إعداد/محمد شهاب
نشرة ارشادية للمهندس / محمد شوقي القطان
انخفاض درجة الحرارة شتاءً لا يؤدي لانخفاض العمليات الحيوية والكيميائية للأسماك فقط، بل لا يسمح بنمو الغذاء الطبيعي من ناحية، ومن ناحية أخرى يقلل من نشاط إنزيمات Lysozyme ، التي (تفرز أجسام مضادة لقتل البكتريا) وكذلك تقلل من طبقة المخاط Mucus وهو (أول خط دفاعي للأسماك لما تحتويه من جلوبيولين مناعي)، وفي دراسة وجد أن درجة (14 ± 2 ْم ) تقلل من نشاط إنزيمات Lysozyme في السيرم والأمعاء وطبقة المخاط ونسبة الخلايا المناعية Lymphcytes ،Monocytes، Basophiles ، ونشاط Hemolytic ونسبة الهيماتوكريت وتركيز الهيموجلوبين وبروتينات السيرم الكلية ولكن ترفع من نسبة جلوكوز الدم في البلطي النيلي (أي انخفاض المناعة الطبيعية للأسماك).
- ليس هناك عامل يؤثر بمفرده على تطور ونمو الأسماك كما تؤثر درجة الحرارة، فارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة بشكل كبير يكون له تأثير سيء على الأسماك لما يسبب لها من إجهاد Stress ، يؤدي بالطبع إلى نفوقها، والتي يكتب لها النجاة تكون عرضة للإصابة بالأمراض وضعف النمو، كذلك تؤثر درجة الحرارة على التنفس والنمو والتكاثر وكل العمليات البيوكميائية في جسم الأسماك، علاوة على تأثيرها على درجة ذوبان الأوكسجين في الماء، كذلك تمتنع الأسماك عن الأكل بالارتفاع أو الانخفاض الشديد في درجة الحرارة ،نتيجة تأثيرها على النشاط الإنزيمي المسئول عن تحفيز معظم التفاعلات الحيوية، حيث وجد أن درجة الحرارة تؤثر على عملية الهضم والامتصاص، لذا يفضل وقف التغذية للبلطي عند أقل من 18 ْم، لأن البلطي في هذه الحالة يكون غير قادر على هضم الأعلاف نتيجة لعدم إفرازه لإنزيمات الهضم.
- التعرض المفاجئ للتغير في درجة حرارة الأسماك، سواء بالزيادة أو النقص في حدود 20 ْم ، يؤدي للنفوق بالصدمة الحرارية Thermal shock حيث تنكسر كرات الدم الحمراء، ويحدث خروج للهيموجلوبين، بل قد تموت الأسماك لو كان الفرق في درجات الحرارة حوالي 5 ْم ،عند النقل أو التذبذب في درجة الحرارة، بينما تتحمل الأسماك التغير التدريجي في درجة الحرارة ، حيث تم نقل أسماك من 25 – 32 ْم تدريجياً دون إجهاد، وقد وجد أن الأسماك تتحمل ارتفاع درجات بصورة أكبر من تحمل الانخفاض.
* الاحتياطات الواجب مراعاتها أثناء التشتية وتشمل:-
1- يجب أن تكون أحواض التشتية صغيرة الحجم (من ربع إلى واحد فدان) لضمان التحكم في عملية التشتية، كذلك يفضل أن يكون هنا أكثر من حوض لتشتية كل نوع من الأسماك.
2- يفضل أن تكون أحواض التشتية ذات عمق لا يقل عن 2متر، مع إنشاء قنوات داخلية حتى تهرب الأسماك إليها عند فترات البرودة الشديدة.
3- الاهتمام بعمليات الخدمة من تجفيف لدرجة التشقق والتطهير بالجير الحي، والذي يتخلل التربة بعمق 3سم ، مما يقضي على الأطوار المتجرثمة للميكروبات المعدية خاصة فطر السابرولجنيا ، الذي ينتشر على أرضية لحوض في الشتاء ليصيب الأسماك المهيأة للعدوى.
4- يفضل تشتية الزريعة الناتجة من تفريخة الربيع لما تتميز به من زيادة معدل النمو والمناعة الطبيعية.
5- الاهتمام بتغذية الزريعة بعليقة صناعية مخصصة لفترة التشتية، تتميز بارتفاع محتواها من الطاقة الكلية (30%بروتين+5% دهون)، مع مراعاة حجم حبيبات العلف ومعدلات التغذية وعدد مرات التغذية ،وتنخفض التغذية بالتدريج عند انخفاض درجة الحرارة عن 20 ْم ثم تتوقف تماماً عند15 ْم.
6- الاهتمام ببرنامج التسميد العضوي والكيماوي والذي يوفر للزريعة الغذاء الطبيعي المفضل لها في الأعمار الصغيرة، بينما يتم إيقافه تماماً أثناء فترة التشتية نظراً لانخفاض درجة الحرارة التي لا تستطيع تحليله مما قد يسبب مرض عفونة الخياشيم Gill rot desaese .
7- مراعاة الكثافة العددية للزريعة في وحدة المساحة، بما يتناسب مع الحجم المستهدف لبدء موسم التربية الجديد، والذي يتوقف على نوع الاستزراع ( غير مكثف،نصف مكثف، مكثف) فكلما زاد العدد في وحدة المساحة قل الحجم.
8- يتم رفع عمود المياه لأكثر من مترين عند بدء انخفاض درجة الحرارة عن 20 ْم في شهر ديسمبر.
9- يفضل احاطة أحواض التشتية بسياج من الغاب والبوص والأشجار خاصة من الناحية الشمالية والغربية، لتفادي أثر النوات الباردة أثناء الشتاء، مع تغطية جزء من الحوض بقش الأرز أو الحطب أو الغاب لعزل الصقيع عن مياه الحوض.
10- ينصح بوضع عدد من 150سمكة مبروك عادى (بوزن 50جم / سمكة) بحوض تشتية البلطي، لإحداث شيء من العكارة المرغوبة، نتيجة تقليبه لتربة القاع، حيث ثبت أن جزيئات الطين والمواد العالقة تمتص الضوء الساقط على سطح الماء، فقد وجد أن 53% من الضوء يتحول إلى حرارة خلال المتر الأول من سطح الماء وبالتالي كلما زادت العكارة زادت درجة حرارة المياه.
11- يفضل تغير جزئي للمياه في الأيام المشمسة فقط ، ويفضل أن يكون مصدر المياه أبار أو مياه جوفية، لما تتميز به من ارتفاع درجة حرارتها طوال العام، كذلك يفضل أن يكون صرف الحوض قاعي.
12- ينصح بعمل برنامج وقائي ضد الأمراض الميكروبية والطفيليات، وذلك بعمل عليقة طبية بإضافة 2جم مضاد حيوي (كلورمفنيكول)/كجم عليقة صناعية للوقاية من الأمراض البكتيرية لمدة 8 أيام، وكذلك عمل مخلوط من (25 ppm فورمالين+ 0.1 ppmأخضر ملاكيت) للوقاية من الأمراض الفطرية والطفيلية،أو إضافة 0.25 ppm من المازوتين أو النيجافون أو الديبتركس للوقاية من الطفيليات وتكرر الجرعة بعد 3 أسابيع.
13- التخلص من الأسماك النافقة أولاً بأول حتى لا تكون مصدر للعدوى بحيث يتم حرقها أو دفنها، مع حساب معدل الإعاشة Survival rate في نهاية موسم التشتية (الأسماك المقدرة/ العدد الكلي) ×100. وتختلف معدلات الإعاشة حسب ظروف عملية التشتية.
* أساليب التشتية وتطبيقاتها
تعتبر عدم قدرة البلطي على تحمل درجات الحرارة المنخفضة سبباً رئيسياً في الحد من انتشاره في كثير من دول العالم، وانخفاض نظام المناعة في أسماك المياه الدافئة فترات البرد ظاهرة معروفة وتؤثر بشكل مضر على الأسماك الأصغر حجماً، وقد وجد أن الفطريات تظهر وتغطي أكثر من 50% من سطح الجسم وخاصة فطر Saprolegnia وهو شائع في البلطي أثناء انخفاض درجة الحرارة.
وقد أجريت عدة محاولات لتحسين أداء البلطي أثناء التشتية ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:-
1- أول هذه المحاولات كانت في ولاية تكساس في أمريكا حيث تم تشتية البلطي في أحواض صغيرة مساحتها 10أكر(100م2) وعمق 3 – 4 قدم ، مغطاة بالبلاستيك الأسود (الذي يعتبر أكثر تحملاً للتأثيرات الضارة للأشعة فوق البنفسجية ويمتص الحرارة ويعزل الأحواض عن البيئة الخارجية).
2- ثم في ولاية أوكلاهوما حيث استخدمت الصوب البلاستيك (plastic green house) لمدة 1 – 3 أشهر أثناء فصل الشتاء مع استخدام وسائل تدفئة مختلفة ومنها انتقلت إلى كثير من دول العالم كإسرائيل والصين وغيرها.... حتى انتشرت في مصر في الآونة الأخيرة.
3- الأماكن شديدة الرياح لا تصلح الصوب للتشتية حيث ظهرت وسيلة أخري هي المظلة Shed ، والتي تقام فوق سطح الحوض على هيئة شرائح، خلال فتر التشتية فقط ثم تحل لحين الاحتياج إليها.
4- أمكن استخدام المياه الجوفية (Geothermal) والآبار لتشتية البلطي نظراً لارتفاع درجة حرارتها.
5- وفي تايوان تستخدم الأحواض العميقة المحاطة بمصدات الرياح والتي أظهرت فروق معنوية في متوسط درجات الحرارة مقارنة بالأحواض المكشوفة.
6- وفي فيتنام الشمالية يتم تشتية البلطي الموزامبيقي في أحواض عميقة مفتوحة.
7- وفي ألمانيا تستخدم الطاقة الشمسية للتشتية.
8- وفي فيتنام الشمالية ظهرت دراسة حديثة تم تشتية البلطي (أمهات وزريعة) في الهابات والتي حققت معدل إعاشة من 99.6 – 100% مقارنة بالأحواض 74.4 – 90% للأمهات، أما الزريعة الأكبر من 1جم حققت 54% معدل إعاشة أكبر من الزريعة الأصغر من 1جم 33.4% أثناء التشتية حيث وصلت درجة الحرارة إلى 10-11 ْم ويفسر ذلك أن الهابات تقلل من فرصة إصابة الأسماك بالأمراض حيث تجعلها منعزلة عن فطر السابرولجنيا المنتشر على أرضية الحوض والذي ينتهز الفرصة لمهاجمة الأسماك المهيأة للعدوى وإصابتها كذلك زيادة حجم الإصبعيات يقلل من معدل النفوق أثناء الشتاء.
9- وقد تمت محاولات أخرى لتحسين تحمل البلطي للبرودة أثناء التشتية حيث تم تغذية البلطي قبل موسم التغذية على عليقة (25% بروتين+ 5%دهون) باستخدام مخلوط من عباد الشمس وزيت السمك بنسبة 1 : 1 بمعدل 2.5 ، 2.5% وأشارت الدراسة أنها حسنت من مستوى المناعة في جسم البلطي أثناء التشتية بجانب تحسن الأداء التناسلي لها قبل التشتية.
10- كذلك تم إضافة الكارنتين بمعدل (300 – 1200 مجم/كجم علف)والذي أدى لزيادة نسبة الإعاشة للأسماك المرباة في درجة حرارة منخفضة من 9.25 – 11.5 ْم أثناء التشتية.
11- وفي مصر توجد وسيلة رئيسية لتشتية البلطي وهى تشتية البلطي في الحضانات الترابية، بعد رفع منسوب المياه إلى حوالي إلى حوالي 2متر، مع عمل قنوات Ditches داخلية في الحوض حتى تهرب الأسماك إليها أثناء البرودة الشديدة ، مع عمل سياج من الغاب والبوص على الجانب الشمالي والغربي لحماية الأحواض من الرياح الباردة أثناء النوات Gales (أنظر جدول النوات )، ويبدأ برنامج التشتية في شهر أكتوبر، كبرنامج تحضين عادي،وبانخفاض درجة الحرارة تنخفض معدلات التغذية والتسميد بالتدريج حسب درجة الحرارة ( أقل من 20 ْم ) إلى أن تتوقف ( عند أقل من 15 ْم ) في شهر يناير (طوبة)، مع الحذر الشديد في فترة الأربعينية ( وهى فترة 40 يوم تكون فيها أقل درجة حرارة في العام)، والتي تبدأ من ديسمبر حتى يناير (1 كهيك إلى 10 طوبة) وتنتهي بالغطاس (حيث يبدأ الدفء) ، وبدخول شهر فبراير (أمشير) يقل عدد النوات الممطرة والموجات الباردة، مع نشاط ملحوظ للرياح، حيث تقل الخطورة على البلطي، وتبدأ الأسماك في الإقبال على التغذية في الأيام الدافئة، التي تزيد عن 15 ْم ، بمعدل 1 % من وزن الجسم، وبدخول شهر مارس يعم الدفء رغم استمرار الأمطار على الساحل الشمالي، ويترتب على ذلك نشاط في البيئة المائية، وتقبل الأسماك على التغذية معظم أيام هذا الشهر، وينصح بعدم تجاوز الكثافة التخزينية عن 4 طن سمك/فدان تحت أية ظروف ، مع مراعاة إدخال مياه متجددة على صورة تيار بطيء بأحواض التشتية، ويفضل أن يكون مصدر المياه الآبار أو الينابيع، نظراً لارتفاع درجة حرارتها وثباتها خلال العام ( لا تقل عن 20 ْم )، مع الحذر الشديد أثناء فترة السدة الشتوية، وما يعقبها من تغير في خواص الماء (الأكسجين، الملوحة، الأمونيا الكلية والسامة، العكارة، الـ PH ....) والتي تدمر كل أنواع الأسماك خاصة المجهدة أثناء التشتية.
12- أخيرًا أظهرت الأقفاص السمكية العائمة Floating Cages على عمق 6 أمتار تحسنًا في أداء البلطي أثناء عملية التشتية ولكن سوء إدارة بعض أصحاب هذه الأقفاص أدى إلى إزالة هذه الأقفاص من نهر النيل.
ساحة النقاش