شهد صوتي

و تعلق غسيل الغياب الناصع العذاب

على حبل أشجاني المجدول من أعشاب الوجع

 

*****

 

 أيلول نعاس من ورق الآس

يلفني زنبقة  انطفاء

يفرد أجنحة  الثواني الجنائزية طائر فينيق

يحترق في شرنقة  عناكب الكآبة

يستوي ثانية في كثافة السديم

كي يقطع للمرة الألف

كينونته المنبجسة من رحم الجحيم

 

*****

 

أي أحلامي الليلكية

من أباح أسر ظبائك الراتعة في تلال الخيال

و علق عناقيد المحال الرصاصية

في تخوم وجع بلا خارطة ؟ 

سأقول لدمع حفر بلوراته

أوشاما  بروميثيوسية  بخدي

تشظ صفحات من كتاب الجمر

أوقد  قناديل  تهمس بالعتاب

انثر فراشات السحر في وسائد الجفاء

 

*****

 

أيلول  ما الذي يرضي غواية رياحك

كي لا تبعثرني في خمائل الدفء فراشات

تختبيء  يراقات  حنينها  بريقا بعيني

كلما  أقمت بقلبي أعراس جذواتك النازفة

استيقظت  براكين من حمم العاصفة

أتعود يا فصل ضوعتي الآسرة

كي تبعثني في هشاشة الغصن الجريح

أساور  دهشة في معصم الذهول  ؟

 

*****

 

وعدتني أن تلتحف  صبوتي 

و تعيرني ريشاتك المرصعة بلازورد  المدى

كي أينع  زهرة  أوركيد في اشتعال الافتتان

و عدتني أن تهب من كف آلهة الجنون

قصائد من بذار  حقول الهمس

طمي مواسم  حرفها  الماسي

صفحات من  شموس السحر

 

 

*****

 

أيلول عدت تغدق أنهار فتنتك النحاسية

على حبات الاغتباط المترقرقة من مزاريب المساء

تفوح برذاذت عتمة خلاسية اللمعان

هل تدرك أوراق الشوق المبعثرة في شرودي

من أي تويجات الوله المعرش في أغصان الولع

تومض شهوة مياهك  الماسية لحنا في دمي؟؟

 

*****

 

ما كنت أعرف أن الغيم القرمزي

يكسو  خمائل رعود  النداءات القصية

بهزيم قطعان الخفق  المفتون

و يبيح  أنهار دمي  للأغنيات

كي يقبس البرق من  شعلتها

أنهار حكمته  التي اعتراها الذهول

و ما باحت للوشوشات بانخطافها

و لا سكبت نشوتها الأوديسيوسية 

في كؤوس من نبيذ الفناء

 

 

*****

 

أيلول ما الذي يرضي هتافات الصخب في أناملك الشهية

هل تدرك الرؤى التي تشف من بلورة السماء

في أي غلائل الاشراقات الوردية

تضيء شهقة مجرتك أشواق الأفق

لو كانت تدري ما ينفرط من حبات رمان الشجون

وما يعزف الندى من إيقاع دمعه

حين ينقر زجاج  الألم المفتون

لأطلقت  خيول البهجة

تراقص  نشوى رياح الجنون

 

 

 

 

 

 

  • Currently 16/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 464 مشاهدة
نشرت فى 7 يوليو 2011 بواسطة houdahajji

ساحة النقاش

هدى حاجي

houdahajji
مساحة للبوح و الذوبان في ملكوت الكلمة، أرسم فيها تجليات روحي و أقواس أحلامي الملونة و أستسلم لجاذبية النص ليقذفني على شواطئه التي ينتقيها . »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

15,740