إدخال أنواع جديدة للاستزراع المائي بين العلم و الفهلوة!!
محمد شهاب
شهد العالم محاولات و تجارب رائد، لإدخال أنواع جديدة للأستزراع المائى، بغرض تحقيق عائد أقتصادى أفضل، و تحقيق سبق يعطى فوائد تسويقية أفضل، سواء محلى أو دولى منها:
أولا - مشروع SELFDOTT :قيمته 2.98 مليون يورو، كان المنسق فيه معهد علوم البحار الأسباني و شاركت فيه 12 مؤسسة علمية و صناعية و منظمات من فرنسا و ألمانيا و اليونان و إسرائيل و إيطاليا و مالطا و النرويج، و تم إنتاج 10 مليون بيضه في يوم واحد، من بيض سمك التونة Atlantic Bluefin Tuna وهى في محبس in captivity ، باستخدام وسائل طبيعية، و بدون هرمون محفزه
- المشروع الأوروبي DIVERSIFY ، و فيه تم التعرف على عدد من أنواع جديدة صاعدة من الأسماك، ذات قدرة مستقبلية للتوسع في زراعتها بمزارع الاتحاد الأوروبي السمكية، كانت من تلك الأنواع التي تم التعرف عليها في المشروع هي:
1- للمياه الدافئة و الزراعة في أقفاص بحرية
- اللوت Argyrosomus regius (meager)
- أمبير جاك Seriola dumerili (greater amberjack)
2- للمياه الدافئة و الباردة و التربية في أقفاص
- تونه wreckfish) Polyprion americanus)
3- مياه باردة بحرية
- نازلى Atlantic halibut) Hippoglossus hippoglossus)
4- مياه متعددة الدرجات من الملوحة و تزرع في مزارع مكثفة
- البورى grey mullet) Mugil cephalus(
5- مياه عذبة و مزارع مكثفة
- بيك برش pikeperch)Sander lucioperca)
و سنجد أن إسرائيل دخلت فى هذا المشروع الهام بسمكة البورى،و هى من الأنواع التى تم تفريخها صناعيا، حيث ان من صفات البورى عدم التفريخ فى محبس in captivity، لكن عدد محدود من الدول فرخته صناعيا منها أمريكا وتايوان و مصر وإيطاليا و إسرائيل و الفلبين و إندونيسيا،مع ملاحظة أنه دول مثل مصر فرخته بشكل محدود و ليس بشكل تجارى.
ثانيا - زراعة أسماك الأستورجين
عمر أستزراع الحفش(الأستورجين) Sturgeon حديثة نسبيا(حوالى 30 سنة تقريبا)، فقد قامت قليل من الدول بمحاولات لاستزراع سمك الاستورجين(الحفش)، وقد تكلل بعضها بالنجاح، ومن تلك الدول روسيا و إيران و فرنسا والسويد و النرويج وأمريكا وكندا والمكسيك و أسبانيا و لاتفيا و اورجواى و إسرائيل و السعودية و دولة الإمارات. حيث استطاعت تلك الدول بالتغلب على الظروف البيئية من حيث التحكم فيها (غالبا توفير درجة حرارة من 18 -26 درجة مئوية) و الماء ذات المواصفات الجيدة، وتوفير الغذاء المناسب للأسماك وتكاثرها. كما كان للاستزراع السمكي الفضل في الحفاظ على سمكة الأستورجين(الحفش) من الانقراض بعد نجاح محاولات تفريخها صناعيا، حيث أمكن إطلاق كمية من الزريعة الناتجة إلى مناطق اعتبرت بيئة مفضلة للأستورجين و التي كانت على وشك النضوب بسبب الصيد الجائر أو بسبب تلوث البيئة.
ثالثا : فنلند و إدخال سمكة sheefish (Stenodus nelma)
فنلندا تجد بديلا للسالمون حسب دراسة المعهد الوطنى الفنلندى للمصادر الطبيعية Luke، وهى سمكة sheefish (Stenodus nelma)، و الذى تستورده من النرويج،هى بديل عن سمكة السالمون من جارتها الأسكندنافية النرويج، وهو يتواجد و لكن يواجه خطر الأنقراض فى أنهار روسية على القطب الشمالى.
هذه تجارب تحقق منها أو تتحقق على أرض الواقع، و غيرها الكثير، و سنجد البداية من المعمل، و تحتاج لأشكال مؤسسية ذات قدرات تنظيمية كبيرة و تمويل ضخم، و فترة زمنية متوسطة الأمد.
أما عندما نصل للوضع في مصر، فلم يتعلم الكثيرين اللذين تنكروا للعلم، سواء لندرة العلماء الجادين الحقيقيين في هذا المجال، أو للرغبة في تحقيق ثروة سريعة، بغض النظر لأي اعتبار آخر، بما فيها مصلحة الوطن(الأمن البيولوجي)، و هو ما حدث في أمر استاكوزا المياه العذبة Crayfish، و لهذا و حسب ما يتداوله مزارعي و خبراء الاستزراع السمكي، قام أحد المستثمرين في الجيزة، الذى أدخل استاكوزا المياه العذبة crayfish خلسة لمصر، و فشل في تحقيق الهدف، غالبا للبطء الشديد في نموها، فألقاها في مصارف المياه، و منها انتشرت لمعظم مصادر مياه مصر، محدثة أضرار بشرية(إصابات للأهالي خاصة الصيادين) و لشباك الصيد، و جسور الترع و المصارف(نظرا لقيامها بالحفر بتلك الجسور)، و الإضرار بالثروة السمكية (بتغذيها على السمك و زريعته)، رغم ذلك يأتي من يدعى الخبرة، و يطالب بتشجيع زراعة الاستاكوزا، لنا أن نعرف أن القانون يمنع ري مزارع السمك بمياه عذبة، هذا بالنسبة لأستاكوزا المياه العذبة، أما استاكوزا المياه المالحة Lobster، فالسواحل البحرية المصرية يتحكم في حيازة أراضيها قطاع السياحة، فأين ستجد مكان لتربية الاستاكوزاLobster، حتى الأقفاص تحتاج لأرض للتمركز و التخزين على الشاطئ. البيض و يخصب من يوليو-أغسطس و الفقس في مايو-يونيو (البيض يحتاج 10-11 شهور للفقس) الذى يبقى حيا 1 من ألف ليصبح يافعا juvenile، و بعد سنة تصل اليرقة إلى طول 2.5–3.8 سم، هذا عن السنة الأولى من الفقس، و تحتاج إلى 6 سنوات لتصل إلى وزن اقل قليلا من نصف كيلوجرام(يعادل رطل واحد) و يفضل المياه الباردة!!! وعلى الرغم من ذلك فهناك دول تقوم بزراعته، مع ملاحظة قام الباحثين بها بتطويرها، للوصول إلى سرعة في النمو و لأمور آخري خاصة بالتغذية و تحمل ظروف بيئية و غيرها من أمور. و لكن أن نزرعها بأنواع من مصادر مائية طبيعية، فمن يتحمل تبعاتها من بطء شديد في النمو؟؟ خاصة أن تجربة الجيزة ماثلة أمامنا.
هناك مصريين جربوا زراعة التماسيح، و لكن العاقبة كانت وخيمة، بعد فشلهم في تحمل مصاريف إطعامها، و ذلك حسب الروايات المتداولة، و الغريب حدوث الاستزراع في الجيزة أيضا، و قاموا بالتخلص منها في النيل، مما كان له اثر مخيف على سكان منطقة الحدث بالمطرية(القاهرة). و لكن لم يتم التحقيق بشكل جدي في الأمر، رغم خطورته.
هناك طالب في كلية للثروة السمكية بالصعيد، أبلغني بعزمه على زراعة اللؤلؤ، نعم اللؤلؤ!! على الرغم أنه لم يعمل في البحر أو في مياه مالحة، فقط أحلام و طموحات، نتمنى أن يكون درسها و حاول تجربتها.
ساحة النقاش