لنبدأ بالمبالغة التي بالغ فيها بعض ممن تكلموا عن الزنجبيل، وجعلوا منه العشب الخارق للعادة، وأنه جاء في القرآن وما إلى ذلك، وهو عشب عادي جدا ولا يحيي الموتى. وقد نال إعجاب الناس لأنه جاء في القرآن، ولكن لماذا كل هذا الاهتمام بالزنجبيل وكل خشاش الأرض نافع. والزنجبيل إذا كان شراب الجنة فهو لا يشفي الأمراض، لأن الجنة ليس فيها أمراض، وليس فيها موت ولا أي لغو، كما قال سبحانه وتعالى: لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما. ولذلك جاء ذكر وصف الله سبحانه وتعالى عسل الجنة بأنه مصفى لقوله سبحانه وتعالى في سورة محمد : وأنهار من عسل مصفى. لأن العسل الذي سيتمتع به أهل الجنة ليس للشفاء لأن الجنة ليس فيها أمراض ولا موت و‘نما أكل وشرب، وعسل الدنيا يجب ألا يصفى لكي لا يفقد القوة الشافية الموجودة في المركبات التي تبقى فيه حين استخراجه من الخلايا.
وكثير من الناس تعاطوا لهذا العشب الذي لا يعادل القرفة والزعتر والكركوم في العلاج، وهي أعشاب تفوق الزنجبيل بكثير من حيث المكونات الطبية. والزنجبيل يصلح كشراب جيد ومسخن فقط ويمنع التقيء عند المرأة الحامل في الأشهر الأولى من الحمل، ويعرف الزنجبيل منذ القدم بكونه مريح للجهاز الهضمي، والمشهور في الطب النباتي القديم أن الزنجبيل له خاصية إزالة الغازات من الأمعاءcarminative، وربما تكون له خاصية منع الأكسدة لأنه يمنع تكون المركبات المسببة للآلام ويمتص الجذور الحرة. والمعروف عن الجانجرول أنه يمنع تكون الصفائح داخل الأوعية الدموية ويحفظ الجهاز الدموي من التصلبات والانسدادات.
الجهاز الهضمي
يساعد الزنجبيل على علاج الأمراض المتعلقة بالتأثير النفسي، والتي تجعل الجهاز الهضمي في محنة، وكل الأمراض التي تترتب عن الدوران والضعف والإحساس بالعياء وعدم الشهية والضجر. ويسهل شراب الزنجبيل التخلص من كل الأعراض التي تترتب عن الصدمة العصبية أو النفسية. والزنجبيل يحتوي على مكونات تحد من الاضطرابات على مستوى الجهاز الهضمي، وهناك أعشاب كثيرة معروفة ومألوفة لدى كل الناس، ولا تتطلب أي معرفة متخصصة، وليس لها أعراض جانبية خطيرة، ولذلك فالبلدان التي لا يتوفر فيها الزنجبيل وتتوفر فيها هذه الأعشاب فهي مفيدة للجهاز الهضمي.
التقيء عند المرأة الحامل
وينفرد الزنجبيل في إيقاف القيء عند المرأة الحامل في الثلاثة أشهر الأولى. ولكل عشب خاصية قوية في العلاج، وخاصية الزنجبيل القوية هي منع القيء عند النساء الحوامل، ويمكن أن يشرب بكمية كبيرة بدون أية أعراض جانبية ولا يضر أصحاب القرحة المعدية.
مزيل للآلام
يحتوي الزنجبيل على يعض الفلافونويدات التي تميزه على باقي النبات، ومنها الجانجيرولاتGingerols وهي مركبات تحول دون ظهور الآلام التي تترتب عن الروماتيزم المتعلق بالمفاصل والعظام على حد سواء. ويزيل الزنجبيل كل آلام العضلات وعدم الراحة وآلام المفاصل الحادة. وقد لاحظ الباحثون هذا الحادث عند الأشخاص الذين يتناولون الزنجبيل بانتظام. ويزيل آلام الرأس كما يساعد المصابين بالتصلب اللويحي والأعراض الأخرى المتعلقة بالعضلات.
الوقاية من سرطان القولون والمستقيم
كل المواد النباتية التي تحتوي على الفلافونويدات والبوليفينولات تقي الجيم من السرطان، لأنها كابحة للتأكسد وحابسة لانتشار الجذور الحرة. والزجبيل يحتوي على مركب الجانجيرول الذي يمثل المادة النشطة، وهذه المادة التي تكبح لخلايا السرطانية وتمنعها من النمو على مستوى القولون والمستقيم لما يكون تناول الزنجبيل بانتظام، كأن يكون مع الشاي مثلا أو مع أي مشروب دافئ. ولذلك فالزنجبيل لا يستعمل في العلاج أكثر ما يستعمل في الوقاية. وهو عشب عادي جدا وتناوله يكون كسائر النباتات التي يتناولها الناس، والذي ننصح به هو تناول الزنجبيل مع الطعام عوض استعماله كمادة للعلاج، وكذلك الكركوم والثوم والقرفة. وهي أعشاب نافعة جدا إذا كانت مصاحبة للأكل.
وللاستفادة من منافع الزنجبيل يستحسن أن يستهلك بانتظام مع الطعام، وهو من التوابل المنكهة، والمسخنة للجسم في الفصل البارد. وقد عرف سكان المغرب العربي استمال الزنجبيل في فصل البرد مع الشاي، وهو الاستعمال الذي يروق الجسم. وبعد فترة الاستعمار لم يعد الزنجبيل يستعمل إلا قليلا، ثم في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية نسي الناس كل الأعشاب وبقوا على التوابل المعروفة وهي الإبزار والفلفل والكمون وانخفض استعمال الكركوم الذي كان يستعمل بكثرة في كل الوجبات كما كان يشرب. والزنجبيل كان من ذي قبل شراب الرجال لأنه يسخن الجسم، وكان استعماله مع الشاي معروفا، وكانت النساء تطبخ الزنجبيل لكن مع ظهور المنتوجات الصناعية وتلاشي خبرة الطبخ أصبح الزنجبيل في سلة المنسيات.
هذه حقيقة الزنجبيل الذي يتهافت الناس على شرائه، فهو لا يتعدى النباتات الأخرى من حيث المركبات الكيماوية، ولا يأتي بمركبات خارقة، فكل الفلافونويدات واقية للجسم من السرطان خصوصا سرطان القولون والمستقيم والمعدة
ساحة النقاش