مصرف بحر البقر طلقة في رأس الثروة السمكية بالمنزلة
محمد شهاب/إعداد
مصرف بحر البقر" والذي يبلغ طوله حوالي 190 كيلو متر، ويمتد في عدة محافظات بجمهورية مصر العربية بداية من جنوب القاهرة مرورا بالشرقية،لينتهي بمحافظة الدقهلية ببحيرة المنزلة المليئة بالأسماك المهددة بالإنقراض بسبب قمامة بحر البقر، فضلا عن أنه يضخ أكثر من 7 ملايين متر مياه مكعب يوميا ويروي أكثر من مليون ونصف فدان زراعي.
منذ أن تأسس مصرف بحر البقر كان الهدف الأول أن يكون مصرف زراعي إلي أن تبدل الأمر بقرار حكومي"بالسبعينيات" ليتحول لكارثة بكل المقاييس بحق الإنسان المصري، فأصبح المصرف يستقبل الصرف الصحي "المعالج والغير معالج" لبعض المدن الكبرى التي تطل عليه، فضلا عن استقباله للمبيدات والأسمدة من الصرف الزراعي وأيضا مخلفات المصانع الثقيلة، ليكون الأمر كارثيا بتهديد ساكني المدن المطلة عليه بالأمراض والأوبئة المميتة، وكان نصيب مدن الدلتا نصيب الأسد من هذه الأمراض، فضلا عن أن الشرقية أكثر المحافظات إصابة "بفيروس سي".
والجدير بالذكر وطبقا للدراسات التي أجريت على مياه بحر البقر كونه أخطر مصادر التلوث للبيئة، تبين أنها بالغة الضرر بصحة الإنسان والحيوان والثروة السمكية بالمصرف، بسبب التلوث الناجم عن المخلفات الصناعية والزراعية والقمامة الملقاة بالمصرف، والتي قد تصيب الأسماك التي تتغذي من المصرف بأمراض خطيرة تنتقل للإنسان في حال تناولها كأطعمة،كالفشل الكلوي وأمراض الكبد وأيضا أمراض جلدية وصدرية والأمراض المتوطنة.
فيما تعاني قرى مركز فاقوس وقري مركز حسينية فاقوس ومركز بلبيس والأكثر تضررا من مصرف بحر البقر كونهم أكثر تلاصقا وإطلالا على المصرف، من التلوث الناجم عن القمامة المتراكمة بمياه المصرف منذ عشرات السنوات، وبتعاقب فصول السنة يتعاقب عليهم أنواعا غريبة وشرسة من الناموس والبعوض والحشرات الزاحفة والطائرة والتي تلتهمهم وتنقل لهم أمراض خطيرة.
وأوضحت "فيكتوريا عبد الشهيد" من "عزبة فوزي" أن العزبة تطل علي المصرف من الجهة المليئة والمتكدسة بالقاذورات والقمامة والحيوانات النافقة، وذكرت أنها ترى بعض السيارات المحملة بأكوام من القمامة والحيوانات والمخلفات ومن ثم إلقائها بالمصرف دون رادع أو مانع لهم، وكل يوم تتراكم القمامة في المصرف لدرجة أنها أصبحت جسرا يمر عليها الأطفال للبر الأخر.
وتابعت:أخر عملية تطهير للمصرف منذ فترة زمنية طويلة، وكان التطهير بداية كوبرى أبو خليل انتهاء بكوبري سعود، وتركوا مسافة قد تصل 5 كيلو مترات دون تطهير ورفع القمامة بها، لذا ناشدت "عبد الشهيد"وزارة البيئة ووزارة الري بتطهير المصرف لإنقاذ المواطنين من الأمراض المميتة والناموس والحشرات الطائرة.
كان في الفترة السابقة أيام الرئيس السابق "حسني مبارك" طائرات هيليكوبتر تحلق فوق بحر البقر وترش المصرف للحقضاء علي الزواحف والحشرات والناموس، أما الآن لم نعد نري من يهتم بحالنا وحتي لو الناموس أكلنا........حسبما قالت "فاطمة من حسينية فاقوس".
وأكد "عمرو" أحد أبناء القرى المطلة علي مصرف بحر البقر أن المياه بالمصرف ملوثة ونعلم أنها ستتسبب في أمراض خطيرة لنا، ولكن لا بديل أمامنا، ونضطر لأن نسقي منها الزرع ويتغذي عليها السمك ونسقي منها الحيوانات والمواشي.
وأكد المهندس "مسعد سليمان" بشركة مياه الشرب والصرف الصحي بمحافظة بور سعيد، على انهيار الثروة السمكية من أفضل وأجود أنواع السمك التي تنتجها سنويا بحيرة المنزلة، ويرجع ذلك للتلوث الناجم من مصرف بحر البقر والذي يصب في بحيرة المنزلة ممها يهدد الثروة السمكية.
فيما نادي "سليمان" بضرورة منع صب الصرف الصحي للمدن، وصرف المصانع بمعادنه الثقيلة والزرنيخ والمواد الصلبة في مصرف بحر البقر،وتطهير المصرف تماما من كل الملوثات والقمامة التي تعدي عمر وجودها بالمصرف عشرات السنوات دون اهتمام المسؤلين، للحفاظ على الثروة السمكية وبالمقام الأول حفظ الإنسان وحمايته من الأمراض الناجمة من كابوس الخطر "مصرف بحر البقر".
ساحة النقاش