النعناع الأسود أو البستاني (pepper mint) ويسمى في المغرب بالنعناع العبدي
ويوجد النعناع على أنواع كباقي النباتات ويجب ألا تخلط هذه الأنواع لأنها بفوائد مختلفة، ونتكلم في هذه الورقة عن النعناع الأسود ويسمى كذلك النعناع الفلفلي peppermint وهذا الإسم مترجم ويجب ألا يؤخذ به، ويسمى كذلك النعناع البستاني وهو قريب من العربية ويدل على خصائصه، والنعناع الأسود نوع لا يستعمل بكثرة مع الشاي كما هو الشأن بالنسبة للنعناع المائى(Water mint) والنعناع السنبلى(Spearmint)، وبعض الكتابات تقول أن النعناع الأسود هجين من هذين النوعين، وهناك تشابه كبير بين هذه الأنواع الثلاث. ويتميز النعناع الأسود بمذاقه المر القوي ويتبع هذا المذاق ببرودة فائقة تبقى في الفم لمدة. وهناك نوع آخر يسمى كذلك بالنعناع الصوفي Melissa oficinalis وهو ليس نعناع ولو أنه يشبه النعناع في شكله، والنعناع الصوفي يدخل ضمن النباتات الطبية وليس النباتات الغذائية.
رغم أن النعناع الأسود يوجد على مدار السنة، فإن فصليته تجعله يكون أقوى في الفصل الحار. ومن مميزات هذا النوع من النعناع أن التجفيف لا يفسده، ويبقى صالحا للاستعمال على عكس النعناع العادي الذي يفقد مكوناته تحت التجفيف، نظرا للتركيز المرتفع من مكون التايمول الذي يتأكسد مع التجفيف. ويدخل النعناع ضمن الأعشاب العطرية الطبية التي تحتوي على زيوت طيارة مضادة لكثير من الأعراض خصوصا على مستوى القولون.
ويعرف النعناع الأسود بقوته العلاجية لبعض الأعراض التي توجد بكثرة في العصر الحاضر، والتي ربما تستعصي على الطب التقليدي، ومنها الإمساك الحاد Irritable bowel syndrome بما في ذلك العسر في الهضم والمغص في المعدة وتقلصات عضلات القولون Colon spasms. وتعزى قوة النعناع الأسود في علاجه لهذه الأعراض إلى خاصيته في جعل العضلات البيضاء التي تحيط بالقولون ترتخي. ولا يمكن أن تظهر حالة المغص spasm مع ارتخاء هذه العضلة. وربما يكون مركب المينتول هو المسؤول عن هذه الخاصية.
ويحتمل أن تكون لدى النعناع قوة كابحة للسرطان نظرا لاحتوائه على مركبات مضادة للأكسدة، ومنها تربينات مثل perillyl alcohol الذي يوجد بنسبة مرتفعة في النعناع. إذ تبلغ نسبة الزيوت الطيارة إلى حوالي 4 في المائة ويمثل المينتول حولي 80 في المائة من هذه الزيوت على شكل خالص و20 في المائة على شكل مختلط مع زيوت أخرى. وبينت بعض الأبحاث أن هذا المركب يمنع نمو التورمات على مستوى البنكرياس والثدي والكبد. ويقي كذلك من السرطان على مستوى القولون والجلد والرئتين.
ويقضي النعناع على عدة باكتيريات منها باكتيريا القرحة Helicobacter pylori وباكتيريا Salmonella enteritidis وباكتريا Escherichia coli وباكتيريا Staphylococcus aureus المقاومة للمضادات الحيوية. ويكبح زيت النعناع كثير من الفطريات والخمائر.
ويحتوي النعناع على حمض الروزمرينيك الذي يساعد في حالات الربو الحادة، ويلعب هذا الحمض دور مضاد للأكسدة ليثبت الجذور الحرة. وهناك خاصية عجيبة يمتاز بها حمض الروزمرينيك وهي منعه لتكون بعض المركبات المسببة للآلام مثل اللوكوتريين. وينشط الخلايا التي تنتج مركبات البروسطسايكلين التي تبقي القنوات الهواءية مفتوحة للتنفس العميق الجيد. ويساعد استنشاق زيت النعناع على الحد من أعراض الأنف المرتبطة بالحساسية للبرودة cold allergy.
ويحتوي النعناع على بعض المكونات الغذائية ومنها المنغنيز والفايتمن C والفايتمن A وهي الفايتمينات التي تمنع ظهور سرطان القولون، نظرا لخاصيتهما المضادة للأكسدة. ويحتوي النعناع على مركبات أخرى منها المغنيزيوم والحديد والكلسيوم وحمض الفولك والألياف الخشبية وكذلك خمض الأميكا 3والفايتمين B2 والبوتسيوم والنحاس
ساحة النقاش