لا يصنف الرز مع الحبوب  لأنه ليس زرعا، وليس له سنابل، والحبوب التي جاءت في النظام الإسلامي كلها حبوب ذات سنابل، وربما يكون لفظ الزرع أضيق من لفظ الحب. إلا أن التصنيف النباتي يجعل الزرع مرادفا للحب. وهو ما يقابل المصطلح الأنجليزي cereal، وبما أن الرز يعتبر من الحبوب الغذائية الثمينة كذلك، فقد وضعناه في فقرة مستقلة عن الحبوب الأخرى. ونظرا لأهميته الغذائية بالنسبة لأكثر من نصف سكان الأرض، وهي القارة الأسيوية كلها وبعضا من الدول الأخرى، ونظرا كذلك لعدم وجود أمراض خطيرة وبكثرة في هذه البلدان، فإن الرز يدخل في النظام الغذائي السليم، والرز من الحبوب النشوية، لكنه يمتاز بكونه لا يحتوي على بروتين الكلوتن، وهو البروتين المسبب للحساسية بالنسبة لكثير من الناس، وكذلك المسبب لإسهال سيلياك، ويزيد في حركة المصابين بالمرض التوحدي. ويصبح الرز بالنسبة للمصابين بإسهال سيلياك الحب الوحيد الذي يمكن أن يستهلكوه. لكن الرز لا يعجن لأنه لا يحتوي على بروتين الكلوتن الذي يعطي للحبوب خاصية العجن، لأنه قابل للتمدد ويسمح بانتفاخ وتماسك العجين، ولذلك لا يصلح الرز للعجين لأنه يخلو من هذا البروتين. ويوجد حاليا كسكس ومكرونات من الرز كبديل عن القمح لأصحاب هذا المرض.

 

في كثير من بقاع العالم يراد بالأكل الرز، ويوجد الرز على مدار السنة وفي كل أنحاء العالم ويسد نصف حاجة سكان العالم من السعرات الحرارية. والفرق بين الرز الأسمر أو الرز الكامل والرز الأبيض هو الغلاف الخارجي لحبوب الرز، من حيث إذا أزيلت القشرة أو الغلاف الخارجي للرز فإنه يكون رزا أبيضا ويفقد مكوناته الهامة ومنها الفايتمينات والأملاح المعدنية والألياف الغذائية.

لماذا يتكلم الناس عن الرز الكامل كغذاء صحي وليس الرز الأبيض

تتسبب عملية تبييض الرز أو إزالة الغلاف الخارجي لتحويل الرز الأسمر إلى الرز الأبيض في إتلاف المركبات الغذائية الأساسية. ذلك أن الرز الأسمر يعتبر مصدرا أساسيا لكل من المنغنيز والسلينيوم والمغنيزيوم وكذلك الفايتمينات B3 وB6  وB1، ولما تزال القشرة الخارجية فإن الرز يضيع حوالي 67 % من الفايتمين B3 و80 % من الفايتمين B1 و90%  من الفايتمين B6 و50 % من المنغنيز ومثله من الفسفور و60 % من الحديد وكل الألياف الغذائية والحمضيات الذهنية. وفي كثير من الدول تضاف هذه العناصر إلى الرز الأبيض لإغنائه.

وبما أن الأرز غني بالألياف الغذائية والأملاح المعدنية فإنه يخفض من الكوليستيرول الخبيث LDL ويقس تناول الحبوب كاملة من أمراض القلب والشرايين وارتفاع الضغط خصوصا عند سن النساء بعد سن اليأس.

بينما تتضارب النصائح والأبحاث حول الأنظمة الغذائية التي تبقي الجسم سليما وبينما تتجه كل الاتهامات إلى الشحوم الحيوانية التي تتهجم عليها كل النصائح الطبية وتمنعها على المستهلك، كما تتجه هذه النصائح إلى تناول المواد الغنية بحمض الأوميكا 3 فإننا نزكي هذه الأقاويل لأن حقيقة الأمر ليس كذلك فالمشكل يكمن في انخفاض الألياف المتخمرة والألياف الغذائية الغير متخمرة ويكمن كذلك في عدم وجود المركبات الغذائية الطبية ومنها phytonutrents والمواد المضادة للأكسدة والليكنان وسكر الإنولين وهذه المركبات هي التي تنشط عوامل البروبيوتك في القولون لتقي الجسم من كل الويلات، ونعني بهذا التحليل أن الأنظمة الغذائية الحديثة لا تتناول الحبوب الكاملة بالقدر الكافي للجسم ومنها الأرز الكامل الذي يقي كذلك من أعراض السمنة والسكري من النوع الثاني وهو ما يسمى بالعرض الاستقلابي Metabolic syndrome، وكون السكري أصبح يكتسح المجتمعات المتمدنة فإن العامل الأساسي هو عدم استهلاك الحبوب الكاملة بالقدر الكافي وتعويضها باللحوم والألبان وعدم الحركة.

وتساعد الحبوب الحبوب الكاملة على الهرمونات عند النساء وتجنب الخلل في الدورة الشهرية عند البنات دون الثلاثين سنة ونظرا لاحتواء الرز الكامل وكذلك القمح الكامل والخرطال والشعير على الليكنانات والمكونات الطبية الأخرى مثل المضادات للأكسدة فإن حادث الحصى بالمرارة يمكن أن نجد له حلا عبر الألياف الغذائية لأنها تشد الصفراء في القولون ولا تتركها تعود إلى المرارة ثانية فيضطر الكبد إلى استقلاب الكوليستيورل لتمثيل الصفراء.

hedralandscape

....

  • Currently 120/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
40 تصويتات / 1075 مشاهدة
نشرت فى 20 أغسطس 2010 بواسطة hedralandscape

ساحة النقاش

شركة هيدرا لاعمال اتصميم الحدائق

hedralandscape
»

البحث في الموقع

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,107,436

Sciences of Life


Sciences of Life