الموقع الرسمي للدكتور حسن هدايه السباعى

الكائنات الحية الدقيقة بين النظرية والتطبيق

مكافحة الأمراض النباتية

 

  الهدف  من دراسة علوم أمراض النبات هو  تشخيص المرض و التعرف على مسببه و دراسة تأثير عوامل البيئة علي كل من الممرضات و النباتات حتى يمكن الوصول للغاية المنشودة وهى  مكافحة هذه الأمراض .  و يمكن إدراج إجراءات المكافحة ضمن أربعة فئات أساسية علي النحو التالي:

أولاً :  استبعاد اللقاح الأولى .

ثانياُ :  استئصال أو اختزال اللقاح الأولى .

ثالثاً : الوقاية من المرض

رابعاُ :  تربية وزراعة أصناف مقاومة .

 

أولا  : استبعاد اللقاح الأولى  للممرض

أ -  الحجر الزراعى

يعرف الحجر الزراعى بأنه  " القوانين التى تحد من حركة  الحيوان أو النبات اذا كان حاملا   لممرض  أو آفة أو حشيشة" . وتوضع قوانين الحجر الزراعى لكل دولة بحيث تكون فى إطار    الاتفاقية  الدولية لحماية المزروعات التى وقعت لأول مرة فى روما عام 1951 .تحدث حالات تسرب الممرضات إلى منطقة ما من خلال وسائل انتشار طبيعية مثل الرياح و الطيور المهاجرة و الحشرات أو عبر مسارات من صنع الإنسان مثل دخول مواد نباتية بصحبة المسافرين أو استيراد السلع الزراعية سواء لغرض الاستهلاك أو لغرض الزراعة أو عبور سلع زراعية عبر أراضى دولة ما . عقب دخول الممرض قد يتوطن إذا وجد عائل أو عوائل قابلة للإصابة بالإضافة إلى ملائمة الظروف البيئية ، و قد لا يتوطن إذا لم يتوفر له أى منهما .

تتضمن مهام الحجر الزراعى  ما يلى :

§   §   استبعاد الممرضات ذات التأثير المعنوى والتى تنتقل بطرق من صنع الإنسان من خلال  الشحنات  الزراعية أو اختزال المخاطرة من دخول مثل هذه الكائنات إلى حد مقبول .

§   §   محاصرة الأمراض أو الآفات التى دخلت حديثا إلى منطقة ما بطرق الانتشار الطبيعية كالطيور و الحشرات  أو عبر مسارات من صنع الإنسان مثل دخول سلع زراعية بصحبة المسافرين وهو ما يعرف بالحجر الزراعى الداخلى ، على أن يتم استئصال النباتات المصابة فى تلك الأماكن المحاصرة  .

§       §   معاونة منتجى و مصدرى السلع الزراعية لتحقيق متطلبات الحجر الزراعى للدول المستوردة .

درجات الخطورة للآفات الحجرية  و الإجراءات التى تتخذ حيالها

عالية الخطورة  مواد نباتية تحمل ممرضات خطيرة غير موجودة فى منطقة الدخول ولها قدرة كبيرة على الانتشار . وهذه يحظر (prohibition ) استيرادها من الأصل أو يمنع دخولها . وإذا اقتضى الأمر استيراد بذور أصناف قيمة فإنه تزرع فى صوب معزولة لحين التأكد من سلامتها .

متوسطة الخطورة مواد نباتية تحمل ممرضات لها قدرة متوسطة على الانتشار وموجودة بقلة أو فى منطقة محددة من بلد الدخول . وهذه يسمح باستيرادها ودخولها بعد فحصها بالطرق المناسبة بعد التأكد من خلوها من المرض .

قليلة الخطورة مواد نباتية تحمل ممرضات موجودة بصفة عامة فى بلد الدخول وهذه يسمح بدخولها بعد الفحص للتأكد من عدم وجود سلالات جديدة أكثر خطورة من تلك السائدة فى البلد .

زراعة بذور وأعضاء تكاثر خضرى معتمدة

البذور وأعضاء التكاثر الخضرى عامل هام فى الإنتاج وأيضاً فى نقل الأمراض النباتية ويجب على المزارع الحصول عليها من مصدر موثوق لضمان الجودة المحصولية والخلو من الممرضات  .

لزراعة المحاصيل البذرية بهدف الحصول على تقاوى فإنه يجب زراعتها فى منطقة منعزلة وبعيدة عن حقول المزارعين العاديين لنفس المحصول لتجنب انتقال الممرضات إليها بالوسائل الطبيعية أو الحشرات ، وأن تكون تلك المنطقة ذات جو جاف إذ أن الرطوبة المرتفعة تكون مناسبة لمعظم الممرضات . كما يجب أن يجرى على تلك الحقول تفتيشاً دورياً للتأكد من عدم ظهور الأمراض عليها فى الحقل .

أما فى المحاصيل التى تتكاثر خضرياً بالشتلات أو الدرنات أو العقل أو الأبصال حيث تكون الأمراض الجهازية هى أكثر المشاتل شيوعاُ فإن تقنية مزارع الأنسجة هى المتبعة حالياً للمحصول على أعضاء تكاثر خضرى خالية من الأمراض . وفيما يلى نوجز خطوات إنتاج النباتات الخالية من الإصابة .

§    §     تحديد النباتات الخالية من المرض والتى يبدأ بها البرنامج ، ويفرض تعذر الحصول على أصول نباتية خالية من المرض فإنها تعالج معالجة حرارية أو كيماوية مناسبة للقضاء على الممرض . بينما للحصول على أنسجة خالية من الإصابة الفيروسية فإن النباتات تنمى فى درجات حرارة مرتفعة 35-40°س لفترة من الزمن تسمح بإنتاج نموات طرفية خالية من الفيروس.

§    §     ينقل جزء من النسيج البرانشيمى للقمة النامية (بعد التعقيم السطحى) الى بيئة غذائية مناسبة تحتوى على أملاح معدنية وسكروز ومنظمات نمو . ويتم التحضين تحت ظروف الإضاءة والحرارة المناسبة لحين ظهور نباتات متناهية الصغر (نبتات Micro plants) .

§    §     تفرد النبتات عن بعضها البعض وتنقل إلى أوعية أكبر تحتوى نفس بيئة النمو ويتم ذلك تحت ظروف التعقيم .

§    §     بعد فترة مناسبة من النمو والتجذير (تبعاُ لنوع النبات) تنقل النبتات إلى وسط إنماء فى صوب ذات درجة حرارة وإضاءة مناسبة .

§    §     بعد عدة أسابيع تكون هذه الشتلات قابلة للنقل كما فى الفراولة والموز أو تنمى لأخذ عقل وإكثار هذه العقل كما فى بعض فى نبات الزينة أو تزرع فى الحقل حتى تكوين درنات ثم إكثارها كما فى البطاطس ، ويجب مراعاة استبعاد أو مكافحة الحشرات الناقلة للأمراض خلال فترة الإكثار. وإجراء اختبارات دورية على أى من الشتلات أو النباتات للتأكد من خلوها من الأمراض حتى تصل وسبل التكاثر الخضرى إلى المزارع خالية من الأمراض .

ثانيا: استئصال أو اختزال اللقاح الأولى للممرض

المقصود باللقاح الأولى أى اللقاح الذى يحدث الإصابة فى بداية الموسم , وعلى ذلك فإن القضاء على اللقاح الأولى للممرض الذى يتواجد بالفعل فى منطقة نمو العائل أو اختزاله  يشكل عنصرا هاما من عناصر مكافحة المرض خاصة فى حالة الممرضات وحيدة الدورة  و يتضمن ذلك ما يلى  :

1 – التخلص من مخلفات المحصول السابق المصاب

تحتوى مخلفات المحصول المصاب على جراثيم الفطريات الممرضة أو أجسامها الحجرية و كذا على خلايا البكتيريا  الممرضة وكل ما سبق يشكل مصدرا للقاح إذا ما احتفظ بحيويته الى موسم تال . لذا وجب التخلص من مخلفات المحصول المصاب بطرية مناسبة للتخلص من هذا اللقاح وعلى سبيل المثال فإن قش الأرز المصاب بمرض اللفحة  الذى يحتوى على  الجراثيم الكونيدية لفطر اللفحة و التى تحتفظ بحيويتها فى قش الأرز المخزن على أسقف بيوت الزراع لتحمل بالهواء وتجدد الإصابة فى محصول الأرز فى  الموسم التالى .  ، لذا يجب التخلص من هذا القش ببيعه إلى مصانع الورق أو إدخال فى كومات السماد البلدى المكمورة .

2- إستئصال الأجزاء المصابة من النبات وإعدامها

وسيلة هامة من وسائل مكافحة الأمراض فى بساتين الفاكهة وعلى سبيل المثال فإن الأفرع المصابة بالفحة النارية تعتبر مصدراُ هاماُ للقاح إذ أنها تأوى الميكروب الممرض خلال الشتاء لذا يجب تقليمها وحرقها . وقد تكون شجرة واحدة من الموالح فى بستان ما مصدراُ للقاح لباقى أشجار البستان وتقطع الجزء المصاب وتطهير مكان القطع بمبيد فطرى مناسب يكون قد قضينا على مصدر اللقاح وعالجنا الشجرة فى آن واحد . ويتبع مثل هذا الإجراء مع مرض اللفحة النارية فى الكمثرى إذ يتم تقليم الأجزاء المصابة من الأفرع على أن يتم القضاء بعيداُ عن منطقة الإصابة حتى لا يتلوث مقص التقليم .

 3- استئصال العوائل المتبادلة

تتم دورة حياة بعض فطريات الأصداء على عائلتين يعرف أحدهما بالعائل الأساسى ويتكون عليه الطورين اليوريدى والتيليتى والآخر بالعائل المتبادل ويتكون عليه الطورين البكنى والأسيدى . ويعتبر استئصال العائل المتبادل وسيلة مفيدة لمكافحة المرض ، وذلك مثل الفطر Puccinia graminis المسبب لصدأ الساق الأسود فى النجيليات ، فالعوائل المتبادلة لهذا الفطر هى بعض أنواع من الجنسين Mahonia, Berbris .

وقد لا تؤدى إبادة الباربيرى الى القضاء على المرض لأن الجراثيم اليوريدية قد تبقى حية من موسم إلى آخر ببقايا نباتات القمح وقد تنقلها الرياح من منطقة إلى أخرى إلا أن استئصال الباربيرى له فائدتين أساسيتين وهو أنه يقلل من مقدار اللقاح الأولى كما أنه يقلل من فرصة تكوين سلالات جديدة من الممرض .

4- القضاء على العوائل البرية

تصاب الكثير من الحشائش بالعديد من الأمراض النباتية التى تهاجم النباتات الاقتصادية وعلى ذلك فإن هذه الحشائش تمثل مصدراُ هاماُ للقاح الأولى خاصة بالنسبة للممرضات الإجبارية التطفل إذ ليس فى مقدورها الترمم على مخلفات عائلها أو فى التربة أو حتى القدرة على البقاء خارج النسيج الحى كالفيروسات . وربما تعمل هذه الحشائش أيضاً كعوائل لبعض الحشرات الناقلة للفيروسات وبذلك فإن هذه الحشائش تعتبر مخزن للفيروس والناقل الحشرى معاُ مثال ذلك فيروس اصفرار بنجر السكر الذى يصيب عديد من الحشائش الحولية التى يقضى فيها الفيروس فترة الشتاء وفى نفس الوقت فإن هذه الحشائش تعتبر عائلاُ لمن الخوخ الأخضر Myzus persica وهو الناقل الحشرى للفيروس . من ذلك يتضح أهمية القضاء على الحشائش ليس فى الحقل فقط ولكن فى الأماكن المهملة كجوانب الترع والمصارف وأطراف الحقول . 

 5 -  استئصال الممرض من التقاوى

قد تكون التقاوى المتاحة حاملة للقاح الممرض وعلى ذلك فإنه  يجب التخلص من لقاح الممرضات   كيماويا أو حراريا  .ومن الأمثلة على ذلك تعفير التقاوى أو تغليفها بأحد المبيدات الفطرية المناسبة للقضاء على جراثيم التفحم المغطى فى القمح و التى توجد  على سطح التقاوى ، أم إذا كان الممرض موجود داخل التقاوى مثل مرض التفحم السائب فى القمح  فإنه يلزم نقع التقاوى لفترة زمنية محددة  فى أحد المبيدات المنصوح بها   . قبل اكتشاف المبيدات الجهازية كان يعتمد على الحرارة  كوسيلة للقضاء على  لقاح الكثير من الفطريات و البكتيريا   المحمولة   داخل التقاوي  ،  ويمكن حاليا الاستعاضة عنة هذه المعاملة بإجراء النقع فى المبيدات الجهازية و المضادات الحيوية . إلا   أن المعاملة الحرارية هى الوسيلة الوحيدة للقضاء على الفيروسات المحمولة بالتقاوى إذ لا يوجد مواد كيماوية يمكنها القضاء على الفيروسات  .  تتم معاملة التقاوى حراريا إما  بالغمر فى ماء ساخن  أو بإمرار تيار من هواء ساخن  على درجة حرارة 50  ° س أو أعلى بقليل لعدة دقائق بحيث تؤدى المعاملة الى القضاء على الممرض دون التأثير على الجنين . مثال ذلك معاملة عقل قصب السكر فى ماء ساخن  للقضاء على الفيروسات فى عقل تقاوى  قصب السكر  .

6 – معاملة التربة

كثير من الممرضات يستطيع العيش فى التربة الزراعية مترمما أوقد يكون له أطوار ساكنة تمكنه من الاحتفاظ بحيويته فى التربة لفترة طويلة من الزمن . وقد يتطلب الأمر خاصة  فى الزراعات المحمية  و المشاتل إجراء معاملة للتربة للقضاء على الممرضات ويتم ذلك بأحد المعاملات الحرارية  التالية :

أ  - المعاملة بالبخار المختلط بالهواء

يمكن القضاء على غالبية لقاح الفطريات و البكتريا الممرضة للنبات  برفع درجة حرارة التربة الى حوالى 70° س بواسطة بخار مختلط بالهواء ، يتم ذلك  بخلط تيار من بخار ماء على درجة حرارة 100 س يتم التحصل عليه من مولد بخار مع تيار  هواء جوى يتم دفعه بواسطة ضاغط هواء . يدفع الخليط أسفل سطح التربة بواسطة أنواع معينة من الأنابيب المثقبة وتغطى التربة برقائق من البولى ايثيلين لمدة ساعة ترتفع خلالها درجة حرارة الطبقة السطحية من التربة ( 25 – 30 سنتيمتر )  الى 65 – 70 س وهى كافية للقضاء على نسبة كبيرة من لقاح الممرضات دون حدوث تأثيرات سلبية على التربة

ب  - تشميس التربة

تعتمد هذه التقنية على استغلال الطاقة الشمسية فى رفع درجة حرارة التربة. يتم ذلك بتغطية التربة برقائق خاصة من البولى إيثيلين لفترة أسبوعين من أكثر شهور السنة ارتفاعا فى درجة الحرارة  مما يؤدى احتجاز الحرارة أسفل البولى ايثيلين  فترتفع درجة الحرارة  فى الطبقة السطحية من التربة بحوالى 10 س عن التربة الغير مغطاة  بالبولى إيثيلين  وهو قدر كاف للقضاء على قدر كبير من لقاح الممرضات . ويشترط لنجاح المعاملة أن تكون التربة محروثة و مفككة جيدا حتى تتخللها الحرارة كما يجب رى التربة قبل إجراء المعاملة  حتى  تتحول الأطوار الساكنة من الممرض إلى أطوار خضرية    .

ثالثا الوقاية من المرض

أ - العمليات الزراعية

      يمكن أن تلعب العمليات الزراعية دوراُ فعالاُ فى تقليل حدوث المرض و/أو اختزال شدة المرض وذلك إذا ما وظفت كل عملية من هذه العمليات بحيث توفر أفضل الظروف لنمو المحصول خاصة إذا ما أقترن ذلك باختزال لقاح الممرض و/أو الإقلال من نشاطه . وبذلك فإن هذه العمليات يكون لها إسهاماُ واضحاً فى اختزال الخسائر الناتجة عن المرض دون إضافة تذكر إلى تكاليف الإنتاج فى أغلب الأحيان . بالإضافة إلى أنها قد تجنبنا استخدام المبيدات وما تسببه من مشاكل بيئية .

 1- الدورة الزراعية : Crop rotation

      يفيد إتباع الدورة الزراعية فى مكافحة الأمراض الناتجة عن ممرضات غازية للتربة Soil invaders وهى الممرضات التى تبقى لقاحها فى مخلفات عائلها فى التربة لفترة لا تتجاوز عدة أشهر وقد تمتد إلي عام . ترفع عدم قدرة هذه الممرضات على الاحتفاظ بحيويتها طويلا إلى عدم وجود أطوار ساكنه لها وعدم قدرتها على المعيشة الرمية فى التربة بالإضافة إلى عدم قدرتها على الضمور فى مواجهة التضاد الذى تحدثه الكائنات الحية الدقيقة التى تعيش فى التربة مما يؤدى إلي تناقص أعدادها بشدة بمرور الوقت ومن أمثلتها الفطر المسبب لمرض الشلل فى الذرة الشامية Cephalosporium maydis وفطر اللفحة فى البطاطس Phytophthora  infestans   وفطر تفحم البصل Urocystis cepulae ، وعلى عكس ذلك فإن الدورة الزراعية لا تفيد فى مكافحة الأمراض الناتجة عن ممرضات قاطنة للتربة Soil inhabitant أذ أنها تعمر لسنوات عديدة فى التربة إما لوجود أطوار ساكنة أو لقدرتها على المعيشة الرمية فى التربة مع عدم تأثيرها بالنشاط التضادى لكائنات التربة ومن أمثلتها الفطر المسبب للعفن الأبيض فى البصل Sclerotium cepivorum الذى تحتفظ أجسامه الحجرية بحيويتها فى التربة لفترة تصل الى 15 عاما .

 2- الحرث : Tillage

        يؤدى الحرث العميق (30 سنتيمتر) الى دفن مخلفات النبات العائل بما تحويه من ممرضات غازية للتربة مثل Drechslera oryzae, Phytophthora infestans ، مما يؤدى الى سرعة تحلل هذه المخلفات بواسطة الكائنات الحية الدقيقة فى التربة وبالتالى أيضاً الى سرعة القضاء على لقاح هذه الممرضات بواسطة كائنات التربة المضادة . وتؤدى سرعة إجراء الحرث العميق بعد الحصاد الى القضاء على لقاح فطريات الذبول الوعائى الموجودة فى مخلفات عوائلها إذ تتواجد فطريات الذبول الوعائى Fusarium oxysporum, Verticillium dahliae إذ أن هذه الفطريات تكون فى أوعية الخشب لجذور وسوق النباتات المصابة وعند الحصاد فإنها تنتشر من أوعية الخشب الى القشرة فى جذور النباتات وبقايا السوق لتعيش فيها معيشة رمية . وتؤدى سرعة الحرث وقلب تلك المخلفات فى التربة الى سرعة نمو الكائنات الرميه فى التربة على هذه المخلفات وبالتالى تقل فرصة الممرض فى النمو عليها .

      ويؤثر الأعداد الجيد لمهد البذرة على أمراض موت البادرات فقد وجد أنه يؤدى الى سرعة ظهور البادرات فوق سطح التربة وبالتالى تقل فرصة مهاجمتها بواسطة الممرضات التى تسبب الموت قبل الظهور فوق سطح التربة . كما وجد أنه يقلل أيضاً من موت البادرات بعد الظهور فوق سطح التربة . ويؤثر الحرث على الإصابة بأعفان الجذور فقد وجد أن الحرث العميق يؤدى الى اختزال الضرر الناتج عن الإصابة بعفن الجذور فى الفاصوليا المتسبب عن Fusarium solani f. sp. phaseoli وأن ذلك راجع الى الآتى :

1 - إمكانية الجذور فى التعمق فى التربة الى حيث لا يوجد لقاح الممرض .

2 - عدم تعرض النبات لإجهاد نقص الماء Water stress إذ أن ذلك يجعل النبات مهيأ للإصابة .

3 -  تؤدى سهولة صرف الماء الى سهولة حركة الأوكسجين فى التربة ووصوله للجذور عدم تعرضها لنقص الأكسجين anoxya الذى يجعل النبات أيضاً مهيأ للإصابة .

      ويؤدى الحرث العميق توزيع لقاح كل من Rhizoctonia, Pythium الى عمق 10-30 سم بدلاُ من وجودها فى الطبقة السطحية . كما يؤدى قلب الطبقة السطحية للتربة لعمق 30 سم الى دفن الأجسام الحجرية للفطر Sclerotium rolfsii مما يفقدها حيويتها سريعاُ . و يجدر الإشارة إلى أنه فى أنظمة الزراعة الصائنة للبيئة و التى يوصى بها حاليا للحفظ على الموارد الطبيعية ، يجب ألا يتجاوز الحرث 30 % من الأرض و يبقى الباقى مغطى بمخلفات المحصول السابق .

3- ميعاد الزراعة   

      بالتحكم فى ميعاد الزراعة يمكن إحداث تغيير فى الظروف البيئية المحيطة بكل من الممرض والنبات بحيث نتفادى الظروف التى تلائم الممرض مع الحرص على أن تكون فى صالح النبات ومثال ذلك مرض تفحم البصل المتسبب عن Urocystis cepulae إذ يلائم إنبات الجراثيم التيليتية وإحداث المرض درجات الحرارة المنخفضة 16°-22°س  ثم يقل إنبات الجراثيم بشدة حتى 26°س وينعدم إنباتها بعد ذلك وحيث أن المرض يصيب البادرات فإن تبكير زراعة المشتل (خلال شهر أكتوبر) يؤدى إلى هروب البادرات من الاصابة بالمرض إذ تكون درجة الحرارة غير صالحة للمرض . ويؤثر ميعاد الزراعة على أمراض موت البادرات إذ أن التبكير فى زراعة المحاصيل الصيفية كالقطن وفول الصويا يؤدى الى زيادة الإصابة بموت البادرات المتسبب عن Rhizoctonia solani, Pythium spp. ويرجع ذلك إلى أن انخفاض درجة الحرارة يؤدى الى إبطاء نمو البادرات مع ملاءمته لنشاط الممرضات . وبالتحكم فى ميعاد الزراعة يمكن أيضاً تفادى حدوث الإصابة فى المراحل الحرجة من نمو المحصول ومثال ذلك أمرا الأصداء فى القمح إذ يبدأ حدوث الإصابة بالأصداء فى أواخر الشتاء وأوائل الربيع وتكون الإصابة شديدة التأثير على النبات ومحصول الحبوب إذا تزامنت مرحلة طرد السنابل مع بداية حدوث الوباء ، وعلى ذلك فإن التبكير فى زراعة القمح (حتى أوائل نوفمبر) يؤدى إلى اجتياز مرحلة طرد السنابل وكذلك مرحلة النضج اللبنى وربما معظم مرحلة النضج العجينى قبل بداية حدوث الوباء وبذلك فإن الإصابة لا تكون مؤثرة اقتصاديا على كمية المحصول ومن ناحية أخرى فإن النبات يكون قد قدم فى العمر وإكتسب ما يسمى بمقاومة النباتات الكبيرة والراجعة الى زيادة نطاق الخلايا الاسكلرنشيمية فى الساق و التى تحد من تقدم مرض صدأ الساق .

      يؤثر ميعاد الزراعة على مدى انتشار الفيروسات المحمولة بالحشرات وذلك بتأثيره على تعداد عشائر الناقلات الحشرية فالتبكير فى زراعة البطاطس والطماطم فى العروة الصيفية يؤدى إلي تقليل إصابتها بالأمراض الفيروسية إذا تكون أعداد الناقل الحشرى قليلة فى المراحل الأولى من حياة النبات .

5- طريقة الزراعة 

      من طرق الزراعة المعروفة فى مصر الطريقة العفير والطريقة الحراتى ويكون المحتوى المائى للتربة فى الأولى منخفضاً على عكسي الثانية وقد وجد أن زراعة القمح بالطريقة العفير تفيد فى مكافحة مرض التفحم المغطى المتسبب عن Tilletia foetida . إذ أن إنبات الجراثيم التيليتية للفطر وإحداث الاختراق يناسبه الرطوبة المرتفعة فى التربة . أما الرطوبة المنخفضة عند الزراعة بالطريقة العفير فهى تلائم إنبات التقاوى دون أن تلائم إنبات الجراثيم التيليتية للفطر الممرض وبذلك تمر مرحلة القابلية للإصابة فى البادرات دون أن تحدث الإصابة بالمرض . أما عن الزراعة بالشتل فإن عملية نقل الشتلات من أرض المشتل الى الأرض المستديمة تحتاج   الى عناية فائقة وذلك بتلافى نقل الشتلات المصابة فعند نقل عدد من الشتلات المصابة على مساحة كبيرة من الأرض فإن ذلك يعنى نشر لقاح الممرض الى هذه الأرض والى حدوث مشاكل كبيرة ولقد كان لنقل شتلات البصل المصابة بالعفن الأبيض المتسبب عن Sclerotium cepivorum دوراُ فى اتساع رقعة الحقول المصابة بالمرض . ومازال يعانى زراع التفاح والموالح فى الأراضي حديثة الاستزراع من المشاكل التى نجمت عن زراعة شتلات مصابة بممرضات عفن الجذور. وتؤدى عملية الشتل إلى زيادة إصابة الطماطم بفيروس موزيك الدخان نظراُ لأن الفيروس يوجد على قصرة البذور وينتقل منها للشتلات ثم ينتقل من الشتلات المصابة الى السليمة مباشرة أو خلال أيدى العمال القائمين بالشتل إلا أن تلك المشكلة يمكن التغلب عليها بغمس الشتلات وغسل أيدى العمال بمحلول بفوسفات ثلاثى الصوديوم 10% ووجد أنه يخفض الإصابة من 95% الى 4% . وتفيد زراعة الطماطم بالشتل فى مكافحة مرض تجعد الأوراق فى الطماطم المتسبب عن Tomato leaf curl virus والذى ينتقل بحشرة الذبابة البيضاء ، إذ يمكن حماية الشتلات من الناقل الحشرى فى المشتل بالمعاملة استخدام الوسيلتين الى نتائج أفضل ويترتب على ذلك تقليل الضرر الناشئ عن المرض حيث أن الإصابة فى مراحل متقدمه من عمر النبات تكون أقل تأثيراُ على النبات ومحصول الثمار . وعموماُ فإنه أن يحسب ما للشتل من مميزات وما عليه من عيوب ومدى إمكانية التغلب على هذه العيوب .

6- معدل البذر   

      يؤثر معدل البذر على الإصابة بأمراض موت البادرات كما أنه أيضاً يؤثر على الأمراض التى تصيب المجموع الخضرى . تؤدى زيادة معدل البذر إلى زيادة الإصابة بأمراض موت البادرات ويعزى ذلك إلى الآتى :

1 - أن تزاحم البادرات يؤدى ضعفها وبالتالى تكون أكثر قابلية للإصابة .

2 - أن كثافة البادرات النامية يؤدى إلى نقص تبخر الماء من سطح التربة مما يؤدى إلى إيجاد ظروف ملائمة لمعظم الفطريات المسببة لموت البادرات .

3 -  تلامس البادرات أو نقص المسافات بين البادرات يؤدى إلى انتقال الممرض من بادرة إلى أخرى 

4 -  تؤدى كثافة البذر إلى زيادة نشاط اللقاح الموجود فى التربة والى زيادة كثافة اللقاح المحمول بالتقاوى .

      ويؤثر معدل البذر على كثافة النباتات فى الحقل وينعكس ذلك على المناخ المـصغر  Microclimate حيث تزداد الرطوبة النسبية فى العشائر النباتية المتزاحمة مما يلائم معظم الفطريات التى تهاجم المجموع الخضرى .

7- عمق الزراعة

      يؤثر عمق الزراعة على سرعة ظهور البادرات فكلما كانت الزراعة عميقة كلما استغرقت البادرات وقتاً أطول للظهور فوق سطح التربة و بالتالى تزداد فرصة الفطريات المسببة لموت البادرات قبل Pythium spp., Rhizoctonia solani فى مهاجمتها . بيمكت تؤدى الزراعة السطحية الى سرعة نمو البادرات وتقليل فترة القابلية للإصابة . ويؤدى عمق البذر الى زيادة إصابة القمح بالتفحم المغطى Tilletia foetida وزيادة الاصابة بعفن الجذور المتسبب عن Fusarium nival و F. culmorum والى زيادة إصابة الشعير بالتفحم المغطى Ustilago hordie ويفضل عمق بذر 2-4 سنتيمتر وتزداد فرصة حدوث الإصابة بزيادة العمق عن 4 سنتيمتر زيادة معنوية .

 8- التسميد وضبط تفاعل التربة   

      يؤثر التسميد على درجة استجابة النباتات للإصابة الأمراض النباتية وعموماً فإن الإسراف فى التسميد الأزوتى يجعل النباتات أكثر تهيئة للإصابة بغالبية الأمراض وذلك بجعل النمو غضاً ومن ثم تكون جدر الخلايا رقيقة مما يسهل تقدم الممرض فيها ومن ناحية أخرى فهناك أمراض تشتد عند انخفاض مستوى التسميد الأزوتى فى التربة مثل مرض الندوة المبكرة فى الطماطم المتسبب عن الفطر Alternaria solani وبينما كانت دراسات قديمة تشير الى أن التسميد الأزوتى الغزير يؤدى الى زيادة الإصابة بالأصداء والبياض الدقيقى فإن بعض الدراسات الحديثة تشير الى أن التسميد الأزوتى يكون تأثيره قليل على حدوث الأوبئة بهذه الأمراض .

      ولصورة التسميد الأزوتى أيضاً تأثير على الإصابة بأمراض الجذور وذلك بتأثيره على حموضة الوسط فى منطقة الجذور . فعلى سبيل المثال فإن الذبول الفيرتسيليومى المتسبب عن Verticillium dahliae و V. albo-atrum والجرب العادى فى البطاطس Streptomyces scabis يمكن تثبيطها يجعل الوسط حامضياً وذلك بالتسميد بالأسمدة الأمونيومية ، وعلى عكس ذلك فإن الاصابة بعفن الجذور والسوق المتسببة عن Sclerotium rolfsii فى عديد من المحاصيل وعفن جذور الفاصوليا المتسبب عن Fusarium solani f. sp. phaseoli وأمراض الذبول الفيوزاريومى يمكن تثبيطها يجعل الوسط قلوياً أو بالتسميد بالأسمدة النتراتية .

      ويؤدى التسميد البوتاسى الى تهيئة النباتات لمقاومة الأمراض بينما يتباين التأثير فى حالة التسميد الفوسفاتى من تهيئته للمقاومة فى بعض الأمراض كالأصداء وتبقعات الأوراق الى تهيئته للقابلية للإصابة فى بعض الأمراض الفيروسية .

9 - الرى

      تؤثر عملية الرى متضمنة كمية الماء المستخدم وفترات الرى ونظام الرى تأثيراُ كبيراُ على الإصابة بالأمراض النباتية وذلك على واحد أو أكثر من العوامل الآتية :

أولاً : التأثير على قوة النبات ومراحل النمو والتكشف (تفريع ، استطالة ، إزهار ، إثمار ، نضج ، شيخوخة) وعلى الفترة التى يستغرقها المحصول فى الحقل وكل ذلك قد يكون له دور فى تهيئة العائل للإصابة .

ثانياُ : التأثير على الممرض من حيث إنتاج اللقاح وانتشار اللقاح وإحداث العدوى وتقدم المرض .

ثالثاً : التأثير على الظروف البيئية سواء الجوية فيها متضمنة الحرارة والرطوبة وفترات الابتلال أو فى التربة متضمنة محتواها المائى والتهوية ونشاط الكائنات الحية الدقيقة

      و يؤثر الرى على ممرضات التربة بطرق مختلفة فهو يساعد فى تحرر وانتشار الجراثيم السابحة لفطريات Pythium spp. ، Phytophthora spp. المسببة لأمراض موت البادرات وعفن الجذور وعلى إنبات الأجسام الحجرية وانطلاق اللقاح للفطر Sclerotinia sclerotiorum  وتلائم الرطوبة المرتفعة نشاط هذه الممرضات على ألا يؤثر محتوى التربة من الرطوبة على جودة التهوية  .بينما يزداد نشاط Rhuizoctonia solani Macrophomina phaseolina , فى التربة قليلة الرطوبة الجيدة التهوية . قد يكون تأثير الرى من خلال التأثير على الكائنات الحية الدقيقة فى التربة .

      أما بالنسبة لتأثير الرى على الأمراض التى تصيب المجموع الخضرى فإن زيادة الرى تؤدى الى تهيئة النبات للاصابة أذ تؤدى الى زيادة انتفاخ الخلايا ويكون ذلك ملائماً للإصابة باللفحات البكتيرية ولفحة البطاطس والبياض الزغبى والتبقع البنى فى الفول وغيرها . ويحدث انتفاخ الخلايا نتيجة لزيادة معدلات الامتصاص مع عدم مواكبة النتح بهذه الزيادة وعلى ذلك فإن أقصى انتفاخ للخلايا يحدث أثناء الليل وفى الصباح الباكر وهى الفترة التى تحدث فيها العدوى بمعظم الأمراض . ومن ناحية أخرى فهناك أمراض تقل بزيادة انتفاخ الخلايا مثل صدأ الساق فى القمح وصدأ الفاصوليا . ويؤثر الرى على معدل نمو النبات ففى المناطق الحارة الجافة يؤدى الرى الى غزارة النمو الخضرى مما يؤثر على المناخ الصغير بارتفاع الرطوبة النسبية خاصة فى فترة الرى والتى يكثر خلالها إنتاج للنموات الحديثة مما يساعد على الإصابة بالأمراض كما يؤدى أيضاً الى امتداد فترة نمو المحصول مما قد يؤثر على الإصابة بأمراض قد تحكمها عوامل أخرى بخلاف الرى .

      يؤثر الرى وخاصة الرى بالرش على المناخ المصغر العشيرة النباتية إذ يؤثر على الرطوبة النسبية ودرجة الحرارة وفترة الابتلال ويعتمد ذلك أيضاً على درجة الحرارة والرطوبة النسبية السائدة فعلاُ قبل الرى وعلى مساحة الأرض المروية محدودة كانت أو واسعة . وكذلك على كثافة النمو النباتى . وليس للرى السطحى تأثير معنوى على الرطوبة النسبية خاصة فى المناطق الجافة أما الرى بالرش فإنه يرتفع الرطوبة النسبية خلال فترة الرى ولفترة بعدها تطول تلك الفترة بانخفاض درجة الحرارة وجفاف الجو وعدم تكاثف النباتات وعند إجراء الرى فى منتصف النهار فإن أوراق الطماطم تجف خلال 45 دقيقة بينما بعض أوراق الموز الغير معرضة لتيارات الهواء وأشعة الشمس مبتلة لمدة 2-3 ساعات .

      ويعمل الرى بالرش على تحرر وانتشار لقاح البكتريا المسببة لتبقعات الأوراق واللفحات وكذلك بعض الفطريات مثل Geleosporium spp., Colletotrichum sp. كما يعمل الرى بالرش على ترسيب لقاح الممرضات المحمولة بالهواء على سطح أوراق النبات وعلى تحرر الجراثيم الاسبورانجية لفطريات البياض الزغبى من أكياسها .

        وعلى ذلك يمكن القول أن كمية ماء الرى وفترات الرى ونظام الرى ووقت الرى يمكن أن تلعب دوراُ هاماُ فى مكافحة المرض النباتى .

margin-top: 6.0pt; margin-right: 0in; margin-bottom: .0001pt; margin-left: 21.3pt; text-align: justify; text-justify: kash

المصدر: عدة مصادر
helsebaay

د.حسن السباعي هداية

  • Currently 56/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
19 تصويتات / 117 مشاهدة
نشرت فى 27 نوفمبر 2010 بواسطة helsebaay

ساحة النقاش

د.حسن هدايه السباعى

helsebaay
د.حسن هدايه السباعى استاذ مساعد ميكروبيولوجي بقسم النبات العام كلية الزراعة جامعة الازهر بالقاهرة »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

6,378