السببان الرئيسيان فى تقدم المزارع السمكية عالميا
محمد شهاب
من أهم الأحداث التي ساعدت على تقدم فن الاستزراع السمكي عالميا شيئين رئيسيين: الأول التفريخ الصناعي للأسماك و الثاني نقل السمك حيا لمسافات. و مع التقدم العالمي في العصر الحديث فقد ساهمت كل العلوم تقريبا في تقدم فن الاستزراع السمكي بما فيها العلوم الاجتماعية. و لهذا فإن ما يقال حول مشاكل الزريعة في مصر خاصة زريعة العائلة البورية (بوري و طوبار و دهبانه ..الخ) فهو إن كان يدل على شيء فهو يدل على وضعنا العلمي و المؤسسي في مصر الذى يدعو للمراجعه، فلن نتقدم كثيرا عما هو عليه الحال الآن بدون الاتجاه نحو الاستزراع البحري و أقفاص النيل، و تحديد أماكن يمكن التوسع في الاستزراع السمكي بها، كذلك حل مشكلة إيجاد مصادر مياه غير ملوثه لري المزارع، و كذلك مشاكل التراخيص و الإيجار يتناسب مع ظروف المزارعين و المجتمع و يتناسب مع المعايير الدولية، و تحسين البنية الأساسية لمناطق الأستزراع، و تحسن إنتاج الأعلاف، و مراجعة قوانين منظمة لعمل المزارع، و الدفع في اتجاه الهندسة الوراثية لتوفير أسماك عالية الإنتاج مقاومة للأمراض متحملة للظروف البيئية، والتفريخ الصناعي للأنواع المرغوبة على الأقل محليا مثل البوري (حوالي 40% من إنتاج المزارع السمكية المصرية البالغ حوالي 680 ألف طن هي البوري و الطوبار اى حوالي 272 ألف طن) و معه الأنواع البحرية مرتفعة القيمة الاقتصادية كالقاروص و الدنيس و غيرها.
كأن للهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية محاولات من قبل للتعاون مع أطراف أجنبية مثل إيطاليا و الفلبين، اللتان نجحتا في تفريخ البوري تجاريا ، و لكن محاولاتنا لم تكتمل، و قد نجحت أمريكا في معامل بجزر هاواي منذ الثمانينات في تفريخ البوري على يد زايد شحاتة الأمريكي الجنسية الفلسطيني الأصل. و المشكلة أننا أعلى دول العالم إنتاجا للبوري من مزارعها، اعتمادا على الزريعة البرية من بواغيز البحيرات الشمالية، ولم ننجح في تفريخ البوري تجاريا حتى الآن. فالقطاع الخاص غالبا لا يمول بحث علمي، و الجامعات و المراكز البحثية و الهيئة لم تتخذ قرارا بهذا الخصوص حسب معلوماتي، علما بأن من سيقوم بتفريخ البوري في مصر سيحقق مكاسب مالية ضخمة. و لا ننسى أن صناعة الفسيخ في مصر هي التي تدفع إنتاج البوري و الطوبار في مصر، و لن أتعجب من تزايد استيراد البوري من الصين
ساحة النقاش