المغرب: بعض طرق انتاج البلطي النيلي
إعداد/محمد شهاب
أحواض تجري تربية البلطي في الأحواض باستخدام مدخلات متنوعة مثل المخلفات الزراعية (النخالة، مخلفات استخلاص الزيت، النباتات والأسمدة العضوية)، الأسمدة غير العضوية والأعلاف. ويمكن أن يصل إنتاج الاستزراع متعدد الأنواع للبلطي مع الكارب باستخدام المخلفات الزراعية والإدارة الجيدة في التخزين إلى 5 طن/هكتار أو يزيد. أما في النظام وحيد النوع فإن روث الحيوان يمد الحوض بالعناصر الغذائية التي تحفز إنتاج البلانكتون الذي يتغذى عليه البلطي النيلي عن طريق الترشيح. ويختلف محتوى السماد العضوي من العناصر الغذائية طبقاً لنوع الحيوان. فروث الجاموس يحتوى على معدل أقل من العناصر الغذائية مقارنة بروث الدجاج والبط. إلا أن الحصول على مستويات كافية من العناصر من السماد العضوي قد يؤدي إلى خطورة نقص الأكسجين بالماء بسبب الحمل العضوى الزائد. ولذلك يستخدم السماد العضوي وغير العضوي معا في الأنظمة الإنتاجية ذات المدخلات الفقيرة. ففى تايلاند، يؤدي استخدام روث الدواجن بمعدل 200 - 250 كجم (الوزن الجاف) أسبوعيا/هكتار مع اليوريا والسوبر فوسفات الثلاثى بمعدل 28 كجم نيتروجين/هكتار/أسبوع و7 كجم فسفور/هكتار/أسبوع إلى إنتاج صافي قدره 3.5-4.5 طن/هكتار في 150 يوما من التربية عند كثافة سمكية تبلغ 3 سمكات/ م2 (8-11 طن/ هكتار/عام). ويمكن الحصول على إنتاج مماثل عند استخدام السماد غير العضوي فقط إذا كانت القلوية (مصدر للكربون) كافية. ففي هندوراس يبلغ المحصول 7,3 طن/هكتار عندما توضع الأسماك بكثافة سمكتين/م2، مع التسميد بروث الدجاج بمعدل 750 كجم (وزن جاف)/هكتار، إضافة إلى 1,14 كجم نيتروجين/هكتار، أما الفسفور فهو متوفر طبيعيا في الماء. وهذه الاستراتيجية في التسميد تنتج أسماكا يصل وزنها 200- 250 جم في خمسة شهور. وعند الرغبة في الحصول على أحجام أكبر وأسعار تسويقية أعلى يلزم استخدام العلف المصنع. وتوجد استراتيجيتان لخفض تكاليف الإنتاج للسوق المحلى في الدول النامية هما تأخير التغذية واستخدام العلف المكمل. ففي تايلاند يوضع البلطي في الأحواض بكثافة 3 سمكات/م2، حيث ينمو حتى حجم 100- 150 جم في فترة حوالى ثلاثة شهور باستخدام السماد فقط. بعد ذلك تغذى الأسماك على العلف المكمل بمعدل 50% من درجة الشبع حتى تصل السمكة إلى 500 جم. ويبلغ متوسط الحصاد الصافي حوالى 14 طن/هكتار أي ما يعادل 21 طن/هكتار/سنة. وعلى العكس من ذلك، فإن الإنتاج يبلغ 3,4 طن/هكتار عندما يستخدم سماد الدواجن الجاف بمعدل 500 كجم/هكتار أسبوعيا إضافة إلى استخدام العلف بنسبة 1.5% من وزن الأسماك، ست مرات في الأسبوع. إلا أن هذا النظام أقل ربحا من استخدام سماد الدواجن مع اليوريا. ويعتمد الكثير من المزارع شبه المكثفة بشكل كلي على العلف الصناعى الجيد لتربية البلطي في الأحواض الترابية. وتخزن ذكور البلطي بكثافة 1-3 سمكة/م2ليصل وزنها إلى 400- 500 جم في 5- 8 شهور، اعتمادا على درجة حرارة الماء. ويبلغ المحصول في المتوسط 6- 8 طن/هكتار، إلا أنه قد تم تسجيل حصاد قدره 10 طن/هكتار في شمال شرق البرازيل حيث أن المناخ وجودة المياه نموذجيان للتربية. وتتم المحافظة على الأكسجين الذائب في الماء عن طريق تغيير 5-15% من حجم الماء بالحوض يوميا. كما يمكن الحصول على محصول أعلى من الأسماك الكبيرة (600-900 جم/سمكة) في مناطق أخرى باستخدام العلف عالى الجودة (حتى 35% بروتين)، مراحل التربية المتكررة (إعادة تخزين الأسماك بكثافات منخفضة حتى ثلاث مرات)، تغيير الماء بمعدل مرتفع (حتى 150% من حجم الحوض يوميا) والتهوية المستمرة (بمولدات هواء تصل قدرتها حتى 20 حصان/هكتار). وغالبا ما يتم بيع الأسماك الناتجة من هذه الأنظمة المكلفة على صورة شرائح للأسواق التصديرية. الأقفاص العائمة تجري تربية البلطي بكثافات عالية في الأقفاص العائمة في البحيرات الكبرى والخزانات المائية في العديد من الدول بما فيها الصين، اندونيسيا، المكسيك، هندوراس، كولومبيا والبرازيل. وتؤثر سعة فتحات الشباك بالأقفاص تأثيرا كبيرا على الإنتاج، ولذلك يجب ان تكون هذه السعة 9,1 سم أو أكبر حتى يمكن دوران وتجديد الماء بالقفص باستمرار. وتمتاز التربية في الأقفاص بالعديد من المزايا. فأسماك البلطي لا تتناسل داخل الأقفاص وبذلك يمكن تربية البلطي المختلط دون قلق من مشكلة التناسل المستمر والأقزمة. كما أن البيض يسقط من فتحات القفص أو لا يستمر في التطور بعد إخصابه. كما تتضمن المزايا الأخرى:
استخدام المسطحات المائية التي لا يمكن تجفيفها والتى لا تصلح للاستزراع المائي.
مرونة الإدارة واستخدام وحدات إنتاجية متعددة.
سهولة وقلة تكلفة الحصاد.
سهولة متابعة تغذية، سلوك وصحة الأسماك.
قلة التكاليف الإنشائية مقارنة بأنظمة الاستزراع الأخرى.
إلا أن للأقفاص العائمة بعض العيوب منها:
خطر فقد الأسماك بسبب الطيور أو تحطم القفص بسبب العواصف.
قلة تحمل الأسماك في الأقفاص لسوء جودة الماء.
الاعتماد الكلى على الغذاء عالي الجودة.
الفرصة الكبيرة لحدوث وانتشار الأمراض.
وتتفاوت الأقفاص كثيرا في أحجامها ومواد صناعتها. ففى البرازيل تتراوح أحجام الأقفاص والكثافات السمكية بالأقفاص بين 4 م2 (200- 300 سمكة/م3) و 100 م3 أو أكثر (25- 50 سمكة/م3). ويتراوح الإنتاج بين 50 كجم/م3 في الأقفاص البالغ حجمها 100م3 إلى 150 كجم/ م3 في الأقفاص البالغة 4 م3 في الحجم. وفي كولومبيا يتراوح حجم الأقفاص بين 7,2 – 45 م3 يتم تخزينها بأسماك (ذكور وحيدة الجنس) أوزانها 30 جم، ثم تجرى تربيتها حتى تصل إلى 150-300 جم في 6-8 شهور. وتجري تغذية الأسماك بعلف طافي (24-32% بروتين). وتمثل الإصابة بالبكتريا من نوع (Streptococcus) مشكلة هامة، كما تبلغ نسبة الإعاشة 65%. أما المحصول السنوى عند كثافة 160-350 سمكة/م3 فيتراوح بين 76-116 كجم/م3. الخزانات والمجاري المائية تجرى تربية البلطي في خزانات ومجارى مائية مختلفة الأحجام (10-1000 م3) والأشكال (دائرية، مستطيلة، مربعة وبيضاوية). وإحدى الخصائص الهامة في تصنيع الخزان هى قدرته على التخلص من النفايات والمخلفات الصلبة. ويعتبر الخزان الدائري الذي يحتوى على صرف مركزي (في الوسط) هو أفضل التصاميم كفاءة. ويتراوح معدل تغيير الماء من 0.5% من حجم الخزان في اليوم وحتى 180 مرة في اليوم في المجارى المائية. ويعتمد المعدل البطيء لتغيير الماء في الخزانات على النيترة (nitrification) (أكسدة الأمونيا والنتروجين إلى نترات) التي تحدث في عمود الماء لإزالة المخلفات النتروجينية السامة، بينما تعتمد المجارى المائية على تيار الماء لصرف المخلفات خارج المجرى. ويوجد نوع من الاستزراع في الخزانات يعرف باسم "النظام الموسع /المكثف المختلط" (combined extensive-intensive) أو نظام ديكيل (Dekel system). وفي هذا النظام يتم دوران الماء بين خزانات التربية وأحواض تخزين أرضية كبيرة تعمل كمرشح بيولوجى للحفاظ على جودة الماء. ويتراوح التناسب بين حوض التربية وحوض التخزين الأرضي بين 10:1 إلى 118:1 أو أكثر. وتستخدم التهوية في هذا النظام لزيادة الإنتاج بالخزانات، نظرا لأن الأكسجين الذائب يكون عادة العامل الرئيسى المحدد لجودة الماء. وتتراوح الكثافة السمكية في المجارى المائية بين 160-185 كجم/م3، وكذلك يتراوح معدل الحمل السمكي (maximum loading) بين 1.2-1.5 كجم/لتر/دقيقة. والإنتاج الشائع من المجارى المائية هو 10 كجم/م3/شهر، نظرا لأن الماء لا يكون غالبا كافيا للوصول إلى الإنتاج الأقصى. إلا أن إنتاج الخزانات يكون أقل بكثير من إنتاج المجارى المائية بسبب التغيير المحدود للماء، ولكن كفاءة استخدام الماء تكون أعلى بكثير في الخزانات. الأنظمة الدائرية لقد تم ابتكار وتطوير الأنظمة الدائرية لتربية البلطي طول العام في المناطق المعتدلة، وذلك من خلال التحكم في ظروف التربية. وعلى الرغم من تفاوت عناصر تصميم الأنظمة الدائرية، إلا أن المكونات الرئيسية تتكون من خزانات تربية، وسيلة لإزالة المخلفات الصلبة، مرشح بيولوجى، مولد هواء أو مولد أكسجين ووحدة لإزالة الغازات. وقد تستخدم بعض الأنظمة بعض وسائل وإجراءات المعالجة الأخرى مثل استخدام الأوزون، اختزال النترات عبر النيتريت إلى نتروجين (Dentirification) وتشتيت الرغاوي (الزبد). وعادة تكون أحواض التربية دائرية للمساعدة في تسهيل إزالة المخلفات الصلبة، إلا أن الأحواض ثمانية الأضلاع والمربعة ذات الأركان الدائرية تعتبر بديلا مناسبا وكذلك تؤدى إلى الاستخدام الأفضل للحيز الفراغي. ويستخدم المرشح الأسطواني (الطبلة) بشكل كبير في إزالة المخلفات الصلبة على الرغم من استخدام بعض الأنواع الأخرى (المرشحات الحبيبية، المرشحات الأنبوبية). وتتكون طرق إزالة الأمونيا من مرشح أرضى متحرك يغمر بالماء، المرشح الرشاش (trickling filter)، مرشح رملي أو موصل بيولوجى دوار (rotating biological contactor). وفي الأنظمة التي تجرى تهويتها تحدث مرحلة من التهوية الشديدة ليتم من خلالها طرد ثانى أكسيد الكربون إلى الخارج. وفترة دوران الماء واستعادته بالحوض بالكامل هى فترة قصيرة نسبيا (حوالى ساعة) يتم خلالها إزالة المخلفات الأيضية ثم يعود الماء للحوض في صورة جيدة. ومعظم الأنظمة الدائرية يتم تصميمها لإحلال 5-10% من المياه بمياه جديدة يوميا. وهذه النسبة من التغيير تمنع تراكم النترات والمواد العضوية الذائبة التي تسبب عند تراكمها مشاكل بالحوض. وتتراوح معدلات الإنتاج في الأنظمة المغلقة بين 60-120 كجم أو أكثر/م3 من خزان التربية. إلا أن الإنتاج النهائي القائم ليس هو أفضل دليل على كفاءة النظام. ولكن أعلى كمية غذاء يومي تعطى للأسماك هى دليل أفضل على الإنتاجية والكفاءة. فالمدخلات الغذائية والعوامل الأخرى التي تزيد من الإنتاج يمكن معرفتها من خلال معامل الإنتاج إلى القدرة (production to capacity; P/C ). ففي حالة البلطي فإن هذا المعامل ربما يزيد على 4.5. كما يصبح ضروريا أن يزيد هذا المعامل على 3 لكى يكون هذا النظام مربحا. ويلزم للوصول إلى معامل P/C مرتفع استخدام ممارسات إدارية مكثفة.
الغذاء المصنع المتكامل (الذي يحتوى على قدر كاف من البروتين، الدهون، الكربوهيدرات، الفيتامينات والأملاح) متوفر حاليا في الدول الصناعية، كما أنه متوفر ويصنع كذلك في الدول النامية، مما يساعد على تصدير منتجات عالية الجودة للأسواق الخارجية. وربما يتم استيراد بعض العناصر الغذائية مثل فول الصويا ومسحوق السمك. واستخدام العلف المصنع لإنتاج البلطي للسوق المحلى في الدول النامية يكون غالبا عالى التكلفة. ولذلك يتم استخدام الأسمدة العضوية والمخلفات الزراعية حيث أنها أكثر جدوى اقتصادية. وفي الدول النامية التي تنتج البلطي للسوق المحلى فقط، فإن المزارعين يعتمدون بصورة أساسية على الأسمدة العضوية والمخلفات الزراعية، حيث أن العلف الصناعى لا يكون متوفرا بشكل منتظم.
ساحة النقاش