سعيدة جدا بالاهتمام ببرنامج مجددون علي المستوي الإعلامي، وعلي مستوي الجامعات والمراكز الثقافية مثل ساقية الصاوي. هل تدرون لماذا؟

إلي جانب إعجابي بالبرنامج الذي تابعت حلقاته بشغف، وإلي جانب حبي للأستاذ عمرو خالد لأنه واحد من الأشخاص الذين أثروا في شخصيتي تأثيرا ملموسا، فإن السبب الرئيسي لسعادتي بالاهتمام بالبرنامج علي نطاق واسع هو سعادتي بانتشار الخير والنماذج الطيبة. فمع انتشار الشر وخفوت صوت الخير رغم وجوده، نظن أن الخير قد اختفي. وهذه الفكرة تدور في رأسي في الفترة الأخيرة منذ رأيت هذا الاهتمام بالبرنامج.

كانت البذرة الأولي لهذه الفكرة هي حلقة من حلقات البرنامج الرائع "علي خطي الحبيب" (صلي الله عليه وسلم)، وتحديدا في الحلقة التي كانت تحكي عن أحوال المسلمين في المدينة بعد الهجرة. فقد جاء للنبي (صلي الله عليه وسلم) ضيف، ولم يكن عند النبي (صلي الله عليه وسلم) ما يضيفه به، فتطوع أحد الصحابة لاستقبال ضيف رسول الله (صلي الله عليه وسلم). وعلي الرغم من فقر هذا الصحابي المالي، إلا أنه غني بأخلاقه إذ لم يكن في البيت من الطعام إلا ما يكفي أبناءه الصغار. فطلب من زوجته أن تعلل الصغار (أي تلهيهم وتلاعبهم) حتي يناموا، ففعلت... ثم وضعا الطعام، وأطفآ السراج وجلسا مع الضيف يتظاهران بأنهما يأكلان. وعندما ذهب هذا الصحابي الكريم لصلاة الفجر في المسجد في اليوم التالي، أخبره النبي (صلي الله عليه وسلم) أن الله قد عجب (أي رضي) من صنيعه هو وزوجته بضيفهما. وكان تعليق أستاذ عمرو أنهما أراد إخفاء صنيعهما وأراد الله إظهاره لينتشر الخير ويقتدي الناس به.

فعندما تنتشر أصوات الخير وتعلو، يقوي الأمل عندنا أن أمتنا مازالت حية وأن الحق منتصر، وتقوي عزيمة القائمين علي الخير إذ يشعرون أنهم ليسوا وحدهم.

الأمر الآخر والمهم جدا أن انتشار الشر وإلحاحه يجعلنا بعد فترة نعتاده ونشعر أنه جزء طبيعي من حياتنا، علي الرغم من أن الطبيعي هو أن نشعر بالاستياء تجاهه وأن نرفضه. فلماذا لا ننشر الخير بهذه الصورة حتي يصبح هو المألوف بالنسبة لنا فتعود فطرتنا سليمة كما خلقها الله؟

ومن الأشياء التي أراها منتشرة بشكل كبير حتي أصبحت أمرا طبييعيا لدي الكثيرين: الملابس الضيقة التي تحاصر عيوننا في الشارع، والتليفزيون، وأماكن العمل أو الدراسة، ولا يخفي علي أحد طبعا الدور الرائد الذي لعبته أغاني الفيديو كليب في ذلك!

كذلك العلاقات المفتوحة "بزيادة" بين الأولاد والبنات لأن الحدود غير واضحة والمفاهيم مشوشة، فالزمالة صداقة وأخوة، والهزار باليد!

ناهيك عن الشتائم، والكذب، وعدم احترام النظام و.... الخ، والقائمة طويلة.

ومع ذلك، كفاية اكتئاب.

المهم، نريد أن نجاهر بالخير وننشره وننشره وننشره حتي يصبح هو الأمر الطبيعي لأنه فعلا الأمر الطبيعي ولأنه الأقوي..

وعلي الرغم من أنني في هذه التدوينة، ركزت علي بعض الظواهر السلبية، إلا أنني سأحاول من الآن التركيز في حياتي علي الأشياء الإيجابية والنماذج الطيبة، والتحدث عنها والكتابة عنها. ولنتوقف عن الشعور باليأس وعدم الثقة بأنفسنا...

فأمتنا مهما نامت، فإنها لن تموت أبدا....

  • Currently 62/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
21 تصويتات / 189 مشاهدة
نشرت فى 9 مايو 2010 بواسطة hoda-alrafie

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

50,767