التطبيع مع دولة إسرائيل جريمة:
أستمع من حين للآخر إلى بعض التونسيين المنتمين إلى أحزاب سياسية يصرّحون بقول يفيد القبول بربط علاقات سياسية واقتصادية طبيعية مع دولة إسرائيل، وقرأت لبعض المفكرين مقالات في هذا الاتجاه أيضا. ويستندون في تبرير ذلك إلى أسباب واهية مثل الحفاظ على العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية والمصالح الاقتصادية.
أقول لهم إنّ لنا علاقات مع دولة كوبا ومع دولة كوريا الشمالية ومع فينيزويلا، وهي دول في عداء مع الولايات المتحدة، فهل سنقطع علاقتنا بالدول المعادية للولايات المتحدة كي ننال رضاها؟
وثمة من يرفض التنصيص على تجريم التطبيع مع دولة إسرائيل ضمن بنود دستور تونس ما بعد الثورة بتعلّة ترك حقّ تقرير المصير لشعب فلسطين. فإذا كتبنا فصلا يشير إلى تجريم التطبيع في دستورنا ، في رأيهم، قد نجد أنفسنا في وضع محرج إذا تفاوض الفلسطينيون مع دولة إسرائيل وتوصلوا إلى حلّ سلمي.. .
أقول لهؤلاء : إنّ القدس محجّة المسلمين وهي أرض إسلامية وعربية ومسيحية، والوجود الإسرائيلي عليها تدنيس لها. فهل سنقبل أن يمنع عنّا الملك سعود الحجّ إلى مكّة أو المدينة المنوّرة( على فرض أنّه فعل ذلك)؟
فكما إنّ مكة والمدينة مدينتان إسلاميتان لا يملك الملك سعود المحترم الهيمنة الكاملة عليها إلاّ في حدود سياسة المواطنين السعوديين، فإنّ القدس لا يملكها المقدسيون إلاّ من ناحية سياسة معاشهم عليها ولا يملكون حقّ تسليمها إلى العدو الإسرائيلي، ولو في إطار اتفاق لا قدّر اللّه.
القدس أمانة لدى المقدسيين كما مكة والمدينة أمانة لدى السعوديين. ويجب على كلّ الأقطار الإسلامية أن تجرّم التطبيع مع دولة إسرائيل حتّى يستردّ الشعب الفلسطيني المستضعف حقوقه في الحرية والاستقلال والكرامة ويمسك القدس عاصمة له وتعود ثالث مكان يحجّ إليه المسلمون كما كانت عبر تاريخ طويل.
وتونس القطر العربي المسلم رائد الربيع العربي أولى أن يؤكّد على ذلك بوضع نص ضمن الدستور يجرّم التطبيع مع المغتصب الصهيوني.
د.حسن الجمني
12مارس 2012
ساحة النقاش