وثوب لخينعة ذي شناتر على ملك اليمن
[ توليه الملك وشيء من سيرته ثم قتله ]
فوثب عليهم رجل من حمير لم يكن من بيوت المملكة يقال له لخنيعة ينوف . <30> ذو شناتر ، فقتل خيارهم وعبث ببيوت أهل المملكة منهم فقال قائل من حمير للخنيعة :
حمير للخنيعة :
تقتل أبناها وتنفي سراتها |
|
وتبني بأيديها لها الذل حمير |
تدمر دنياها بطيش حلومها |
|
وما ضيعت من دينها فهو أكثر |
كذاك القرون هل ذاك بظلمها |
|
وكان لخنيعة امرئ فاسقا يعمل عمل قوم لوط ، فكان يرسل إلى الغلام من أبناء الملوك فيقع عليه في مشربة له قد صنعها لذلك . لئلا يملك بعد ذلك ثم يطلع من مشربته تلك إلى حرسه ومن حضر من جنده قد أخذ مسواكا فجعله في فيه أي ليعلمهم أنه قد فرغ منه . حتى بعث إلى زرعة ذي نواس بن تبان أسعد أخي حسان وكان صبيا صغيرا حين قتل حسان ثم شب غلاما جميلا وسيما ، ذا هيئة وعقل فلما أتاه رسوله عرف ما يريد منه فأخذ سكينا حديدا لطيفا ، فخبأه بين قدمه ونعله ثم أتاه فلما خلا معه وثب إليه فواثبه ذو نواس فوجأه حتى قتله ثم حز رأسه فوضعه في الكوة التي كان يشرف منها ، ووضع مسواكه في فيه ثم خرج على الناس فقالوا له ذا نواس أرطب أم يباس فقال سل نخماس استرطبان ذو نواس . استرطبان لاباس - قال <31> ابن هشام : هذا كلام حمير . ونخماس : الرأس - فنظروا إلى الكوة فإذا رأس لخنيعة مقطوع فخرجوا في إثر ذي نواس حتى أدركوه فقالوا : ما ينبغي أن يملكنا غيرك : إذ أرحتنا من هذا الخبيث .
فملكوه واجتمعت عليه حمير وقبائل اليمن ، فكان آخر ملوك حمير ، وهو صاحب الأخدود ، وتسمى يوسف فأقام في ملكه زمانا .
ساحة النقاش