وصف قاسٍ.. أعلم ذلك، ولكنه هذا ما أحسه تجاه تلك القناة: القاهرة والناس. حاولت أن أجد وصفاً أهون، ولكني حقا لم أجد وصفا أنسب منه. لماذا هذا الوصف إذن؟
أولاً، هذه القناة لا تبث إلا في شهرين فقط هما من أهم شهور السنة الهجرية: شعبان ورمضان، فهي تبث البرامج الجديدة في رمضان ثم تعيدها في شعبان التالي، رمضان بما له من مكانة لا تخفي علي أحد، وشعبان الذي ترفع فيه الأعمال إلي رب العالمين.
ثانياً، لم أرَ علي هذه القناة برنامجاً دينياً واحداً، ولا حتي برنامجاً مفيداً.. بل كل ما رأيتها تعرضه مسلسلات، وفوازير، وبرامج الغيبة والنميمة والقيل والقال، إلي غير ذلك.
ثالثاً، تعرض القناة بعض الفواصل لا أستطيع أن أجد لها اسماً فلا هي إعلانات، ولا هي برامج توعية.. هذه الفواصل عبارة عن مقاطع تعرض الفرق بين القاهرة الأمس والقاهرة اليوم في مقارنة تكون فيها الكفة لصالح قاهرة الأمس. ما أبغضه في هذه المقاطع هو المحتوي وأسلوب العرض، فأحدها مثلا يتناول مدي احترام الزوجة لزوجها ورضاها به. الكلمات والحركات ومكان التصوير كلها إيحاءات لا تليق أن تُعرَض علي شاشات التليفزيون وفي رمضان!
المقطع الثاني الذي رأيته يصور العلاقة بين الأب وابنه: في الماضي قسوة من الأب واحترام مشوب بخوف من الابن للأب. أما اليوم، فالأب وابنه كلاهما جالسان يلعبان الـPlay station، في حوار هابط ثم مكالمة تليفونية، تأتي الأب علي المحمول، هابطة أيضاً.
عندما رأيت هذه المقاطع، أخذت سألت نفسي: "وبعدين؟ إيه ده؟ إيه الهدف يعني؟" قلت: ربما يقصدون نقد الواقع من أجل الإصلاح مثلاً!!! ولكن حسن النوايا لا يظهر مطلقاً في مثل هذه الأعمال، والمقاصد إذا كانت شريفة كان لابد أن تكون الوسائل كذلك.
اللهم احفظنا في هذا الشهر الكريم من شياطين الإنس كما تحفظنا من شياطين الجن!
ساحة النقاش