رحلة مع الأسماك والباحثين: من البحر إلى الصحن
إعداد مهندس ز./ محمد شهاب
ها نحن هنا في بولون سورمير، شمال فرنسا. أيفبين كورتبن، زبونة من فرنسا تقول:(لا أتناول سوى السمك الطازج.)
( أحب كثيرا سمك القدَ. بصلصة هولندية جيدة وبطاطا مسلوقة.)
دالفك، شمال ايسلاندا، قبل اسبوع واحد.
قارب صيد كان على موعده المحدد، تبدأ عملية التفريغ. لقد تم صيد السمك بصعوبة.
…قبل ثلاثة أيام، بعيدا عن دائرة القطب الشمالي
جودموندر. جودموندسن، صياد سمك في ايسلاندا:
لقد كان الجو لا يطاق. عاصفة حقيقية. رياح الجنوب الغربي، هي أسوء ما يكون لصيد السمك . لكن استطعنا صيد أربعين 40 طنأ.
يوجد هنا ايضا بعض العلماء الذين حضروا من أجل مهمة: انهم يعملون على تجربة ميدانية لمشروع يموله الاتحاد الأوربي. انهم يريدون قياس درجة نضارة هذه الأسماك لغاية وصولها الى المستهلك. …الفان وسبعمائة كيلو متر من هنا. سيغوردر بوغاسون، عالم أغذية، جامعة ايسلاند يقول: ان أي ارتفاع في درجة الحرارة، ستعمل على خفض فترة الموسم لهذ النوع من ا السمك ، فائدة السمك في نضارته وجودته، ولتحقيق ذلك ، يجب إدارة كل خطوة من سلسلة النقل ، ان سوء استخدام درجات الحرارة ، قد يؤثرعلى جودة الأسماك، وربما أيضا على سلامة المنتوج.
المحطة الأولى: مصنع التحويل: ثلاثة أطنان من السمك تقريبا ، تقطع الى شرائح، تبرد وتشحن يوميا.
لوكا زانيل، باحث ايطالي، يعمل على تركيب أجهزة إستشعار حرارية داخل وخارج الصناديق، لتربط بعد ذلك بشبكة خلوية.
- لوكا زانيلا، الباحث الأيطالي في علوم الحاسبات: يرسل جهاز استشعار العوالم الحيوية، المعلومات المتعلقة بدرجات الحرارة الى داخل وخارج صندوق السمك. بعد ذلك، يصبح بالإمكان قياس درجة الحرارة كل دقيقة، كل عشر دقائق، كل ساعة، بعدها ترسل المعلومات الى النظام المركزي بفضل شبكة خلوية. سيرحل السمك الى اوربا في شاحنات ومراكب، رحلة أطول لكنها أرخص.
خلال هذه الرحلة، درجة حرارة أسماك القدَ يجب أن لا تتجاوز الأربع درجات مئوية، بفضل هوائيات وجهاز التوجه ، قياس درجة الحرارة، يمكن أن يبدا فوريا.
- توماس هافلدسون، مهندس صناعي، جامعة ايسلاند: في داخل الشاحنات، درجة الحرارة منخفظة. كذلك بالنسبة للسمك. النطام يقول لنا: ان الأمور جيدة
-خلال هذه الفترة،تؤخذ بعض العينات من هذه الأسماك وترسل إلى هذا المختبر في ريكيافيك. السمك ناضج فيتذوقه بعض المتطوعين. الجمع بين هذه التحاليل وتحاليل الأحياء المجهرية يساعد على فهم كيفية تلف السمك الطازج بمرور الوقت.
أميليا مارتيندستور، مهندسه كيميائينه/ ماتس: بعد موت السمك، تبدأ الجراثيم بالنمو انها ميكروبات ناتجة من تحلل الآزوت والكبريت. اكثر الناس لا يحبون طعم هذه المركبات الكيميائية. لهذا السبب يصبح طعم السمك سيئا ان لم يكن طازجا.
بعد ان يجتاز آيسلاند، تحط شاحنة السمك المبردة على المركب..توقف في جزر فيرويه، تصل الشاحنة الى الدنمارك…ينقل الى مركبة اخرى. بعد مرور تسعة أيام على صيده، تصل شاحنات السمك إلى فرنسا. انها الساعة السادسة صباحا، العلماء حاضرون، يشرفون على السمك ومعدات القباس.
- توماس هافلدسون، مهندس صناعي، جامعة أيسلاند:انها رحلة طويلة.غادرنا آيسلاندا الى جزر فيرويه، وصلنا الى الدنمارك. أمس، توجهنا من الدنمارك الى بلجيكا، وصلنا الآن الى بولون سورمير. المعدات فككت فورا في داخل ثلاجة عملاقة. درجة حرارة السمك درجة مئوية واحدة لقد كانت مستقرة خلال الرحلة.
-توماس هافدلسون، مهندس صناعي، جامعة ايسلاند: في شرق ايسلاندا، لمدة نصف ساعة تقريبا، ارتفعت درجة الحرارة إلى خمس درجات مئوية لكن الأحوال الجوية في ايسلاندا كانت باردة جدا، لذلك لم يكن لهذا الفارق أى تأثير. سترسل بعض العينات الى المختبرات القريبة لدراسات في الأحياء المجهرية.
لقد ثبت ان معدات البرمجة مفيدة لتقييم نوعية السمك-في أغلب الأحيان،تزداد الصعوبات بارتفاع درجات الرطوبة.
-ماتياس كوك، منسق، مشروع Chill-on : هناك مصلحة تجارية واضحة ، ابتداءا من تكنولوجيا المعلومات والأتصالات التي تهدف الى تحسين ادارة سلسلة الأحتياطات، مرورا بالتقنية التي تسمح بتعيين درجة التلوث خلال حياة المنتوج. ولغاية تأشيرات درجة الحرارة.
الخطوة الأخيرة في هذا البحث، يجلب الباحثون سمك القدُ من أيسلاندا مفحوصا، بعد ان خضع الى المراقبة، حتى وصولة الى البائع.
يقول المستهلكون انهم حريصون على أكل السمك الطازج وبسعر معقول.
– أيفلين كورتين، زبونة فرنسية تقول: أحبهم جميعا. أحب الأسماك بأنواعها المختلفة.
- اوكوست كورتين، زبون فرنسي يقول: يجب التاكد من النقل، نقل السمك بافضل الظروف.
- فيليب لوكروند، بائع سمك، في فرنسا يقول: ان لم يكن السمك طازجا، لا يأتي الزبائن. حين نرى السمك لامعا، بنوعية جيدة، لا يلتصق، يعود الزبائن.
العودة الى آىيسلاندا
يتوقع العلماء ان متابعة درجة الحرارة في الزمن الحقيقي ستتيح بالتاكيد ضمان نوعية المنتوج الغذائي المُبرد.
-سيكوردر بوكاسون، عالم أغذية، جامعة ايسلاند يقول: فقدان النوعية يعني فقدان قيمة السوق وفقدان النوعية باكملها يعني فقدان القيمة السوقية باكماها. هذا يعني اننا سنجد السمك في سلة مهملات السوق، وليس في صحن المستهلك. لست متأكدأ ان هذا المشروع سيكون حلا للمشكلة. لكن بمساعدة التقنيات والألكترونيات والحاسوب، نتمكن الآن الوصول إلى أشياء لم يكن بوسعنا تحقيقها قبل خمس سنوات. هذا يعني، بعد خمس سنوات، سنشهد أفكارا جديدة، وسنتمكن من كسر حواجز اخرى. انها حكاية بلا نهاية.هذا هو العلم: كسر الحواجز.
نقلا عن يورو نيوز 3/6/2010
يمكن متابعة اخر أخبار المزارع السمكية و السمك و الدخول فىى حوار مع افراد مجموعة (المزارع السمكية Aquacultures)على الفيس بوك :
http://www.facebook.com/groups/210540498958655/
ساحة النقاش