صيادو مريوط ينتظرون حلولا لتلوث البحيرة
إعداد/محمد شهاب
نص مقالة نشرت بتاريخ 29/10/2014 بجريدة الأهرام
إعادة استخدام مياه الصرف سلاح ذو حدين سواء كان صحيا أو صناعيا أو زراعيا، فهو يحتاج الى تقنيات وتكنولوجيا عالية الدقة نظرا لإمكان إعادة استخدام كميات المياه فى ظل ظروف الفقر المائى، وفي الوقت نفسه يهدد إهمال معالجة تلك المياه بكوارث صحية وبيئية وخيمة، ومن هنا يطرح السؤال نفسه: كيف يمكن أن تكون تلك المياه طوق نجاة لحل مشكلات نقص المياه دون التعرض لمشكلات بيئية جديدة فى بحيرة مريوط، وهو السؤال الذي يجيب عنه صيادو البحيرة؟ هؤلاء الصيادون يضعون الآمال فى محطة الرفع المقامة حديثا فى منطقة ابيس حيث قرية باب العبيد، ويسكنها الصيادون، ويبلغ عددهم نحو 20 ألف صياد.
يقول صابر أبوزيد -صياد يعمل بالمهنة منذ أكثر من عشرين عاما-: المياه في البحيرة ملوثة بدرجة كبيرة.. فالبوغاز مقفل، وبالتالى تقل كمية الأسماك، إذ كان يتم منذ سنوات اصطياد ما يقرب من 15 كيلو جراما يوميا، والآن لا تتجاوز الكمية 4 كيلو جرامات فقط.ويضيف أن البحيرة تحتاج لكراكات لتنظيفها، فهى مليئة بالحشائش والملوثات وأصبحت مقلبا للقمامة بجانب الملوثات التى تلقى بها شركات البتروكيماويات التى تلقى بصرف صناعى يزيد من خطورة الملوثات الموجودة بالبحيرة ويؤثر على الأسماك بشكل سيئ.
المحطة والكوبري
أما الصياد محمود الشيخ فيقول: إن محطة الرفع الجديدة الموجودة فى المنطقة، التى هى على وشك أن تعمل.. نريد أن تلقى بمياهها المعالجة فى الملاحة حيث مصرف حارس، فمياه تلك المحطة نظيفة، على حد قوله.
ويضيف: »نريد أن يتم بناء كوبرى لفصل مياه تلك المحطة للبحيرة وفتح المحمودية لتدخل المياه فى حوض الـ 5000 من أجل زيادة منسوب المياه، وجعلها مياها حلوة وبالتالى تجىء كميات من السمك من المحمودية، ويمكن للصيادين حينها أن يقوموا بعمليات الصيد.
أما كبير الصيادين رحوم عباس فيقول: انخفض دخل الصياد إلى 25% مما كان عليه فى السابق، لذلك لايمكن العيش الكريم، كما أن جمعيات الصيادين تنغمس فى الأعمال الإدارية، وتترك مشكلات الصيادين وما يواجهونه من جراء التلوث المدمر للبحيرة، مشيرا إلى أن الكراكات لا تعمل إلا عندما يجمع الصيادون مع بعضهم الأموال، ويعطونها للسائق حتى يقوم بأداء عمله. فالصيادون يواجهون مشكلات عدة، كما يقول، مضيفا أنهم أصبحوا مهمشين، ولا أحد يشعر بهم، إذ يواجهون وحش التلوث بمفردهم، وبإمكانتهم المحدودة.
زيادة التلوث
من جهته، يقول المهندس مؤمن محمد صاحب مزرعة أسماك: نتيجة إهمال بحيرة مريوط زادت نسبة التلوث بها، وأصبحت بؤرة تلوث من صرف زراعى وصناعى، دون معالجة، ومنذ ثلاث سنوات واجهنا مشكلة خطيرة تسببت فى موت جماعى للأسماك بسبب الصرف الصناعى من شركات البترول جراء عمليات غسل الصهاريج والتنكات لشركات البترول، متابعا: المشكلات واضحة، والثروة السمكية لا تساعد الصيادين بوضع الزريعة.
ويضيف أن المصرف المحيط تم إنشاؤه بغرض عزل صرف شركات البترول، وأنه تم تنفيذ ذلك فى حوض الـ3000، والصيادون حالتهم تحسنت لأن المصرف قلل من نسب تلوث البحيرة وبالتالى أصبح الحوض أعلى من الأسماك فهو نموذج جيد، ونتمنى أن يتم تكرار التجربة نفسها فى حوض الـ 5000 بالبحيرة لحماية الثروة السمكية .
خطر للأسماك
على الجانب الآخر تحذر الدكتورة سوزان الخليفة -أستاذة البيئة البحرية بمعهد علوم البحار- من أن الصرف الصحى يجب ألا يلقى فى بحيرة فيها ثروة سمكية لما يمثله من خطورة بالغة على الكائنات البحرية حتى بعد معالجته إلا بعد أن تخضع تلك المياه المعالجة للتحاليل الدقيقة المدروسة حتى لايتم زيادة الملوثات فى البحيرة أكثر مما أصابها. وتستدرك بالقول إن الصرف الزراعى المعالج يمكن إعادة الاستفادة منه على عكس الصرف الصحى الذى يحتاج لدقة عالية فى المعالجة، والمراقبة الوثيقة، لكن فى الوقت الراهن، وفى ظل الإمكانات المتاحة، نفتقد تلك التكنولوجيا.
ساحة النقاش