أتذكرين عندما كان الليل يعانقني
في مدينة لا يسكنها سواي
كنت أمشي في شوارعها
أمشي على غير هدى
فلا شيء ينتظرني ولا أنتظر شيء
أنا فيها غريبة وهي سبب غربتي
أرى سوادا لا أعلم هو بداخلي أم بداخلها
أشم فيها رائحة احتراق أحلامي
وتسرب أيامي من بين أصابعي
أرى غبار الماضي يتطاير من خلف الركام
فيوقظ بداخلي كل ما هو أليم
يوقظني على واقع مدينتي
لا أمل لا أحلام لا ضوء يأتي من بعيد
تمضي الأيام بلا شروق
لا مكان للجوع بها
فهي تشبعني ألما وقهرا ووحدة
تلك مدينة مبانيها عالية ,,خاوية
تحجب عن خيالي التحليق خارجها
أشجارها مغبرة باهته
أغوص عميقا في ذاكرتي كي أجد لونها الأخضر
نهرها كأنه فقد لونه من الام وأحزان البشر
وأصبح بائسا يسقي البؤس
نسيمها يحمل رائحة الفقد والخذلان
أتنفس هوائها لأختنق
مطرها مشبع بالسواد يزيد أرضها ظمئا
مدينة غريبة
تتلقفني من كل طريق
وكأن كل الطرق تؤدي اليها
وكأن كل ما يدور بداخلي
يقودني الى ذات المصير
آه كم أتمنى أن أضيع مفاتيحك
أن ينساني طريقك
قد أكون غادرتك
واهتديت لطريقي من بعدك
لكنكِ لم تغادري ذاكرتي
وأنا أكتب اليكِ
لأنكِ تركتِ أثرا لا يمحوه أي فرح
لأخبرك أنني قد أزورك يوما ما
لكنني سأغادرك حتما
فلا تنتظريني
وأنا أكرهك فلا تحبيني
قد تقيديني دقائق ساعات أو ايام
لكنكِ عن محاربة جدرانك لن تمنعيني