بحار المســـــــــــتقبل
إعداد / محمد شهاب
بقلم تيم شرودر:
يفترض الباحثون وجود الآلاف من المواد الفعالة الواعدة في أعماق المحيطات. ويسعى الفريق (التجمع) العلمي إلى المساهمة في اكتشاف الجديد منها. ويستخدم الأطباء في كيل لهذا الغرض أجهزة مخابر حديثة غالية الثمن، يأملون من خلالها الحصول على مورثات (جينات) من البكتريا البحرية، يمكن أن تحتوي على عناصر واعدة من البروتين. يقول فيسبيك، المتحدث باسم تجمع الأبحاث: "التعاون مع الأطباء في غاية الأهمية". ويؤكد أن: "علمهم يغني معلومات ومعارف باحثي أحياء البحار بشكل كبير، وذلك ليس فقط من وجهة النظر الطبية فحسب". فهم يدرسون أيضا آثار تغيرات البيئة على الحيوانات والكائنات البحرية، وعلى الخلايا والاستقلابات. أحد الموضوعات الرئيسية في هذه الأبحاث يتناول أيضا زيادة حموضة البحار: فمن خلال زيادة امتصاص غاز ثاني أكسيد الفحم من الغلاف الجوي، حيث تتزايد كمياته، تزداد حموضة مياه البحار، كما يحدث مع المياه الغازية لدى رجها داخل الزجاجة. ويحاول العلماء في مدينة كيل فهم ما سيحدث في المستقبل مع الكائنات البحرية الدقيقة.
غاز ثاني أكسيد الكربون وتغير المناخ هما أهم المسائل التي يواجهها عالمنا المعاصر. وهذا ما ينعكس في العديد من المشروعات التي يقوم بها تجمع العلوم والأبحاث في مدينة كيل. حيث يهتم باحثو الجيولوجيا في كيل الآن بإمكانية التخلص من غاز ثاني أكسيد الفحم بتخزينه في قاع المحيط. جمع وتخزين الكربون "CCS"Carbon Capture and Storage، هو الاسم الذي يطلق على هذه الفكرة. وهي تقوم على جمع غاز ثاني أكسيد الكربون من مصادره في المحطات العاملة بالغاز أو الفحم، وتمييعه ليصبح سائلا، ثم نقله إلى قاع المحيط من خلال أنابيب النقل أو شفن الشحن والضخ. وبفضل وجود علماء مختصين في بيولوجيا البحار في مدينة كيل فإنه من الممكن البحث بشكل دقيق في الآثار التي يمكن أن يتركها مثل هذا التخزين على الحياة والبيئة البحرية. كما يعكف علماء الطبيعة أيضا على دراسة إمكانيات استخراج مواد أولية ثمينة أخرى من قاع المحيطات، سواء من الخامات المتواجدة هناك أو من كتل المنغنيز ومن القطع المعدنية المنتشرة بحجم حبة البطاطس، والمتوافرة بالمليارات في قاع المحيط الهادئ. إلا أنه مازال من غير الواضح كيف يمكن استخراج هذه المواد الأولية بغية الاستفادة منها. حيث لم تتوفر بعد التقنية اللازمة لذلك. أيضا هذا الموضوع ينال حيزا من اهتمام العلماء والباحثين في كيل.
ساحة النقاش