جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
نستكمل سويا باقي مراحل الأدب العبري الحديث (قبل الدولة)
الفصل الثاني
(مرحلة الإحياء الصهيوني)
مع ثمانينيات القرن الماضي أخذت اللغة ترجع بين اليهود لصالح التيار الصهيوني الذي أخذ يتبلور ويشتد عوده تدريجيا في شرق أوربا ،وذلك بفعل العوامل الآتية:
أولا: اشتداد العداء لليهود في شرق أوروبا
في سبعينات القرن الماضي ، تزايدت الحملات المعادية لليهود في الإمبراطورية القيصرية، حيث أصدرت هذه السلطات ما سمي (بقوانين مايو)،وهي القوانين التي تتعارض مع مصالح الجموع اليهودية. ولقد تخفت هذه الحملات تحت ستار الوطنية، أو الحرص علي الدين ومصالح الكنيسة، ولكن الدافع لها كان غالبا محاولة السلطات القيصرية الإستبدادية إلهاء الجماهير المقهورة، وشغلها عما تعانيه من التخلف والطغيان، ومحاولة أقسام الطبقة البرجوازية الروسية التخلص من منافسة التجار اليهود، ووصلت هذه الحملات إلي ذروتها مع سلسلة المذابح الجماعية الموجهة ذد تجمعات اليهود وأحيائهم.
وعند تحليل هذه الأحداث نتوقف عند أمرين:
1- أن الجموع اليهودية لم تكن وحدها المستهدفة من اضطهاد قيصر روسيا في هذا الوقت، بل كان الإضطهاد موجها أيضا إي أتباع الحركة الثورية الروسية، وضد حركة البروليتاريا.
2- التجار الروس عملوا علي ترسيخ هذا الإضطهاد وتقويته وتأجيج أوراه، فمن شأن ذلك أن يساعدهم علي التخلص من منافسة التجار اليهود واستغلالهم ، وقد ساعد علي ذلك الموقف السلبي للحكومة الروسية التي لم تعمل علي إيقاف هذه المذابح أو حتي استنكارها.
ولا شك أن هذه الحملات قضت علي دعاوي حركة التنوير اليهودية ( الهسكالا) التي طالما بشرت جموع اليهود بأن مجتمعاتهم سوف تتقبلهم، وتمنحهم المساواة والأمان ، شأنهم شأن غيرهم من المواطنين، وجاءت هذه الموجات من الإضطهاد كرد علي مائة عام، هي عمر حركة الهسكالا ونشاطها في هذا المجال، ثم أصدر" ليونيسكر" كتابه الشهير " التحرير الذاتي" الذي يدعو اليهود إلي انتهاج طريق الصهيونية، للخروج من وضعهم المعقد، تحت رحمة الغرباء.
المصدر: أ.د/ زين العابدين محمود أبو خضرة (استاذ اللغة العبرية وآدابها)