الفيوم و قارون تاريخيا
محمد شهاب
تميزت الفيوم بوجود بحيرة عذبة هى بحيرة موريس، التى تعادل بركة قارون الحالية، و كانت هذه البحيرة مصدر جذب للحيوانات، فضلا عن أن هذه البحيرة قد وفرت مجموعه كبيرة من مختلف الأسماك، و هو الأمر الذى جعل أهل الفيوم يفضلون ممارسة الصيد اكثر من ممارستهم للزراعه، و لذا كانت ادوات الصيد لديهم متطورة، إذا ما قورنت بأدوات الصيد فى مرمدة بنى سلامه*، فقد عثر على سكاكين كبيرة الحجم، و كان لديهم رؤوس حراب من العظم، تستخدم لقنص و صيد الحيوانات الضخمه، و ذلك على النقيض من موقف الإنسان الذى لم تتوفر له مثل هذه البحيرة فى منطقة آخرى، فأضطر للخروج فى صحبة جماعة من رفاقه لصيد الحيوانات فى الصحراء، و لذلك لم تتطور ادوات الصيد لدى مرمدة بنى سلامه.
الأمر الذى لفت أنتباه الباحثين فى الفيوم، هو أهتمامهم الواضح بصيد الحيوانات الكبيرة، بمختلف الأنواع مثل التماسح و الأفيال و الظباء و الغزلان و أفراس النهر، فضلا عن وجود كميات كبيرة من أشواك الاسماك، التى عثر عليها فى مواقعهم، و ذلك على النقيض مما عثر عليه فى مرمدة بنى سلامه.
بسبب أعتماد أهل الفيوم على الصيد اكثر من الزراعه، و تعودهم على هذا النمط المعيشى، الذى ورثوه من أجدادهم، لم تظهر لديهم الحاجة الماسة لعمل مخازن متعددة(او ما يطلق عليه الحفر فى مرمدة بنى سلامه) لحفظ الحبوب، و لذلك السبب أيضا كان فخار الفيوم أقل جودة و أقل مستوى، من صناعة أوانى الفخار فى مرمدة بنى سلامه.
* Merimde أو بني سلامة او مرمدة بنى سلامه ، تنسب للعصر الحجري الحديث. قرية صغيرة تقع على الحافة الغربية للدلتا جنوب غرب الدلتا ) شمال غرب القاهرة بـ 50كم، فى منطقة الخطاطبة(وتتبع مركز إمبابة، محافظة الجيزة) حلـوان
لمزيد من المعلومات يمكن التواصل مع الروابط التالية المتعلقة بالمزارع السمكية:
http://kenanaonline.com/hatmheet
https://twitter.com/shihab2000eg
ساحة النقاش