مبيدات الآفات

: أي من المواد الكيميائية السامة أو غير الكيمياوية (العضوية) التي تستعمل لإبادة الحيوانات (أو الحشرات), و النباتات التي تُؤذي المحاصيل. تُصنّف المبيدات الكيماوية حسب أجناس الكائنات المقصود إبادتها, فهي تُقسم إلى ثلاثة انواع رئيسية هي: مبيدات الأعشاب (herbicide) المبيدات الحشرية (Insecticides) مبيدات الفطريات (fungicide) مبيدات الأعشاب: تتألف عادة من مواد كيميائية غايتها إبادة أو منع نمو النباتات الغير مرغوب بها و النباتات الضارة. كان يُستعمل ملح البحر, و بعض الزيوت في الماضي كمبيدات للأعشاب. و في أواخر القرن التاسع عشر استُعملت مبيدات الأعشاب الإنتقائية لأول مرّة على الأعشاب ذوات الأوراق العريضة التي تنمو بين محاصيل الحبوب. أما التطوّر الأساسي لمبيدات الأعشاب حصل عندما ظهر ما يُسمّى بميدات الأعشاب العضوية سنة 1945, و كانت تلك المبيدات سامة جدا لدرجة أنها كانت تؤثر في الأعشاب بمجرّد إستخدام كميات قليلة جدا منها. كانت, بالفعل, تلك المبيدات, ثوريّة. وُضعت مبيدات الأعشاب حديثا في فئتين: الإنتقائية (selective) و اللا إنتقائية (nonselective). تقوم المبيدات الإنتقائية بإبادة الأعشاب الضارة فقط دون المحاصيل العادية, أما المبيدات اللا إنتقائية تُبيد كل شيىء يعترض طريقها. تُصنّف مبيدات الأعشاب اللا إنتقائية في فئتين: 1- للإستعمال على أوراق النباتات بحيث تمنع عملية التركيب الضوئي (photosynthesis) و تمنع البذور من التكاثر . 2- للإستعمال المباشر على سطح التربة بحيث تمنع نمو الأعشاب الضارة. مبيدات الحشرات: هي المواد السامة المستعملة لإبادة الحشرات. تُستخدم هذه المبيدات, في المقام الأول, للتحكّم بالأوبئة التي تغزو النباتات أو للتخلّص من الحشرات الناقلة للأمراض في بعض المناطق. يمكن تصنيف المبيدات الحشرية وفقا لمبادىء عدّة: 1- المواد الكيميائية المتألفة منها. 2- مدى سمّتها. 3- طريقة الإختراق (إختراقها للحشرة). تُصنف مبيدات الحشرات في النظام الثالث (طريقة الإختراق) بسحب الطريقة التي تأثر بها - سواء كانت تأثر عن طريق العضم (stomach poison) أو عن طريق الإستنشاق (inhalation) أو عن طريق لمسها بالجسم (contact poison). تُستعمل معظم المبيدات الحشريّة عن طريق الرش على النباتات أو الأسطح المكتظّة بالحشرات. تُسمّم المبيدات الحشرية التي تأثر عن طريق الهضم إذا ما تم إبتلاعها, و تأثر هذه المبيدات بشكل خاص على الحشرات التي تمتلك أفواه طويلة كما عند حشرة اليرسوع (caterpillars), و الخنافس (beetles), و الجنادب (grasshoppers). و تُعتبر الزرنيجيّات (مبيدات الحشرات التي تحتوي على زرنيخ) من الأنواع السامّة جدا. تُرش هذه المبيدات على أوراق و سيقان النباتات بحيث تأكلها الحشرات المستهدفة. تم في الآونة الأخيرة عملية إستبدال تدريجي للمبيدات التي تأثر على الجهاز الهضمي بميدات إصطناعية عضوية أخف ضررا على الإنسان و الثديات الأخرى. أما المبيدات السامّة بالإحتكاك فإنها تخترق جلد تلك الحشرات التي تثقب سطح النبات و تمتص العُصارة, مثل المنّ (aphids). يمكن تقسيم المبيدات السامة بالإحتكاك إلى نوعين: النوع الطبيعي, كالنيكونين المستخرج من نبتة التبغ, و غيرها من المواد المستخرجة من النبات, و التي لا تأمن الحماية الطويلة الأمد ضد الحشرات. أما النوع الثاني هو النوع الإصطناعي, و هو الأكثر إستعمالا هذه الأيام لأن تأثيرها قوي على الحشرات كما أنها صالحة لمكافحة أنواع عديدة من الحشرات. المشاكل الناتجة من جراء إستعمال المبيدات الحشرية: بالرغم من حسنات تلك المبيدات التي تساعد في تحسين إنتاجية المحاصيل, إن المشاكل الخطيرة التي تسببها عديدة. فمن تلك المشاكل الأكثر إنتشارا هي تلويث البيئة, و تطوّر الحشرات لتصبح قادرة على مقاومة المبيدات. إن تراكم المبيدات الحشرية أيضا تسبب خللا فادحا في النظام البيئي و تأثر سلبا على الإنسان. هناك العديد من المبيدات الحشرية التي تعمل على أمد قصير, لكن هناك أنواع يبقى مفعولها سرمدا (أي لا ينتهي), لذلك هناك خوف من حدوث كوارث في الطبيعة من جرّاء هذه الأنواع الأخيرة. عندما تُرش المبيدات الحشرية, فإنها تصل إلى التربة و المياه الجوفية, لهذا يمكن أن تتلوّث تلك أيضا. إن ملوّثات التربة الأكثر إنتشارا هي الدي دي تي (DDT), و بي أتش سي (BHC). بعد إستعمال تلك المبيدات بشكل مستمر تتراكم بشكل مُذهل و يصبح تأثيرها قويّا على الحياة البرّية. و بالتالي, بدأت عملية تقييد إستعمال تلك المبيدات سنة 1960 ثم مُنعت على الفور في السبعينيّات في العديد من البلدان. و من المشاكل الأخرى التي تسبّبها المبيدات الحشرية هي قدرة بعض الحشرات المستهدفة على تطويرة خاصيّة مقاومة تلك المبيدات, لذلك لن يجدي نفعا, بعدها, رش تلك الحشرات بالمبيدات الحشرية. لقد إكتسبت مئات الأنواع من الحشرات المؤذية القدرة على مقاومة المبيدات الإصطناعية. لأن المشاكل متعلّقة بالإستعمال المكثّف للمبيدات الكيميائية, يتم الآن إتباع وسائل بيولوجيّة لمكافحة تلك الحشرات. ففي هذا الصدد, يتم إتباع طرق عديدة كتطوير محاصيل مقاومة للحشرات, أو بإتباع طُرُق في العناية بالنباتات تمنع تكاثر الحشرات, أو تعطيل عمليّة تكاثر الحشرات من خلاث بَثّ أنوع عقيمة منها. مبيدات الفطريّات: مواد سامة تُستخدم لقتل أو منع نمو الفطريّات التي تسبّب الضرر لمحاصيل التجارية أو نباتات الزينة. تُستخدم هذه المبيدات عن طريق الرش. تُستخدم مبيدات الفطريّات الخاصة بالبذور على البذور و تعمل كطبقة تحمي البذرة من الفطريّات. أما مبيدات الفطريّة العامة فإنها تُستخدم على النباتات لحمايتها من أمراض فطرية محتملة. يُستعمل سائل بوردو بكثرة من أجل معالجة أشجار البساتين و هو من مبيدات الفطريّات الأكثر شيوعا. * المبيدات العضوية: هي ببساطة مبيدات مصنوعة من مواد طبيعية أو غير كيماوية أهمها: البصل, و الثوم, و التّمباك. لا يعني كون المبيدات (غير الكيماوية) آمنة صحيا وغير ملوثة للبيئة، أن نقوم بتحضير المبيد و نرشه فورا بمجرد ملاحظتنا وجود أي حشرات. فمن القواعد التي يجب إتباعها عند الرش: 1- عدم رش النباتات في منتصف النهار, بل الأفضل رشها صباحا أو مساءا. 2- عدم رش المزروعات حين تكون درجة الحرارة في الخارج أعلى من 28 درجة مؤوية لأن أوراقها ستحترق. 3- الحرص على حماية يديك و وجهك من المبيدات من خلال رداء القفازات و الكمّامة, لأن بعضها يؤذي الجلد و العينين - خاصة المبيدات التي تحتوي الفلفل الحار. 4- حاول أن تختبر المبيد على عيّنة من النبات التي تنوي رشّه حتى تتأكد من عدم حساسيته للمبيد. أهم الآفات التي تحاربها هذه المبيدات: 1- المن و الحشرات الماصّة الأخرى. 2- الديدان. 3- العناكب. 4- طائفة من الحشرات أخرى. كيفية تحضير أهم المبيدات العضوية: 1- محلول النيكوتين: هو محلول سام جدا و فعال ضد طائفة كبيرة من الحشرات. كان هذا المحلول أحد أهم المبيدات الحشرية في أواخر القرن التاسع عشر, و لا يزال يُستخدم هذه الأيام بأشكال عديدة. يأتي النيكوتين من أوراق نبتة التبغ (أو كما نسميها التمباك) أو من فضلات السجائر. كيفية التحضير: يتم إضافة مقدار كوب مملوء من أوراك التمباك المطحونة أو المكسّرة (أو كمية مماثلة من فُضالة أو مخلّفات السجائر بدلا من التمباك) إلى ليتر من الماء و يُتركا لمدة نصف ساعة, ثم يضاف ملعقة صغيرة من الصابون المبشور ويحرك الخليط جيدا. وأخيرا يتم فلترة المزيج بقماش شفاف. يُستخدم الصابون عادة لجعل المحلول يلتصق على النباتات المستهدف رشّها. يبقى المحلول فعّالا لعدة أسابيع إذا تم حفظه في وعاء مُحكم الإغلاق. و من حسنات تجهيز هذا المحلول في المنزل هي أنه لا يكون قاتل لحشرات النحل و الحشرات الأخرى المفيدة لأن مفعوله ينفذ بعد عدة ساعات من رشّه على النباتات - بعكس محلول النيكوتين المصنّع و الذي يكون ضرره فادح و تأثيره قوي جدا على المزروعات و الحشرات. ملاحظة: عند رش محلول النيكوتين على أوراق النباتات الصالحة للأكل (الخضراوات و الأشجار والمثمرة), تمتص تلك الأوراق محلول النيكوتين و تخزّنه بداخلها لأسابيع عدّة, لذلك تفادى إستخام هذا المحلول على النباتات الصالحة للأكل أو على الأقل رشّها في الوقت الذي لا تكون النبتة حاملة ثمار - لكن هذا لا يحدث في حالة النباتات التي تُؤكل أوراقها: كنبات الخس, و القنبيط ... لذلك إستخدم المحاليل الأخرى لمكافحة الحشرات التي تهاجم هذه الأخيرة, و لا ترشها بهذا المحلول إلا عندما يلج الجَمَل في سُمّ الخياط !! 2- محلول الثوم: نقوم بتقطيع 3 فصوص من الثوم تقطيعا ناعما ثم نضيف إليها نصف لتر من الماء. نضيف بعدها للخليط ملعقة كبيرة من الصابون المبشور حتى يلتصق البخاخ على النبات و نتركه منقوعا لمدة 24 ساعة. بإمكاننا أيضا إضافة قرنين من الفلفل الحار والبصل إلى فصوص الثوم. يعمل هذا المحلول على إبادة حشرات المن و بعض الحشرات التي تهاجم الكرنب (الملفوف), و الكوسا, كما أظهرت بعض الدراسات فعالية محلول الثوم في معالجة الأمراض الفطرية التي تصيب النبات. و بهدف الرش يتم تخفيف المحلول عن طريق إضافته إلى الماء بمعدل ملعقتين من المحلول لكل ليتر من الماء. كيفية الإستخدام: يتم رش محلول الثوم على أوراق النباتات المصابة بأمراض. هناك بعض النباتات الزينيّة التي تتأذى من محلول الثوم, لكن طالما لا تجد أي ضرر ناتج عن المحلول, عاود الرش بعد أسبوع للتأكد من القضاء على الحشرات نهائيا. و من الطرق الأخرى التي يمكننا من خلالها التقليل من وطئة الحشرات على مزروعاتنا هي: الطريقة الأولى: تُطلى مجموعة ألواح خشبية أو ألواح كرتون باللون الأصفر (اللون الأصفر يجذب الحشرات) و بغراء أو أية مادة لاصقة، ومن ثم نقوم بتوزيعها بين المحاصيل المصابة بهدف الإمساك بالحشرات. الطريقة الثانية: وضع أوعية صفراء (اللون الأصفر يجذب الحشرات) بداخلها ماء، حيث أن المن سرعان ما ينجذب لوعاء الماء يغرق فيه، ولمنع تكاثر البعوض يمكننا وضع القليل من الزيت مع الماء.

المصدر: Encyclopedia Britannica 2005
hedralandscape

....

  • Currently 80/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
26 تصويتات / 1341 مشاهدة
نشرت فى 5 أكتوبر 2010 بواسطة hedralandscape

ساحة النقاش

شركة هيدرا لاعمال اتصميم الحدائق

hedralandscape
»

البحث في الموقع

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,152,067

Sciences of Life


Sciences of Life