كانت من أمتع وأثري الورش فعلا، تناقشنا فيها في موضوعات هامة جدا، وأثرنا نقاط مستقبلية للنقاش. كما انضم لنا اثنتان: خديجة وإيمان. وكانت هناك فقرة غنائية قرب مؤخرة الورشة.

بدأنا الورشة أمس بالسؤال الذي أحبه، وهو كيف أثرت أفكار الأسبوع السابق فينا خلال الأسبوع؟ وكيف تجلت في أفكارنا ومشاعرنا وسلوكياتنا؟ عبرت كل واحدة فينا عن نفسها، وكان من ضمن ما أثرت نقطة هامة مستمرة معنا في الورش، ومستمرة معي في حياتي أنا شخصيا وهي نقطة تصحيح المفاهيم الدينية. وكان المفهوم الذي أشرت إليه هو الإنجاز. هل الإنجاز يكون علي مستوي الدراسة والعمل فقط؟ أليس التقدم في مجال العلاقات إنجازا؟

"إشمعني" 20 ؟

سؤال منطقي :) طرحته إيمان عندما طلبت منا أ/نيفين كتابة 20 إنجازا يمكننا تحقيقهم أثناء الورشة. وكان سبب هذا التمرين التطبيق العملي معلمنا وحبيبنا (صلي الله عليه وسلم): "لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلق أخاك بوجه طلق." فالإنجاز قد يكون شيئا بسيطا. تنوعت إجاباتنا بين: الابتسام للآخرين، والدعاء لهم،وإحضار الماء لهم، والاستفادة من أوقاتنا، ورفع ثقة الآخرين بأنفسهم عن طريق الإشارة إلي سمة جميلة يتمتعون بها (كان هذا التعليق لإيمان، وهو من أكثر التعليقات التي أعجبتني جدا)، وتقديم النصح، و... الخ.

مررنا سريعا علي ما تحدثنا فيه الأسبوع الماضي، وصلينا المغرب وواصلنا الورشة دون أن نستغرق وقتا طويلا في الصلاة فعلا.

ثم أوضحت أ/نيفين أن الحياة الطيبة لها مكونات ثلاثة: السعادة – الإنجاز – الرضا.

فتش عن السعادة

وكان تركيزنا بورشة الأمس علي السعادة، ففتشنا عن السعادة في شخص، ومكان، وفعل، وكلمة، ورائحة، ولون، وصوت. فكان مطلوبا من كل منا أن يكتب المكان الذي يمثل له السعادة، والكلمة التي تسعده، وهكذا. كان من أبرز ما أشار إليه هذا التمرين:

-          أننا مختلفون، لأن الأشياء التي تسعد أحدنا تفعل العكس لغيره.

-          أن هناك ما يجلب سعادة مؤقتة قصيرة المدي وهناك ما يجلب سعادة طويلة المدي. وعندما تأملنا وجدنا أن ما يجلب السعادة طويلة المدي هو العمل، وهذا يتفق مع الآية الكرية التي تدور حولها ورشنا: "من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة"

-          لفت نظري جدا أن معظمنا نشعر بالسعادة الشديدة عندما نفعل شيئا نسعد به الآخرين وعندما نسمع من أحد الأشخاص أنه كان لنا تأثيرا إيجابيا في حياته (مرة أخري: مفهوم الإنجاز وارتباطه بالعلاقات)

التصالح مع الماضي: المطب الجماهيري في هذه الفقرة

ثم تحدثنا عن مكونات الوصول للسعادة، وهي:

-          أن نملك مشاعر إيجابية تجاه الماضي (التصالح معه) – الحاضر (التركيز فيه) – المستقبل (التفاؤل به). وكان المطلب الجماهيري بضرورة تخصيص وقت (ورشة أو أكثر) للتصالح مع الماضي. والتصالح مع الماضي لا يعني نسيانه بل تحليل أحداثه والتعامل معها سواء بتغيير أفكارنا تجاهها، أو التعلم منها، أو غير ذلك حتي نمحو أي أثر سلبي تركه فينا الماضي.

-          تحقيق حالة الانسياب العقلي، وهي أن ننهمك فيما نعمل بكل حواسنا، ونشعر أننا انفصلنا عمن وعما حولنا، وأن عقلنا كله متجه لهذا العمل بلا أي مشتتات داخلية (كالعادة :) وكان من المثير للانتباه دور الرياضة (بمختلف أشكالها: مشي، جري، ... الخ.) في تحقيق هذه الحالة.

-          أن نعيش حياة ذات معني: وكلما زادت دائرة الناس الذين نؤثر فيهم بالإيجاب والذين نهتم بهم زادت سعادتنا. وهذا يرجعنا مرة أخري إلي مفهوم الإنجاز وارتباطه بالعلاقات الإنسانية.

فعلتها !

قالتها زينة: "فعلتها" عندما وجدت القلم الذي أخفته منا أ/نيفين، وطبعا كانت خديجة من أشد الناس فرحا لفرحة زينة، لعلو إحساس خديجة بالآخرين وارتباط مشاعرها بفرحهم أو حزنهم :)

ثم خلت كل واحدة منا بنفسها لدقائق (قرر معظمنا تكرارها) تفكر في إنجازاتها، وكيف أنجزتها. وكانت فكرة جميلة جدا لمن يريد تسجيل أي إنجاز يقوم به في لحظتها ولكنه لا يملك ورقة وقلم، أن يسجل ذلك بصوته علي الموبايل.

وكان من الفقرات المميزة جدا والجديدة في الورشة أمس هو صوت زينة الذي شدت به "في كل حي ولد عترة" لمحمد منير.

تصحيح المفاهيم "سخن" النقاش في الختام

وأخيرا اختتمنا الورشة بالفقرة (التي أحبها جدا) بالتفكر في أهم الأشياء التي خرجنا بها من الورشة، وكان من أكثر ما تكرر من أكثر من واحدة فينا: تسجيل إنجازاتنا والتعلم منها.

وكان من أكثر ما أثار النقاش و"سخنه" في هذا الفقرة مسألة تصحيح المفاهيم.، حيث كان من أبرز المفاهيم التي تحتاج إلي توضيح:

لا تضع توقعات في حياتك حتي لا تصدم إذا حدث العكس، "مش احنا لو بطلنا نحلم نموت"؟

تصنيف الناس إلي "حلو" أو ملتزم و"وحش" أو غير ملتزم

المشاركة الوجدانية = يجب أن أفرح عندما يفرح الآخرون (حتي لو أنا أشعر بحزن أو ضيق لسبب أو لآخر) وأحزن لحزنهم.

إنكار الذات أمر محمود، وإنكار الذات هو إنكار أن لنا أي فضل في إنجازنا لأمر من الأمور.

هل ذكر إنجازاتنا يقدح إخلاص أعمالنا لله عز وجل؟

كيف نفض الاشتباك بين الثقة بالنفس والغرور، وبين الاهتمام بالنفس و الأنانية، وبين الحرص ممن لا نعرفهم جيدا وبين سوء الظن بالناس، وبين ذكر أحداث من الماضي والغيبة؟

مفهوم الإنجاز، وهل يمكن أن ننجز شيئا ما ولا نشعر بالسعادة لذلك أو أن هذا الإنجاز لا يغير شيئا في حياتنا؟ لماذا يمكن أن يحدث ذلك؟

كتب مقترحة:

وللمساعدة في تصحيح هذه المفاهيم، قررنا النقاش فيها علي مجموعة "عش أفضل" علي الفيس بوك، والاستعانة بكتاب "المحظورات" للشيخ ياسين رشدي الذي يعرف آفات اللسان وأمراض القلوب وأسبابها وكيفية علاجها في أسلوب قل ودل.

كما اقترحت زينة "كتاب ملوش اسم" لأحمد العسيلي. الكتاب بالعامية، ويتسم بالسلاسة والعمق في نفس الوقت، ويباع في مكتبة الشروق بـ22 جنيها.

وأخيرا، أذكرني وإياكم بطلب أ/نيفين أن "تسخنوا" من الساعة 5 وليس في آخر الورشة :)

ألقاكم علي خير،

هدي

  • Currently 105/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 165 مشاهدة
نشرت فى 23 فبراير 2010 بواسطة hoda-alrafie

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

51,090