إنحسار الثروة السمكية في البصرة الأسباب والحلول
إعداد/محمد شهاب
تعد ثروة البصرة السمكية من اهم المصادر الاقتصادية في المحافظة الجنوبية المطلة على شط العرب.وبما تمتلكه من انهار وبحيرات واهوار وما تشكله من مساحة مائية كبيرة لم تتوفر لكثير من بلدان العالم جعلتها في طليعة الدول التي يعمل سكانها في صيد الاسماك وبيعها الا ان ضعف الاستثمار الصحيح من قبل الحكومات المتعاقبة حال من دون النهوض بهذا القطاع المهم والحيوي، اضافة الى ان انخفاض مخزون المسطحات المائية والثروة السمكية في محافظة البصرة بات ينذر بوقوع كارثة قريبة. بدوره قال مدير قسم الاسماك في مديرية زراعة البصرة، ان ” الثروة السمكية من الثروات المباحة للعابثين من دون سن القوانين الصارمة للحفاظ عليها والتي تتمثل بالصيد الجائر باستخدام السموم والمبيدات او الشباك الصغيرة التي لا تسمح للأسماك الصغيرة بالتكاثر لتعويض نوعها ما أدى الى انقراضها فضلاً عن عدم تطبيق قوانين وزارة الزراعة بمنع الصيد اثناء موسم التكاثر”.
ويضيف عبدالرزاق ان” تجفيف الاهوار اثر بشكل كبير على الثروة السمكية حيث كانت تلك الاهوار بمثابة خزانات طبيعية وحواضن كبيرة للأسماك بمختلف انواعها وتحديداً الانواع المفضلة من قبل العراقيين كونهم لا يفضلون الاسماك الهجينة المنتشرة حالياَ في انهر البصرة مثل اسماك (الكارب) وغيرها من الانواع″.
وعن المعالجات والحلول التي تم اتخاذها لمعالجة النقص الحاصل في المخزون السمكي اوضح ان “معالجة النقص الحاصل في المخزون السمكي تم من خلال قيام مديرية زراعة البصرة بأنشاء مفاقس خاصة اطلقت من خلالها (4) ملايين اصبعية في احواض خاصة بلغ من تلك الاصبعيات ما يقارب (250 ) الف سمكة لطور النمو المتكامل”.
وتابع ان “مبادرة اخرى اطلقت وهي القروض من قبل الحكومة العراقية للصيادين وهي قروض مجزية جداً كونها سهلة التسديد ومعفية من الفوائد”, مبيناً ان” اصحاب مزارع اسماك الاحواض الترابية تم منحهم قروض عن قيمة مليونين دينار لكل دونم “.
وزاد مدير قسم الاسماك ان “القروض الزراعية التي تم منحها لأصحاب مزارع اسماك الاقفاص العائمة والتي كانت بقيمة (6) ملايين لكل قفص تبلغ مساحته السطحية ( 3X4 ) وعمق (2) متر وقروض الصيد البحري بقيمة (15) مليون دينار عراقي لأصحاب اللنجات وسفن الصيد”.
واستطرد ان “مختصو الثروة السمكية والزراعية حاولوا ادخال انواع جديدة من السمك على اعتبار ان مياه البصرة شهدت تغييراً من ناحية الكم والنوع لا تصلح لتربية الاسماك العراقية الاصيلة”، لافتاً الى ان “بعض الجهات الحكومية لم توافق على خيار ادخال انواع جديدة من الاسماك التي تتحمل التغيرات البيئية الحاصلة للمياه لتفادي التأثيرات التي قد تحدثها تلك الاسماك على البيئة والانواع الاخرى وانصرفت الخيارات على اقلمة الانواع المحلية العراقية بما يتلاءم مع التغيرات المائية الجديدة”.
ويؤكد عبد الرزاق ان “مديرية الزراعة قامت باستزراع الاسماك عن طريق الاقفاص العائمة التي حققت نجاحاً كبيراً”، منوهاً الى ان مربي الاسماك في المحافظة اتجهوا اليها من خلال انشاء مشاريع الاستثمارية الناجحة لكون تكلفتها قليلة وسهلة النقل من الاماكن التي تعاني من تصاعد المد الملحي او انخفاض في مناسيب المياه مبيناً ان اعداد تلك المشاريع تقدر بأكثر من (425) مشروعاً تم توزيعها على المسطحات المائية في اهوار وانهر البصرة.
وعن فرحة الصياد الذي يمارس مهنته من اجل لقمة العيش يصف حسن عبد الامير من سكنة قضاء ابي الخصيب لـ/عراق برس/ ان “الفرحة تكون بفرحتين الأولى معنوية والأخرى بالرزق”، مؤكداً انه “يمتهن صيد السمك منذ (20 عاماً ) حيث ورث هذه المهنة من جده الذي يفتقده كما يفتقد تلك الحياة الهانئة الجميلة التي عاشها في منزل عائلته بمحاذاة النهر العظيم في اشارة الى شط العرب، حيث تعلم مهنة الصيد”.
اما الصياد المحترف جعفر علي احمد (37 عام) من سكنة قضاء القرنة شمالي محافظة البصرة فيذكر انه ” يعمل بمهنة الصيد منذ عشر اعوام بعد وفاة والده واضطراره للعمل”.
ويجيد احمد الصيد بالسنارة التي تتألف من شص يربط بخيط مع عصا او بدونها احيانا ( والسنارة او الشص بأحجام وانواع متباينة فتجد الصغير والكبير وهناك شص بثلاث سنارات ويسمى المثلث ) ويكون الصيد بالشص بوضع قطعة صغيرة من العجين او الحشرات الذي يتم تثبيته في الابرة المتشعبة المقوسة وحين يأكل السمك الطعم سوف يخترق الشص فمه ويصعب التخلص منه فيسحب الصياد الخيط بسرعة ليخرج السمكة.
ويتقن احمد ايضاً الصيد بالشبك الذي يتمثل بمد الشبك باتجاه نحو الضفاف ثم يلتقي طرفا الشبك وتثبت في المكان المخصص لساعة او اكثر واحيانا تثبت يوما كاملا حسب كثافة الاسماك في المنطقة ويكون تثبيت الشبكة بوضع اثقال الرصاص في اسفلها كما تثبت في اعلاها طوافات الفلين.
ومن قضاء الفاو نحو 100 كم جنوب مدينة البصرة، يؤكد احد اعضاء جمعية الصيادين في القضاء ويدعى محمد عباس ان مهنة صيد الاسماك انحسرت تدريجياَ نتيجة ارتفاع اللسان الملحي ولم يتبقى غير بضع مئات من أصل 30 ألف صياد و200 قارب صيد بعد تعرض الصيادين إلى الاعتداءات من خفر السواحل الكويتية والإيرانية وقتل واعتقال بعضهم وعدم حمايتهم من الحكومة العراقية الامر الذي يجعل المهنة التي توارثها الناس من الاباء والاجداد مهددة بالضياع.
ويؤكد عباس على ضرورة تشكيل لجنة مشتركة تتألف من ممثلين عن جمعيات الصيد في قضاء الفاو ودائرة التفتيش البحري التابعة للشركة العامة للموانئ والجهات ذات العلاقة يتم من خلالها دعم شريحة الصيادين والاسهام بخلق المئات من فرص العمل، واعادة تشغيل الكثير من سفن الصيد المعطلة لانعاش مهنة الصيد والنهوض بأهميتها الاقتصادية.
ويبين عباس ان قضاء الفاو يضم اكثر من 1500 (لنج) وزورق صيد الا ان مشاكل التي يتعرض لها الصيادون ومطاردة خفر سواحل الدول المجاورة اجبر اغلبهم على ترك تلك المهنة والبحث عن اعمال اخرى ليصل عدد لنجات وزوارق الصيد لـ( 400) لنج وزورق فقط.
لمزيد من المعلومات يمكن التواصل مع الروابط التالية المتعلقة بالمزارع السمكية:
http://www.facebook.com/groups/210540498958655/
http://kenanaonline.com/hatmheet
http://kenanaonline.com/users/hatmheet/posts
https://twitter.com/shihab2000eg
http://www.youtube.com/results?search_query=shihabzoo&sm=3
https://www.facebook.com/pages/%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A3%D9%86%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%85%D9%83%D9%8A%D8%A9-Aquaculture-Press/745767408789564
ساحة النقاش