إن التطور التكنولوجى الهائل و ثورة الاتصالات ، ساهما بقوة فى تغيير الكثير من المجالات ، ناهيك عن المجالات التى استحدثت بالكامل جراء هذه الطفرة وذاك التطور ، لا يمكن الان تصور ان مجتمعا ما يستطيع الحياة والعمل بعيدا عن الأدوات التكنولوجية الحديثة ليس فقط لأنها تجعل الحياة أسهل ولكنها أصبحت ضرورة - وتتزايد أهميتها مع مرور الوقت - للتواصل مع الأخرين بشكل سريع وفعال ليس داخل الوطن الواحد ولكن مع العالم بأسره ، كما أنها تجعل الأعمال بمختلف تخصصاتها أكثر إنتاجية و أسرع تطورا مما كانت عليه من قبل .
مجال العمل التكنولوجى تتميز كل قطاعاته بأنها سريعة النمو والتطور ، أضافة إلى أنها اصبحت من أقوى القطاعات الاقتصادية فى كثير من البلدان ، إن لم يكن أنها أصبحت أقوى قطاع فى الدول المتقدمة ، يظهر ذلك بقوة من خلال أحجام الأموال العملاقة التى تدفع من أجل شراء هذه الشركات او من خلال أحجام رؤوس أموال هذه الشركات ، كذلك أحجام تأثير ناتج هذه الشركات على حجم الناتج الاجمالى للدول .
ليس من الممكن ان تبحث دولة عن التقدم مبتعدة عن هذا المجال بكل أبعاده ، ولا يمكن ان يقوم هذا المجال بعيدا عن الافكار الخلاقة و المبدعة ، ولا يمكن تصور ان تولد هذه الافكار الخلاقة والمبدعة بعيدا عن عقول الشباب - أو قل العقول الشابة - ، ولذلك أول خطوات خوض غمار هذا المجال هو تطوير قدرات الشباب لتتماشى مع متطلبات العصر ، ومنحهم المزيد من الفرص للتطور و المزيد من حرية الابداع دون قيود.
هذا ليس كل شىء لخوض غمار المنافسة ، هذا المجال لا يمكنه بحال من الأحوال التطور أو أن يظهر أثره الحقيقي على مجتمعا ما إلا من خلال ، أولا على صعيد العمل ، لا يمكن التعامل مع العاملين فى هذا المجال بنفس النظم التقليدية او الورقية او البيروقراطية ، لابد من أستحداث نظم أكثر سرعة وفاعلية وكفاءة ، لان سوء التنظيم و عدم توازى نظام العمل مع طبيعة العمل كفيلة وحدها بقتل اى تطور و إخفاء أى أثر إيجابى لوجود هذه الاعمال ، ثانيا المجتمع الذى سيتعامل مع ناتج هذا القطاع لابد أن يكون على نفس مستوى الناتج ، فلا يمكن تصور إنتاج أداة تكنولوجية مكلفة دون أن يكون لها أستخدام فى مجتمعها نتيجة لضعف المستخدم فى مقابلة منتج أكثر تطور.
تكنولوجيا المعلومات بناء كامل متكامل ، يحتاج تطور على كل الأصعدة ولذلك هو قادر على أن يعبر بأمم من بوابة العصر نحو المزيد من التقدم والرقى.