اللؤلؤ ...و الزيتون
إعداد/محمد شهاب
فاطمة حسين العيسى –كاتبة كويتية
كانت و مازالت مجرد حبه من رمل بحري. تتدحرج فى قاع البحر مع زميلاتها من الرمل-طبعا-يمينا و شمالا، صعودا و هبوطا،وفق ما تأمرها به التيارات المائية، و الصخور المختلفة الأحجام و الأشكال، و فواصلها من أعشاب البحر، حتى تدفع التيارات بصاحبتنا(حبة الرمل)إلى فوهة قوقعة، فتغمرها هذه-أي القوقعة-باللعاب كسوة طبقة بعد طبقة، حتى تكبر حجما، فيعز عليها الخروج بعد عملية التسمين تلك، بالإضافة إلى استمتاع صاحبتنا بالبيئة الجديدة المناسبة بانتظار فارس أحلامها، ذلك الغواص الذي يكتشف موقعها، فيحملها بين يديه بحنان،و يخرج بها إلى اليابسة، ليهديها لؤلؤة كاملة النمو، لحبيبة القلب، فتزدان صاحبتنا بها.
هكذا تتم رحلة حبة الرمل تلك لتصبح جوهرة...فإن كانت كاملة الاستدارة، صلبة الكسوة، لامعة اللون، الذي يتدرج عادة ما بين الصفرة و البياض و بعض من حمرة أحيانا، فهي إذن(دانه) بلغة أهل الخليج، و إن كانت غير ذلك، أي أعتورها بعض من نقص الحجم أو الاستدارة أو الصلابة أو اللون، فهي مجرد (قماشه) و لكل من قمة(الدانة) حتى أرضية (القماشة)ثمن يبدأ بالقماش و يعلو حتى يصل إلى (الدانات) و هذا ما يحدده (جراح اللؤلؤ)، ذلك الرجل الذي أكتسب الخبرة بالملاحظة و التدقيق و المتابعة، و هكذا دخل اللؤلؤ عالم التجارة، ح محاذيا للذهب، فازدادت به نحور الأميرات و الملكات فى الشرق و الغرب، تشهد بذلك- هذه الأيام- متاحف العالم التى لا تخلو –عادة- من جناح يسمى (مجوهرات التاج).
بهذا دخل اللؤلؤ عالم الاستثمار، فادخره الرجال على رقاب نسائهم، و عم العالم الانبهار بجمال المولود الجديد، و صعوبة الوصول إليه، حتى أدخله اليابانيون فى عقولهم، و بدأوا فى تحد لتصنيعه، عبر زراعته بعد دراسة بيئته التى نقلوها إلى الأجزاء من بحارهم، و نجحوا و أبدعوا فى التدخل بالأحجام و الألوان، ما أدى إلى تراجع اللؤلؤ الطبيعي الخليجي، و بدأ فى الانخفاض بالثمن. و كلما صعد (الياباني)، أنخفض (الخليجي)، ما عدا الكم المحتفظ به للذكرى.
و مثلما هجم اليابانيون على الخليجيين، أرسل لهم رب العباد الأسبان و سكان جنوب أمريكا، للهجوم عليهم بالتصنيع بالغ الانخفاض بالنوع و الثمن، و ذلك عبر التنازل عن الطبقات الحامية، لحبات الرمل، و الاكتفاء بالشكل، فأنشئت المصانع، مما جعل اللؤلؤ يهبط عن عرشه، و يكتفي بالبساط يجلس عليه، تاركا الكساد ليشق طريقه نحو اللؤلؤ الخليجي الأصيل.
ملحوظة: زرت إيران عام 1966، و مما زرت فيها، كان متحف مجوهرات التاج، و كان تحفة فنية رائعة، يتوجها اللؤلؤ، فسألتهم كيف تحتفظون باللؤلؤ بهذه الجودة؟ فهمس أحدهم فى أذني بمعلومة-على ذمته- قال عمر اللؤلؤة الجيدة(الدانة) تماما كشجرة الزيتون مائة عام، قلت-بساذجتي- و بعد ذلك؟ قال: تتحول إلى حبة رمل لا قيمة لها، قلت: و ما العمل؟ قال: الروس ابتكروا طريقة تتمثل فى إعطاء حبة اللؤلؤ للديك يبتلعها، فتخرج منه متجددة عمرا آخر.
صدق أو لا تصدق!!
لمزيد من المعلومات يمكن التواصل مع الروابط التالية المتعلقة بالمزارع السمكي
https://www.facebook.com/groups/210540498958655/
http://kenanaonline.com/hatmheet
https://twitter.com/shihab2000eg
http://www.youtube.com/results?search_query=shihabzoo&sm=3
https://www.facebook.com/%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A3%D9%86%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%85%D9%83%D9%8A%D8%A9-Aquaculture-Press-745767408789564/
ساحة النقاش