محمد شهاب- المزارع السمكية Mohamed Shihab -Aquacultures

يعرض الموقع الأحدث من ومقالات و صور و مواقع تخص الاستزراع السمكى

السمك فى الأدب السودانى

إعداد/محمد شهاب

 للرزق شباك وصيجان: حكايات من بحر أبيض.. حارس الشباك وصائد الأسماك

الزين عثمان: صحيفة اليوم التالي

هنا يأتي لك البحر برائحة سمك كوستي، وهنا تتشابه الصباحات مثل الناس الذين أروع ما فيهم بساطتهم ومعدنهم أغلى من الذهب، كما ترنم سيف الدين الدسوقي ذات قصيدة رائعة، والمدينة الغارقة في طيبة ناسها يسميها أهل السودان مدينة السمك، فما أن تحل بها إلا وكان السؤال أها أكلت سمك؟ وها أنت وصحيفتك اليوم التالي تمضيان في محاولة للإجابة عن السؤال، ورسم تفاصيل المكان بقرشاة أهله وصورهم وتفاصيل حياتهم التي تمضي كما يريدون، والتي يحبها بذات الطريقة الآخرون.

قصة رواكيب السمك

هنا المعادلة تمضي بثلاثيتها من البحر للصاج ثم إلى بطن الزبون، قريباً من البحر تتراص الرواكيب بنظام حولها لاحقاً لتتخذ شكل الكافتيريات، محاولة تتجاوز بساطة السنوات الفائتة، ولكن من يذهبون هناك يقولون إن البساطة نفسها هي التي تدفعهم للحضور، مجموعة من السيارات تقف في الجانب الآخر بعضها يتخذ ذات الجانب، لا لغة هنا غير لغة النهر والسمك القادم من النيل الأبيض. يأتون إليها من كل حدب وصوب لتذوق سمك كوستي بعضهم يأتي من كردفان بمدنها المتمددة على الرمال، يلتقون في مركز بحر سمك كوستي يستظلون برواكيبه التي تحتل مساحة مقدرة بين الاستاد والنهر، أمامها الصهريج الذي تتزود منه عربات الكارو بالماء لتوزعه في بعض أحياء المدينة التي نصبت صنابيرها رغم أن النهر يمسك بخاصرتها ويحيط بها من كل جانب، وتقع خلفها مكاتب هيئة (المصائد)، وفي هذه النقطة بالذات يرسم (وهبة حبيب الكل) بحسب اللافتة تفاصيل يومه مع الصاج، ولكن قبل تلك التفاصيل فإن ثمة حكاية يجب أن تروى.

 وهبة: الرزق تهبه الشبكات

الثلاثيني يقف هناك تسبقه ابتساماته ومداعباته، اللافتة تحمل في حروفها البارزة ما يمكنك أن تجده بالداخل (عجل.. بياض.. بلطي) ويبدو أن اللافتة صارت قوية وذات نفوذ بعد أضيفت إليها عبارة يوجد فسيخ بالجردل  وهبة الذي يعرفه معظم أهالي كوستي والقادمين إليها من أجل السمك تبدو حكايته وكأنه رجل يحيا من بين ثقوب الشبكات، فالشاب كان حارس مرمى يُشار إليه بالبنان، وقف بين القائمتين وتحت العارضه لأكثر من 15 عاماً ابتدرها وهو يافعاً في نادٍ للناشئين بحي الثورة، قبل أن ينتقل لأشبال نادي الجهاد، ومنه إلى الفريق الأول في زمن فطاحلة كرة القدم الكوستاويين، يقول وهبة عن تلك الفترة إنه جايل فيها وزامل كلا من: الريح كرعين جداد، الذي وصفه بأنه أمتع من لامست أقدامه المستديرة في عروس بحر أبيض، بجانب الزاكي بعد عودته، ونصار وآخرين، يسميها فترة المتعة قبل أن يلتحق أخيراً بنادي الرابطة حارساً لعرينه حتى العام 2007م الذي شهدت نهاياته اعتزاله اللعبة. يضيف وهبة ضاحكاً أنه كان أصغر حارس مرمى في الدوري الممتاز، لكنه قرر التوقف بسبب ما أسماها بالمؤامرات وأردف: "ياخي شبكة السمك أحسن وأكثر بركة، أقلها أن لا أحد يستطيع أن يتآمر على السمك، ولا على الشبكة التي تلقط بيها رزقك".

 بين المرمى والصاج
رغم ما قاله فإنه وهبة القون بدا لي وكأنه مدين بالكثير لكرة القدم فمعظم زبائنه لهم علاقة بها، واصل وهبة إفادته قائلاً: "فريق الرابطة كله يتناول وجباته هنا، كذلك الفرق الزائرة من أجل مباريات ودية أو تنافسية"، وأشار إلى أن الموسم الذي وصل فيه نادي الرابطة للممتاز كان موسماً رزقه وفير بالنسبة له، وقد أثر هبوطه على تجارته، وهو الآن سعيد جدا بعودة الرابطة إلى الممتاز.. وعن معادلة السمك اعتبر فصل الصيف بمثابة موسم التسجيلات، إذ يحقق فيه العائد الأكبر، وكشف عن أنه مرتاح جداً مع شبكته الجديدة، وسعيد بصاجه وأسماكه، وابتسامته المتبادلة مع زبائنه.
سمك
على السلك

خطوة أخرى داخل محل وهبة وتجد نفسك وجهاً لوجه أمام صاج السمك الطازج، يتم تحريك الأسماك داخل لجة الزيت المغلي بـسلك طويل يغوص في أحشاء السمكة قبل أن تخرج في حلتها الأخيرة إلى الهواء الطلق ومن ثم إلى فترينة العرض. برفقة صديق )الصدى( رغم هلاليته ومشجع برشلونة عبدالوهاب تأتيك الإجابات عن أسئلة عديدة طيعة ودقيقة، أولها أن القادمين إلى كوستي يستهلكون أكثر من 100 كيلو من الأسماك الطازجة التي تنضج على نار الصاج الهادئة حتى تقضي على جركانة الزيت كلها، وعلى أكوام من حطب الوقود الذي يفنى تحت الموقد (الكانون) الفخاري المصنوع من طين البحر، بينما تنتظرك على الرصيف صفوف متراصة من ترابيز السلطات إحدى مكملات وجبة السمك الشهية، وتختتم جولتك الطاعمة) بعبارة وهبة الشهيرة (ما تطولوا الغيبة

المصدر: النيلين
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 171 مشاهدة
نشرت فى 26 يناير 2014 بواسطة hatmheet

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,252,226