مكاسب من مستثمري الأستزراع السمكى الجدد
محمد شهاب
عندما يطلب مبتدىء فى الاستزراع السمكى أو مغامر، معلومات عن كيفية زراعة اللؤلؤ و الجمبرى و الأستاكوزا، ثم يتلقفه بعض القناصة، ممن يبغوا تحقيق بعض المكاسب المالية السريعة، بعرض سيرتهم الذاتية، باعتبارهم خبراء فى الأستزراع السمكى، فيكون هدفهم موجه نحو المتطلعين لتحقيق ثروة من الأستزراع المائى، من هؤلاء قليلى الخبرة، و الطامعين فى الثراء السريع.
و مما يساعد على هذا، أنه فى مصر لم يقنن موضوع الخبراء فى مجال مشروعات الأستزراع السمكى(مزارع- أقفاص- تفريخ)، بحيث، يكون شرط الحصول على ترخيص، هو دراسة جدوى من مكتب خبرة معتمد من النقابة المهنية التابع لها الخبير الأستشارى، أو توفر قوائم للخبراء لدى هيئة الثروة السمكية، بعد وضع معايير و شروط صارمه لإختيار الخبراء بتلك القائمة، و هو الوضع القائم فى جهاز شئون البيئة.
كما و أنه و نظرا لتوفر وسائل اتصال سريع مثل الأنترنت، فأصبح لدى الكثيرين ممن أطلعوا على طرق استزراع غير تقليدية(مزارع فائقة التكثيف super-intensive، و مزارع سمك الاستورجين sturgeon الذى يستخرج منه أفخم أنواع الكفيار، و مزارع الجمبرى الجامبو و مزارع الأستاكوزا،و مزارع اللؤلؤ، و الأقفاص السمكية البحرية فائقة التكنولوجيا ....الخ)، اصبح لديهم رغبة محمومة فى إنشاء مثل تلك المزارع و الأقفاص السمكية، حتى مع نقص الخبرة و التمويل الكافى سواء لديهم أو فى خبراء مصر ككل فى هذا المجال.
و من المؤسف أن بعض ممن يطلق عليهم خبراء، أنهم اسسوا مكاتب استشارية، فى دول عربية و أفريقيه، و لكن بعد فترة ليست بالطويلة، انكشف امرهم بعد ان واجهت مشاريع كانوا مستشارين لصحابها، واجهت الفشل و الدمار، ثم أضطروا الى غلق مكاتبهم، و ربما يكون بعضهم حقق مكاسب مالية ضخمة فى بعض الأحيان، و أيضا دفعوا ثمن باهظ، من قبل ابناء و حكومات الدول التى مارسوا بها اعمال، التى قيل انها اعمال خبرة، و لكن عرضوا سمعة زملاءهم من المصريين و وطنهم للشك و الهجوم.
لهذ، ربما يكون من المفيد، لمن يبغى الدخول فى مجال الأستزراع و القفاص السمكية، ان يتبع القواعد التى يجب اتباعها كل مستجد فى مجال أعمال، بتحصيل أكبر كم من المعلومات عن المجال الذى يبغيه، و معايشة بعض من تلك المشروعات خاصة الناجحة، و عمل حسابات دقيقه، مالية و فنية و أجتماعية و امنية للمشروع المقبل عليه.
أما مدعى الخبرة، سواء كانوا مصريين أو اجانب، فأمرهم ينكشف إن آجلا أو عاجلا، حتى لو كانت المشروعات حكومية، و التى اصبحوا مستشارين فيها، و نجد تاكيدا لذلك من تراشق متبادل بين هؤلاء الخبراء، على مواقع التواصل الأجتماعى، بعد ان تكشفت الحقيقة، و تحقيق تلك المشاريع للفشل الذريع، ماليا و إنتاجيا، و تملص بعضهم من المسؤلية أحيانا، و إلصاق الفشل للآخرين احيانا آخرى، حتى أن كثيرين منهم تحولوا الى سياسيين لإرضاء الحكومة التى عملوا لحسابها، و من حسن طالع بعضهم، أن ثقافة المحاسبة للمقصرين، غير شائعة فى حكومات مصر أغلب الأحيان!!!!
ساحة النقاش