محمد شهاب- المزارع السمكية Mohamed Shihab -Aquacultures

يعرض الموقع الأحدث من ومقالات و صور و مواقع تخص الاستزراع السمكى

بدو سيناء المصرية يربون السمك في مواقع طبيعية
إعداد/ محمد شهاب

د.مصطفى سعيد(مركز بحوث الصحراء( 23/7/2016)

ربما يعتبر هذا الموضوع غريبا نوعا ما فكيف يكون هناك استزراع سمكي بالصحراء وهى المعروفة بتربتها الرملية وندرة مياهها . والحقيقة أن المتمرسون فقط في العمل بالصحراء هم الذين يعلمون حقيقة هذا الأمر فان أول ما يقوم به العاملون في مجال بحوث الصحراء هو البحث عن المياه وبعد التأكد من توافرها يتم دراسة نوعية التربةوالمحاصيل التي تجود ثم بعد ذلك اختيار الحيوانات الزراعية التي تلائم ظروف المنطقة حتى نخلق ما يعرف بالتوازن البيئي للعناصر الطبيعية والذي يمكن أن تقوم عليهاالتجمعات العمرانية في المناطق الصحراوية. ونظرا لأهمية المياه في المناطق الصحراوية فان المحافظة عليها واستغلالها الاستغلال الأمثل يعتبر من أساسيات العمل في المناطق الصحراوية .

وتأتى المزارع السمكية في المناطق الصحراوية لتحقق هذه المعادلة حيث يقوم الاستزراع السمكي على استغلال نفس كمية المياه المستخدمة في الزراعة للحصول على منتج عالي القيمة الاقتصادية والغذائية وهو الأسماك إضافة لمايحتويه من مواد فسفورية وفيتامينات واملاح معدنية تعتبر ذات أهمية كبيرة خاصة بالنسبة لسكان المناطق الصحراوية. وتعتبر المياه الجوفية من افضل أنواع المياه للاستزراع السمكي خاصة من الناحية الميكروبيولوجية نظرا لخلوها من أي مسببات للأمراض كذلك لعدم احتوائها على أي ملوثاتسواء من كائنات نباتية أو حيوانية أو بعض أنواع الأسماك الغير مرغوبة والتي يمكن أن تنتقل للأحواض مع المياه من المصادر الأخرى. وتمتاز الصحارى المصرية بتوافر مخزون كبير من المياه الجوفية توجد أحيانا قريبا من سطح الأرض أو تتدفق مياهها تلقائيا في صورة عيون كما في واحة سيوة وواديالنطرون يمكن أن تقوم عليها كثيرا من الأنشطة خاصة الاستزراع السمكي.

تعريف الاستزراع السمكي

كما جاء في تعريف منظمة الأغذية والزراعة فان الاستزراع السمكي هو تربية الأحياء المائية تحت ظروف التحكم. وبالتالي فان نسبة الأحياء التى تصل نسبتها تحت الظروف الطبيعية إلى 5 % يمكن أن تتحول تحت ظروف التحكم إلى 95% أو أكثر وبذلك نكون قد حافظنا على معظم الزريعة الناتجة دون أي فقد. لماذا نلجأ الى الاستزلااع السمكى لماذا نلجأ إلى الاستزراع السمكي وأمامنا كل هذه البحار والأار التي يمكن أن نحصل منها على احتياجاتنا من الأسماك دون عناء استزراعها وتربيتها والإنفاق عليها. والإجابة على هذا السؤال في مثل بساطته فاستزراع الأسماك مثله كباقي أنواع الاستزراع الأخرى غير أن التحول من الصيد إلى الاستزراع بالنسبة للأسماك قد تأخر كثيراحيث كان الإنتاج العالمي إلى وقت قريب يفي بالاحتياجات البشرية من هذه السلعة نظرا لان المسطحات المائية تشكل ما يقرب من 70 % من مساحة الكرة الأرضية. ومع النقص الحاد في المخزون العالمي من الأسماك نتيجة التلوث الناتج من المصادر المختلفة والتقدم الكبير في وسائل الصيد أصبحت السفن تجوب البحار بحثا عن الأسماك واصبح الاستزراع السمكي ضرورة اقتصادية بعد أن أصبحت تكلفة إنتاج الأسماك من المزارع أقل بكثير عن مثيلات الناتجة من عمليات الصيد المختلفة.

ومع التطور التكنولوجي الكبير في هذه الصناعة اصبح من الممكن التحكم في عمليات تفريخ الأسماك ومواعيد وكميات إنتاجها بما يتناسب مع احتياجات الأسواق بل اصبحهناك نوعيات جديدة من الأسماك أمكن استنباطها تتلاءم مع أذواق المستهلك وتعطى نموا عاليا في فترة زمنية وجيزة وبمعدل تحويل غذائي يزيد عن الأصناف المعروفة حاليا.

أهمية الاستزراع السمكي:

ترجع أهمية الاستزراع السمكي إلى الأسباب التالية:

1. لا يوجد تنافس بين الاستزراع السمكي وباقي الزراعات الأخرى على الأرض حيث أ ن المزارع السمكية تقوم على استخدام الأراضي الغير مستغلة في الزراعة. بل انه فيكثير من الحالات يتم اللجوء إلى الاستزراع السمكي كأحد وسائل استصلاح التربة خاصة عندما تكون غير صالحة للزراعة لزيادة نسبة الأملاح

2. استغلال الموارد المائية المنتشرة في جمهورية مصر العربية في الحصول على منتج عالي القيمة الاقتصادية والغذائية.

3. وجد أن معدل التحويل الغذائي في الأسماك عند التغذية على علائق متوازنة أعلى بكثير عنه بالنسبة للدواجن أو الأغنام أو الماشية عند التغذية على نفس العلائق.

4. ارتفاع القيمة الغذائية للحوم ا لأسماك وسهولة هضمها واحتوائها على نسبة عالية من البروتينات والفسفور.

5. سد الفجوة الغذائية الناتجة عن نقص البروتين الحيواني.تجارب جنوب سيناءتعتبر محافظة سيناء الجنوبية، التي تمتد لأكثر من 500 كيلومتر بامتداد خليجي السويس والعقبة ، موقعا طبيعيا لتربية الاسماك، اذ تمتاز مياه شواطئها بالهدوء النسبي طوال العام، وتكثر في شواطئها المواقع الصالحة لإقامة المزارع السمكية نتيجة التكوينات الجيولوجية والطوبوغرافية التي تكونها البيئة الساحلية.

ويوجد في المحافظة أهم لاجونين (لاجون يعني الهور، البحيرة الضحلة المنفصلة عن البحر)، وهما لاجون مطارمة على بعد 15 كيلومترا من راس سدر وتمتاز مياهه بالهدوء، وتتكشف مساحات كبيرة منه أثناء حدوث عملية الجزر. لذلك تنمو فيه الكائنات النباتية بكثافة نتيجة تعرضها للشمس وضحالة مياهها، ويعتبر موقعا طبيعيا لتربية لكثير من أنواع الأسماك التي تتغذى تغذية نباتية خاصة اسماك السهلية وهي أحد أنواع العائلة البورية وتعتبر اشهرها بالنسبة لسكان السويس خاصة، حيث تتميز بعدم كبرها في الحجم، وبالشكل المبروم نتيجة ترسب الدهون حول اللحم وتصبح من أشهى الأسماك عند شيها.
أما اللاجون الثاني فهو البلاعيم ويقع على بعد 150 كيلومترا تقريبا من معبر احمد حمدي وهو من أهم اللاجونات إطلاقا في مصر ويمتاز باتساعه وبان فتحة التبادل بينه وبين مياه البحر تضيق إلى عدة مترات قليلة مما يسمح باستغلاله في المستقبل كمزرعة سمكية مستقلة بوضع حواجز ذات اتجاه واحد على مدخله تسمح بدخول الأسماك ولا تسمح بخروجها. كما تتوفر كثير من المناطق، المحمية بسلسلة جبال كمناطق آمنة من التيارات الهوائية والمائية، تعتبر من انسب الأماكن لاقامة مشروعات الأقفاص السمكية لتربية اسماك الدنيس والقاروص. وهناك أيضا المناطق الشاطئية التي تحوي شواطئ ذات تربة تصلح لاقامة الأحواض الساحلية، كذلك مناطق المنحروف التي يمكن اقامة مزارع للجمبري فيها، اذ تحدث تربية تكافلية بين الجمبري والمنجروف حيث يفيد كل منهما الآخر.
اكتشف بدو جنوب سيناء تلك الكنوز التي تحت أيديهم فقاموا باستغلالها، حيث قام الشيخ سلامة البحبح بعمل سبعة أحواض على شاطئ لاجون مطارمة وقام بتوصيلها بقناة تحصل على مياهها مباشرة من فتحة اللاجون حتى يتفادى فترات نقصان المياه داخل اللاجون خلال فترات الجزر وهذه الأحواض تم تعميقها بحيث تستوعب اسماك البحر التي تأوي إليها طلبا للأمان من صراعات البحر، كما يقوم باجتذابها بتقديم الأغذية إليها وهي لذلك لا تترك هذه الأحواض التي تتخذها مسكنا لها إلا عند التزاوج حيث تخرج من الأحواض في هذا الوقت لذلك يتم قبل الأحواض قبل هذا التوقيت مباشرة ويتم جمع الأسماك وتسويقها. وقد قام مركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة بتطوير هذا النظام حيث أقيم حوضان بجوار المزرعة بنفس المواصفات وتم قفلها ببوابات من السلك المعزول بعد إدخال زريعة الاسماك المطلوبة بنشر عليقة الأسماك على سطح المياه ثم تسميد المياه لزيادة الغذاء الطبيعي من طحالب وكائنات نباتية وحيوانية دقيقة وتمت دورة في فترة قياسية بالنسبة لما يتم في مزرعة الشيخ سلامة نتيجة توافر الغذاء الطبيعي والصناعي. وقد قام الشيخ سلامة، بعد أن رأى هذه التجربة التي شارك فيها بنفسه، بتطبيق هذا النظام على مزرعته حيث أقبلت اسماك البحر إلى خارج البوابات تريد الدخول ولكن المكان لم يكن يسمح بإضافة أعداد أخرى بعد أن امتلأت الأحواض عن آخرها.
أما المنطقة الأخرى التي أقام فيها بدو جنوب سيناء مشاريع الأسماك فهي جونة الأكمة بجوار لاجون البلاعيم وهي عبارة عن حوض مساحته 80 فدانا ويصل عمق مياهه إلى 9 أمتار وقد استغله صاحبه وهو يدعى محمد عياذ في عمليات الصيد، إلى أن قام مركز بحوث الصحراء بإقامة وحدة أقفاص سمكية به تتكون من أربعة أقفاص مدمجين في وحدة واحدة لزيادة تماسكه كما تم تثبيتها بحلقات حديدية في الأقفاص. وقد تم تصميم هذه الوحدة وتصنيعها وتركيبها عن طريق خبراء مصريين وهي تضارع الأقفاص العالمية وان كانت التكلفة تقل كثيرا عن مثيلاتها المستوردة.
وتنتج هذه الوحدة من طنين الى 4 اطنان من الأسماك البحرية بمتوسط 3 اطنان ويمكن أن تتم عدة وحدات بجوار بعضها لتوفير نفقات الخدمة ولزيادة تأمينها.

المصدر: الزمان نيوز
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 443 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,250,571