خناقة بين أصحاب المزارع وهيئة الثروة السمكية
إعداد/محمد شهاب
علي هامش جولة «الأخبار» بقرية شطا (محافظة دمياط) وقرب موقع مدينة الأثاث، كانت أعين من بعيد ترصدنا، اقتربت، سألتنا فعلمت من نحن، وكأنها وجدت شيئا تنتظره منذ أمد بعيد.. أحمد ورضا، شابان يعملان في المزارع السمكية، طلبا اصطحابنا إلي وسط قريتهم حيث يتجمع أصحاب المزارع فلديهم مشاكل وغضب يريدون إعلامه للجميع.. انطلقنا معهما إلي قلب القرية.. وصلنا لأحد المقاهي الشعبية، دقائق معدودة حتي امتلأ المكان بالشاكين الغاضبين، وتحولت الجلسة إلي ما يشبه ثورة علي هيئة الثروة السمكية..
غضب أصحاب المزارع السمكية مزدوج، هم غاضبون من الهيئة بسبب قراراتها لتعويض من تم أخذ أراضيهم ضمن مشروع مدينة واقتطاع أجزاء من أراضيهم لصالح مشروع المدينة، ومن ناحية أخري عدم تقديم الهيئة أي خدمات أو تسهيلات تساعدهم في مجال عملهم مثل أي قطاع في الدولة سواء في الزريعة أو الوقود والأمن والحراسة..
بصوت مرتفع وبنبرة يغلب عليها الغضب والرجاء، تحدث الحاج أحمد عاشور، قائلا: أنا رجل تخطيت الستين من عمري، ويجب ألا تعاملنا هيئة الثروة السمكية بهذه الطريقة، لا يجوز أن تمنح أراضينا لمن تضرروا من مشروع مدينة الأثاث ولماذا أرضنا، الأراضي كثيرة، ونحن نمتلك عقودا مسجلة، وندفع كافة مستحقات الدولة ولا نتأخر يوما، فلماذا يريدون كسرنا لماذا يريدون أن «يشمتوا» فينا جماعة الإخوان الإرهابية؟، أنا لا أطلب شيئا لنفسي ولكنني أعبر عن عدد كبير من أصحاب المزارع الذين تضرروا من قرارات الهيئة».
وأضاف الحاج عاشور: «أنا مستعد لمنح أرضي كلها للدولة لخدمة مشاريعها القومية حبا في الرئيس عبد الفتاح السيسي وحبا في مصر، ولكن أن تمنح أرضي التي ورثتها عن أجداد أجدادي لأشخاص مثلي قد يكونون جيراني أو من منافسينا في العمل فهذا قرار باطل للهيئة لا يحقق المصلحة العامة ويفتح الباب لكثير من المشاكل التي قد تهدد بأزمات لا تحمد عقباها بين أصحاب المزارع الحقيقيين ومن أتي ليشاركهم أرزاقهم». وقال: نحن نستنجد بالرئيس السيسي لمراجعة قرارات هيئة الثروة السمكية وإنقاذنا وآلاف من الأسر المهددة بقطع الأرزاق.
أما عبد الباسط محمد فكان أكثر غضبا، وشن هجوما عنيفا علي هيئة الثروة السمكية قائلا: الهيئة تريدها فتنة بين الأهالي وبعضها، لماذا تمنح المضارين من مشروع مدينة الأثاث أراضينا، نحن لن نرضخ أمام مثل هذه القرارات، الهيئة تمتلك 500 فدان منها 400 معطلة لا تدر أي دخل فلماذا لا توزعها عليهم بدلا من اقتطاع أراضينا، التي ورثناها بوضع اليد منذ آلاف السنين؟، نحن نورد إنتاجنا للأمن الغذائي ونساهم في دعم الاقتصاد المصري، أما الهيئة فقد تخصصت في تنفيذ كل ما يعرقلنا ويهددنا بالحبس.
وأضاف: الفلاح يلقي دعما لا يقارن بأصحاب المزارع السمكية، نحن نتمني أن تعاملنا وزارة الزراعة كالفلاحين، ولكننا لا نحصل علي أي دعم وارتفعت إيجارات أرضنا أضعافا مضاعفة، كما نعاني من نقص شديد في الخدمات والسرقات ولا يوجد تأمين لمزارعنا من سطو اللصوص، إضافة إلي مشكلة الديون التي تهدد جميع أصحاب المزارع بالحبس، نحن نطالب بجدولتها ومعاملتنا كمستثمرين صغار لا يهانون في أي كمين شرطة بسبب شهر حبس أو غرامة 100 جنيه.
أما محمود عاشور فقال، هذه أرضنا بعقود مكونة من 24 بندا جميعها تصب في صالح هيئة الثروة السمكية، وجميع هذه البنود لم تتحدث عن منح أرضنا لمن تضرر جراء أي مشروع، فالهيئة تمتلك 400 فدان بدون أي إنتاج فالأولي أن تمنحها للمتضررين ولا تأتي علي أراضينا التي تفتح عشرات البيوت، نحن نطالب بإعادة النظر في قرارات الأرض البديلة لعدم حدوث مشاكل بين الأهالي، نحن لا نتأخر عن الخدمة العامة ومستعدون للتضحية من أجل الوطن ولكن لن نعطي أرضنا لأصحاب المزارع الذين تضرروا من مشروع مدينة الأثاث فأراضي هيئة الثروة السمكية تكفيهم بزيادة، وأتمني أن تتفرغ الهيئة لخدمة أصحاب المزارع بدلا من إحداث الوقيعة ببعضهم البعض.
لمزيد من المعلومات يمكن التواصل مع الروابط التالية المتعلقة بالمزارع السمكي
https://www.facebook.com/groups/210540498958655/
http://kenanaonline.com/hatmheet
https://twitter.com/shihab2000eg
http://www.youtube.com/results?search_query=shihabzoo&sm=3
ساحة النقاش