فيتنام تخوض غمار إنتاج الكافيار الأبيض
إعداد/محمد شهاب
في مزرعة لسمك الحفش جنوب فيتنام، يخرج ملك الكافيار الفيتنامي لي آن دوك سمكة ضخمة من مياه بحيرة اصطناعية، قائلا «إنها بيضاء». فبيض سمك الحفش الأبيض هو ذهبي اللون وليس أسود وثمنه مرتفع جدا بسبب ندرته، فأربعون بيضة من أصل نصف مليون تجمع في هذه المزرعة هي ذهبية اللون. ويباع الكيلوجرام الواحد من كافيار الحفش بسعر قد يصل إلى 100 ألف دولار، أي أكثر بعشر مرات من الكافيار الأسود العادي الذي يترواح سعره بين 5 و10 آلاف دولار في الأسواق العالمية، بحسب العاملين في هذا المجال.ويطمح دوك رجل الأعمال الحاذق الذي يحب الرهانات إلى نشر كافياره على المائدات الفاخرة في أنحاء العالم أجمع. وتعد روسيا، مهد تذوق الكافيار تقليديا بالملعقة مع كأس فودكا، السوق الرئيسية للبطارخ الذهبية.
وقال لي آن دوك صاحب علامة «كافيار دو دوك» خلال جولة في مزرعته الواقعة في منطقة دالات «إذا بعنا منتجاتنا في روسيا حيث من الرائج تناول الكافيار، فالناس سيدركون أن منتجاتنا تتمتع بنوعية جيدة جدا» .وقد أبرمت شركته عقدا مع مستورد روسي لتصدير ما بين طنين وأربعة أطنان من البطارخ في العام 2015، بالرغم من المخاوف الناجمة عن تراجع سعر صرف الروبل الروسي.وقد تراجع الإنتاج العالمي للكافيار تراجعا شديدا في الثمانينيات إثر التلوث والصيد المفرط في بحر قزوين حيث تنتشر أكبر نسبة من سمك الحفش.ففي خلال 30 عاما تقريبا، انخفض الإنتاج من 3 آلاف طن في السنة الواحدة إلى حوالى صفر. وفي العام 1988، فرضت اتفاقية الأمم المتحدة للاتجار الدولي بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض حصصا صارمة جدا لصيد الحفش المهدد بالانقراض.فخاضت عدة بلدان بالتالي مجال تربية السمك، من الولايات المتحدة إلى الصين، مرورا بفرنسا. وتعد اليوم إيطاليا أكبر منتج عالمي لكافيار المزارع، لكن جهات أخرى، مثل فيتنام، تطمح إلى امتلاك حصص في هذه السوق.
أما روسيا وإيران اللتان كانتا تهيمنان على السوق وقت كان الصيد في بحر قزوين غير خاضع لقيود، فهما تأخرتا في هذا المجال، إذ يتطلب الأمر سبع سنوات على الأقل لينضج سمك الحفش.وبات الإنتاج العالمي يوازي اليوم 250 طنا في السنة الواحدة، كله تقريبا من حفش المزارع، بحسب تقديرات الجمعية العالمية للحفاظ على الحفش (دبليو سي اس سي).
ويملك دوك ست مزارع أسماك مع أحواض اصطناعية فيها ما مجموعه 500 ألف سمك حفش. وقد بلغ إنتاج المزارع هذه السنة 5 أطنان من الكافيار، ويطمح صاحبها إلى زيادة الإنتاج ثلاث مرات بحلول العام 2017. وقال الفيتنامي البالغ من العمر 36 عاما والذي عاش عدة سنوات في روسيا «يعد الكافيار اليوم منتجا فاخرا … لكنه أيضا منتج سليم ولذيذ»، وينبغي التشجيع على تناوله.
ويشهد الطلب العالمي على الكافيار ارتفاعا متواصلا في آسيا والشرق الأوسط. ويبدو أن فيتنام المعروفة بتربية الأسماك تتمتع ببعض المزايا، بالرغم من الانتقادات التي توجه إليها. ويؤكد دوك أنه لا يستخدم المضادات الحيوية والهورمونات في تربية الأسماك، كما أنه لا يستعمل المواد الحافظة، مفضلا اعتماد الملح بحسب الأساليب التقليدية. عندما خاض دوك غمار هذا المشروع في العام 2005 مع 50 ألف سمكة حفش صغيرة، قال له الخبراء الروس الذين استعان بهم أن المياه الفيتنامية جد ساخنة لتربية هذه الأسماك. لكنه أثبت لهم العكس، فقد تكيفت الأسماك مع مياه أشد حرا بعشر درجات مئوية من موطنها الطبيعي. وهو بدأ بإنتاج الكافيار في العام 2013. وهو يستذكر مبتسما «قال لي العلماء إنني مجنون
ساحة النقاش