تحويل تل الصهاريج الأثرى الى مزرعة سمكية!!!
إعداد/محمد شهاب
بقايا عظام بشرية تدل على جبانات أثرية وأوانٍ فخارية محطمة وملقاه على الأرض تعود الى العصر الرومانى واليونانى ، دمرتها أيدى العابثين بكنوزنا الأثرية فى منطقة تل الصهاريج الأثرية بمحافظة كفر الشيخ بعد أن تم اغراق حرم التل الأثرى بالمياه تمهيدا لتحويله الى مزرعة سمكية ، الشواهد الأثرية المدمرة مشهد مؤلم بعد أن تركت يد العابثين من مافيا الاستيلاء على الأراضى للعبث بجزء من تاريخ مصر الحضارى فى هذه المنطقة الأثرية "البكر" والتى لم تجر بها حفائر حتى الآن لقلة الامكانيات المالية.
الطريق الى تل الصهاريج الأثرى خطير جدا لوقوعه وسط مزارع سمكية كثيرة لقربه من بحيرة البرلس. مجرد طرق ترابية ضيقة لا تتسع الا لمرور سيارة واحدة فقط والمزارع السمكية على يمين ويسار الطريق، وبمجرد الوصول الى التل الأثرى تفاجأ بالشواهد الأثرية المحطمة والملقاة على الأرض بعد تدمير حرم التل بالجرافات وغمرها بالمياه لتخرج على السطح بقايا عظام بشرية لجبانات أثرية وأوانٍ فخارية محطمة.
عملية التجريف كشفت وجود 2000 عملة معدنية تعود للعصر اليونانى والرومانى عثر عليها داخل التل الأثرى سارع الاثريون بالابلاغ عنها قبل سرقتها وقامت نيابة سيدى سالم بالتحفظ عليها وتسليمها للمجلس الأعلى للآثار.
البحث فى أوراق القضية يؤكد بدأ فصولها منذ عام 2003 منذ صدور القرار الذى يحمل رقم 60 الموقع من الدكتور زاهى حواس الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار بإخضاع المناطق ذات الشواهد الأثرية الى الآثار وتم تحديد التل الأثرى وحرمه بخرائط محدده نظرا لوجود شواهد أثرية واضحة عليه قريبا جدا من سطحه الأرضى تكشف خباياه التاريخية بمجرد الحفر باليد.وفجأة ظهرت جمعية سيدى سالم الزراعية تطالب بضم أرض حرم تل الصهاريج الأثرى ووقوعه فى نطاق أراضيها المخصصة للاصلاح الزراعى،
وبعد أن حصلنا على عقد امتياز هذه الجمعية الصادر لصالحها من صندوق استصلاح الأراضى التابع لوزارة الزراعة عام بتخصيص أراضٍ لها عام 1988 تبين أن الجمعية لم تستصلح الأرض منذ تاريخ حصولها عليها رغم أن العقد يحدد 5 سنوات لتنفيذ الاستصلاح أو فسخ العقد الذى يؤكد أيضا على ضرورة الالتزام بالشروط والقواعد التى تحددها الآثار ليتجاهل الجميع رد الادارة العامة للآثار بعدم ضم تل الصهاريج الأثرى الى أى جمعية زراعية لما يوجد به شواهد أثرية.
الموقع حاليا يشهد عملية اعدام لجزء من تاريخ مصر فى العصر الرومانى وتدمير جميع الآثار فى باطنه قبل الكشف عنها عن طريق غمر حرمه الأثرى بالمياه تمهيدا لتحويله الى مزرعة سمكية نظرا لما تجلبه هذه المزارع من أموال طائلة فى هذا المكان.
البحث فى أوراق القضية لم ينتهى لنكشف محضر رسمى بحضور سكرتير عام مساعد ديوان محافظة كفر الشيخ الأسبق وضم أثريين وعضوا يمثل الشئون القانونية بالمحافظة ورئيس جمعية سيدى سالم الزراعية التى تسيطر على التل الأثرى لفصل حرم تل الصهاريج الأثرى عن أملاك الجمعية من أراضى وتم الاتفاق على عدم النزاع بين الجمعية والآثار حول التل وحرمه بإجمالى مساحه 15 فدانا و4 قراريط و20 سهما وقام كل المشاركين فى الاجتماع بالتوقيع على ذلك، الا أن مدير الجمعية تراجع وحرر عقد بيع الأرض لأحد أعضاء الجمعية الذى قام بإغراق حرم التل الأثرى بالمياه تمهيدا لتحويله الى مزرعة سمكية فى هذه المنطقة القريبة من بحيرة البرلس وقام الأثريون فى كفرالشيخ بإبلاغ الشرطة التى سجلت التعدى على حرم التل الأثرى فقط.
ومازال محضر المعاينة الذى تم بمعرفة نيابة مركز سيدى سالم بمحافظة كفر الشيخ شاهدا على أعمال التخريب التى تمت فى تل الصهاريج الأثرى وحرمه وتضم بقايا عظام بشرية تدل على مقابر أثرية وأوانٍ فخارية تعود للعصر الرومانى وعملات مستديرة مطرزة بالخيزران الأخضر مصنوعة من البرونز وقوالب من الطوب الأحمر تعود للعصر الرومانى وبعض الزجاج الملون المكسور يعود للعصر البيزنطى ومثقالا مصنوعا من الحجر الجيرى تم العثور عليها بعد تدميرها بفعل التعدى على حرم تل الصهاريج الأثرى دون محاسبه للعابثين.
لمزيد من المعلومات يمكن التواصل مع الروابط التالية المتعلقة بالمزارع السمكية:
http://www.facebook.com/groups/210540498958655/
http://kenanaonline.com/hatmheet
http://kenanaonline.com/users/hatmheet/posts
ساحة النقاش