منذ زمن طويل طويل، لم أستمتع بفيلم سينمائي كما استمتعت بهذا الفيلم "اسمي خان... ولست إرهابيا".
من عادتي ألا أذهب لمشاهدة فيلم في السينما إلا بعد معرفة قصته أولا. وعندما قرأت قصة هذا الفيلم علي الفيس بوك، أعجبتني جدا وقررت مشاهدة الفيلم.
بطل الفيلم اسمه "ريزفان خان" (خا خا، من اللهاة... كما كان البطل يردد لصعوبة نطق حرف الخاء عند الأمريكيين، فيقلبونه كاف). خان هندي، مسلم، ذكي جدا ولكنه مصاب بمرض التوحد. ونتيجة هذا المرض، فهو يأخذ الكلام بمعناه الحرفي.. وعلي هذه السمة تنبني أحداث الفيلم. كما أنه يقول الصدق مهما كان جارحا. فمثلا، لا يفهم عبارات نرددها نحن، مثل قولنا عند استقبال الضيوف "البيت بيتك" لأنه يعرف أنه ضيف والبيت ليس بيته، فكيف يقول له صاحب البيت ذلك؟ إذا لم يعجبه طعام، يقول بمنتهي الصراحة أنه لا يعجبه وأنه سيء. أيضا، يتضايق جدا من الضوضاء، ومن اللون الأصفر (وللأمانة العلمية، لا أعرف إن كانت تلك السمات والتصرفات تعم جميع مرضي التوحد أم أنها خاصة بهذه الحالة فقط).
كان خان يعيش مع أمه وأخيه "ذاكر" في الهند. سافر "ذاكر" إلي أمريكا حيث تزوج من مسلمة وفتح شركة مستحضرات تجميل. ولحق به خان بعد وفاة أمهما. اشتغل مع أخيه كمندوب مبيعات. وخلال جولاته بين محلات الكوافير، تعرف علي "مانديرا" إحدي العاملات المتميزات بالمحل، هندوسية، مطلقة ولديها ولد اسمه "سمير". أحبها وأحبته وتزوجا.
وكانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وانتشرت مشاعر الكراهية ضد المسلمين التي كانت السبب في مقتل سمير علي يد زملاء له في المدرسة. سمير لم يكن مسلما، ولكنه كان يحمل لقب "خان" بعد أن تزوجت أمه من ريزفان خان.
طبعا الأم حزنت حزنا شديدا لفقد ابنها، وأخبرت خان في لحظة غضب أن ابنها قتل بسببه وطلبت منه أن يبتعد عنها ويتركها، فسألها خان (الذي يأخذ الكلام بمعناه الحرفي) متي يعود، فقالت له مبالغة، غاضبة ألا يعود حتي يخبر كل فرد في أمريكا أنه ليس إرهابيا، ثم عادت وطلبت منه أن يذهب إلي رئيس الولايات المتحدة ويخبره بذلك، وهو بدوره سيخبر الشعب الأمريكي.
فانطلق خان في رحلته الطويلة، والمليئة بالأحداث، والمخاطر والمعاني ليوصل رسالته إلي الرئيس الأمريكي: "اسمي خان ولست إرهابيا"
ماذا حدث بعد؟
سأخبركم لاحقا إن شاء الله.
وإلي أن نلتقي علي خير :)
نشرت فى 28 فبراير 2010
بواسطة hoda-alrafie
عدد زيارات الموقع
50,723
ساحة النقاش