هل من الممكن مزيد من الشفافية؟

مهندس ز./ محمد شهاب

د. صلاح الحجار أستاذ الطاقة والبيئة بالجامعة الأمريكية يقول لمركز حابى للدراسات  للحقوق البيئية فى 17/3/2008:

(بدأ استخدام البنزين الخالى من الرصاص فى مصر عام 1997 بكميات بسيطة، وفى 1998 غطى احتياجات 70% من البنزين، وفى هذا العام 1998 ظهرت السحابة السوداء لمدة ساعتين حسب إحصاءات وزارة البترول، وفى عام 1999 ظهرت لمدة يومين، وفى عام 2000 ظهرت لمدة اسبوع أو أكثر، فما هو البنزين الخالى من الرصاص؟

فى العالم كله كان يضاف الرصاص إلى البنزين ليتحول إلى بنزين بدرجة أوكتين عالية، وبالتالى يرفع درجة آداء المحرك، وبدا ذلك فى عام 1917، واستمر فى العالم كله حتى منتصف السبعينات، حيث بدأ استخدام مادة (MTBE)، وهى عبارة عن هيدروجين وكربون ومعها أوكسجين، وذلك لرفع درجة الأوكتين والتعويض عن مادة الرصاص. وكان يتم إضافة حوالى 3% من هذه المادة الجديدة فى السبعينات، ثم قالوا أن الأوكسجين الموجود داخل هذه المادة يحول أول أكسيد الكربون "الغاز السام" إلى ثانى أكسيد الكربون، وبالتالى فإن تكثيف استخدام المادة امر مفيد، فبدأوا فى إضافة المادة بنسب مرتفعة (15%). وفى سنة 1995 ظهر تقرير فى أمريكا يحذر من أن للمادة تأثير يظهر فيما يسمى السحابة الدخانية "سموج"، فتم استخدام مادة جديدة "ريفو لملو تيد جازولين" بدلاً من الـ (MTBE) فى عشر مدن كبيرة كانت نسبة "السموج" فيها عالية. وفى 97/1998 وجدوا ما هو أخطر من الضباب الدخانى، فقد سببت الـ (MTBE) تلوثاُ شديداً للمياه الجوفيه يستحيل معالجته، فخرج قرار فى 25 مارس 1999، بمنع استخدام هذه المادة نهائياً فى كل أمريكا).

 www.hcer.org/node/236

توجد في القاهرة و الإسكندرية و ربما غيرها من المدن المصرية شبكة رصد بيئي، تتبع جهاز شئون البيئة، وهى متصلة بغرفة مركزية في القاهرة تستطيع تحديد نوعية الغازات المنتشرة في الجو ، و لكن جهاز شئون البيئة لم يفصح عن نوعية الغازات التي تنتشر في حالة السحابة السوداء بالقاهرة، و التي قال عنها د. صلاح الحجار بالجامعة الأمريكية  ميثيل تراى بيوتيل اثير MTBE- وهو مادة في البنزين الخالي من الرصاص، أي ليس حرق قش الأرز كما قيل. الآن هل يفصح جهاز شئون البيئة عن نوعية الغازات المنطلقة من قنابل الغاز التي تطلقها الشرطة على المواطنين في ميدان التحرير و غيرة من مناطق مصر؟؟

من المثال السابق يتضح أن جهاز شئون البيئة لم يعلن السبب الحقيقي للسحابة السوداء التي يعانى منها القاهريون في فترة الخريف، و من ثم لصق التهمة للمزارعين، حيث روجت في الإعلام صبحا ومساءا أن حرق الأرز هو السبب. ربما قام السياسيون بدفع الجهاز لهذا الإدعاء، نظرا إلى أن المادة المستخدمة في إنتاج البنزين في مصر MTBE  لم تكن فكرة مصرية، و لابد من أن النصيحة وهى القادمة من الخارج ستحرج مصدر النصيحة . من هنا لابد من إعلان السبب الحقيقي في ظاهرة السحابة السوداء. و ربما ينطبق الوضع على كثير من الأمور، فالشفافية مطلوبة في كل الأوقات في حياتنا. و من هنا فإنني أتمنى أن تقوم الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية بإعلان نتيجة التصوير الجوى للبحيرات الشمالية و المزارع السمكية المصرية، نظرا لوجود أتفاق بينها مع هيئة الاستشعار عن بعد.

يمكن متابعة اخر أخبار المزارع السمكية و السمك و الدخول فىى حوار مع افراد مجموعة (المزارع السمكية Aquacultures)على الفيس بوك :

http://www.facebook.com/groups/210540498958655/