ختام مشروعين بتمويل سويسري لرفع أرباح 4000 مزارع أسماك بمصر
إعداد/محمد شهاب
كتب همام سرحان:
احتفلت السفارة السويسرية بالقاهرة مؤخرا باختتام مشروعي "التحول المستدام لمنظومة السوق بقطاع الاستزراع السمكي المصري"، و"تشغيل الشباب في محافظة أسوان" بحضور الدكتور عز الدين أبو ستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية والداجنة والاسماك، وأدريان هاوري، نائب السفير السويسري في مصر. استهدف المشروعان تحسين الغذاء والأمن الغذائي، وكذلك الفرص الاقتصادية لمحدودي الدخل من المصريين، من خلال التكثيف المستدام لنشاط الاستزراع السمكي، وكذلك خلق فرص عمل جديدة للشباب؛ بناءً على إدارة أفضل لموارد مصايد الأسماك على التوالي. وخلال الحفل الختامي، تم عرض النتائج والفرص المستقبلية التي اتاحها المشروعان، في قطاع الاستزراع السمكي ومصايد الأسماك، أمام المستفيدين والشركاء المحليين. جاء ذلك بعد أيام قليلة من احتفال السفارة، بالتعاون مع المركز الدولي للأسماك، والمجتمع المحلي بمدينة أسوان، بصعيد مصر، الأحد 19 مايو 2019، بختام فعاليات وأنشطة مشروع تشغيل الشباب بمحافظة أسوان، والذي قدم التدريب والدعم الفني والمادي لأكثر من 1000 صياد، وذلك خلال الفترة من يوليو 2017، وحتى ديسمبر 2018.
وشارك في الحفل الختامي للمشروع، مجموعةٌ من الصيادين، ومصنعي الأسماك، والتجار، والسيدات بائعات الأسماك، ومزارعي الأسماك، والتعاونيات، وممثلون عن محافظة أسوان، يتقدمهم اللواء سعيد حجازي، نائب محافظة أسوان، وممثلو القطاع الأكاديمي والمراكز البحثية، والاتحاد التعاوني للثروة المائية، والشرطة البحرية، وهيئة تنمية بحيرة السد العالي، والهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، وجمعية رجال أعمال أسوان، وممثلون عن القطاع الخاص. وقد استفاد من المشروع 1976 شخصًا، ما بين صيادين، ومزارعين، وسيدات بائعات أسماك، وصغار رواد الأعمال، وقدم المشروعُ الدعمَ اللازم لتنمية قطاع الاستزراع السمكي، وتحسين ممارسات تداول الأسماك وتصنيعها، وقدم مقترحًا لتطور منظومة إدارة بحيرة ناصر، وذلك بهدف تحسين سبل العيش للفئة المستفيدة من المشروع.
"الدولي للأسماك" يشكر سويسرا
من جانبه؛ قال الدكتور هاريسون كاريسا، المدير القطرى (مصر ونيجيري) بالمركز الدولي للأسماك رابط خارجي، إن الهدف الرئيسي للمشروع، الذي دام 18 شهرًا، تحسين التغذية، والفرص الاقتصادية لمحدودي الدخل، من خلال التوسع المستدام، والإدارة الرشيدة لقطاع الاستزراع السمكي ومصايد الأسماك في أسوان. وأشار "كاريسا"، إلى أن قصص نجاح الصيادين، ومصنعي وبائعي ومزارعي الأسماك، المرتبطة بزيادة حجم البيع، هي خير دليل على الاستفادة الملموسة، التي حققها المشروع؛ معتبرًا أن المشروع يمثل نموذجًا رائعًا على أن الشراكات الصحيحة، وفريق العمل المتفاني، يمكنها أن تحدث تغييرًا إيجابيًا، في فترة وجيزة.وقدم المركز الدولي للأسماك، خالص الشكر لدعم مكتب التعاون الدولي، بسفارة سويسرا بالقاهرة، والحكومة المصرية، وكافة الشركاء بالمشروع؛ مضيفًا "نحن على ثقة بأن التطرق إلى الأمور التنظيمية للقطاع، من شأنها أن تخلق المزيد من فرص العمل، وتأمن معيشة العديد من الأفراد".
"جارنييه": ملتزمون بدعم الاستزراع السمكي
من ناحيته؛ قال بول جارنييه، سفير سويسرا بالقاهرة، إن "مشروع تشغيل الشباب في محافظة أسوان، يعكس التزام سويسرا بدعم قطاع الاستزراع السمكي ومصايد الأسماك في مصر، والذي يعمل به حوالي 250 ألف مصري، وأن هذا القطاع يسهم في تقديم الأسماك، ذات الجودة العالية، والمفيدة للصحة، بأسعار في المتناول"؛موضحًا أن هذا المشروع له أهمية كبيرة، في توفير فرص عمل، وزيادة الدخل، وتحقيق الأمن الغذائي".. وفي الحفل الختامي للمشروعين؛ قال أدريان هاوري، نائب السفير السويسري في القاهرة: "يعد مشروعي التحول المستدام لمنظومة السوق بقطاع الاستزراع السمكي المصري ومشروع تشغيل الشباب في محافظة أسوان، حجر الزاوية لتنمية قطاع الاستزراع السمكي ومصايد الأسماك في مصر. هناك طلب متنامي في البلاد على الطعام من البروتين الحيواني المغذي، كما أن إضافة القيمة على أنواع الأسماك ذات القيمة السوقية الأقل يمكنه فتح فرص عمل جديدة للشباب والسيدات من رواد الأعمال. لذا، يعتبر المشروعان نموذجا ايجابيا لتوفير الأمن الغذائي وزيادة الدخل".
ودعمت السفارة السويسرية بالقاهرة، قطاع الاستزراع السمكي في مصر، منذ عام 2011، حين مول مكتب التعاون السويسري، التابع للسفارة، دراسة لسلسلة القيمة بهذا القطاع، في سبتمير 2011، نتج عنها تحليل لأهم العوامل التي تعيق تقدم القطاع في مصر. وبناءً على هذه الدراسة، قدم مكتب التعاون السويسري، التمويل اللازم لمشروع "تحسين الدخل وسبل العيش من خلال تنمية قطاع الاستزراع السمكي" (IEIDEAS)، في الفترة من ديسمبر 2011، وحتى نوفمبر 2014، بقيادة المركز الدولي للأسماك، وشراكة هيئة كير الدولية في مصر، وبالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية، بميزانية قدرت بحوالي 4 مليون وثلاثمائة ألف دولار.وبعد نجاح المرحلة الأولى من المشروع؛ دشن مكتب التعاون السويسري المرحلة الثانية من المشروع، والمعروفة باسم "ستريمز" بتمويل 2 مليون فرنك سويسري، دامت لمدة ثلاث سنوات أخرى. وفي يوليو 2017، دعمت السفارة سلسلة القيمة لمصايد الأسماك، من خلال مشروع تشغيل الشباب في محافظة أسوان، لمدة 18 شهر وحتى نهاية 2018، بميزانية مقدرة ب 586 ألف دولار.
ألف صياد تلقوا 124 تدريبًا
وتعاون المركز الدولي للأسماك، مع العديد من أصحاب المصلحة، من خلال المشروع، ومنهم: صيادين وجمعيات تعاونية، وقطاع خاص، وسلطات محلية، لصياغة خطة إدارة مصايد الأسماك في بحيرة ناصر، وقدم المركز الدليل العلمي، والنتائج البحثية اللازمة لاتخاذ القرار، بشأن طرق الإدارة. وقد تلقى أكثر من ألف صياد 124 تدريبًا، على أفضل ممارسات الصيد وتداول الأسماك، وتعلموا أفضل طرق استخدام شباك الصيد والثلج، وأهمية الحفاظ على ممارسات النظافة الجيدة لحماية منتجاتهم من الأسماك دون تلف؛ وأشار الصيادون إلى زيادة حجم البيع، وحجم الأسماك المباعة، وسعر البيع، كمردود أساسي للتدريب الذي تلقوه. كما ادخل المشروع 74 وحدة طاقة شمسية، في خيام الصيادين، ببحيرة ناصر، إذ ساعدت الطاقة الشمسية في خفض استهلاك الصيادين من الغاز والسولار، وفي نفس الوقت وفرت الكهرباء اللازمة لغزل الشباك، خلال فترات الليل،كما قدم فريق عمل المشروع، الخبرة الفنية اللازمة، لمساعدة 24 مزارع أسماك، لتطوير أنشطة الاستزراع السمكي في وادي النقرة، ووادي الصعايدة، المعروفة أيضًا بقرية الشهامة، وأبو سمبل بمنطقة أسوان.
تمويل سويسري من الألف إلى الياء
وفي تعليقه على الموضوع؛ كشف مصدر مسئول بالمركز الدولي للأسماك، عن أن تمويل مشروع تطوير الاستزراع السمكي والمصايد السمكية، الذي استمر لأكثر من 18 شهرًا، بمحافظة أسوان، هو تمويل سويسري من الألف إلى الياء؛ مشيرًا إلى أن مكتب التعاون الدولي بسفارة سويسرا، هو الذي تولى تقديم الدعم المادي، فيما تولى المركز الدولي للسماك تقديم الدعم الفني للمشروع، من خلال خبرائه المتخصصين. وفي تصريحات خاصة لـ swissinfo.ch؛ قال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، إن "مكتب التعاون الدولي، بسفارة سويسرا بالقاهرة، والممثل للحكومة الفدرالية، تكلف كامل ميزانية المشروع، والتي تجاوزت 2 مليون فرانك سويسري"؛ موضحًا أن "هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها تعاون بين المركز الدولي للأسماك، والسفارة السويسرية بالقاهرة، حيث يمتد التعاون بينهما إلى 10 سنوات، وبالتحديد منذ بداية عام 2011".
وأضاف، أن التعاون بين الجانب المصري ممثلاً في المركز الدولي للأسماك، والجانب السويسري ممثلاً في مكتب التعاون الدولي، بسفارة سويسرا بالقاهرة، يجري في مجالي تطوير الاستزراع السمكي، ومصائد الأسماك، وذلك من خلال 3 محاورأساسية، هي: سلسلة القيم الخاصة بالاستزراع السمكي، وتحسين الأوضاع المعيشية للسيدات في مجل الأسماك، وتدعيم المستفيدين من المشروع بالزريعه، من البلطي، من سلالة العباسة، وهي سلالة محسنة وراثيًا، وأكثر نموًا من السلالات الموجودة في المفرخات.
السيدات.. مستفيد أول من المشروع
فيما أعلن حوالي 140 سيدة، من بائعات الأسماك في أسوان، عن تحسن ظروف عملهن، إذ تلقوا من خلال المشروع، حافظات الطعام (الآيس بوكس)، وأدوات التنظيف، والموازين، والشماسي، بالإضافة إلى تلقي التدريب على خلي السمك، وطهيه، وتمليحه، وتدخينه، وصبغ جلد السمك، وإدارة المشروعات. وقد استفادت السيدات من حافظات الطعام (الآيس بوكي) في حفظ الأسماك من التلف، مما يمكن البائعة من تقليل الفاقد من الأسماك، والحفاظ على سلامة الأسماك، من لحظة صيدها، حتى وصولها إلى المستهلك، وقد زاد حجم البيع لديهن، خاصة للأسماك المملحة، بعد التدريب على التمليح، في حين بدأت أخريات في إدخال السمك المملح ضمن المنتجات المعروضة للبيع. وأشارت بعض السيدات إلى أن قلة رأس المال، كانت من أهم العوائق لتوسيع تجارتهن، وذلك من خلال تنظيم السيدات في مجموعات ادخارية، حيث استطاعت 49 سيدة زيادة دخلهن، كما زاد حس التضامن فيما بينهن، فيما استخدم البعض الدخلَ من مجموعات الإدخار، في إطلاق مشروعات لهم، مثل: محلات بيع ومطاعم للأسماك في جزيرة هيصة، والناصرية، والحساية والمحمودية.
وأوضحت آمال عبد الشافي، إحدى المستفيدات من المشروع والمعيلة الأساسية لأسرتها: "لقد تلقيت التدريب على تنظيف وخلي وطهي الأسماك، من خلال المشروع السويسري. فقد كان حلمي فتح مطعم أسماك، وبالفعل بعد حصولي على التدريبات اللازمة، والعمل في أحد الفنادق لفترة، قررت فتح مطعمي الخاص، بمنطقة المحمودية بأسوان.
وقالت "عبد الشافي": "قبل التدريب، كنت انظف الأسماك من المنزل، واتقاضى 5 جنيهات على كل كيلو سمك. أما اليوم، وبعد شهرين فقط من افتتاح مطعمى الخاص، صرت اتقاضى ضعف هذا المبلغ عند تحضير الأسماك وطهيها، ويوم بعد يوم، ازداد عدد الزبائن لدي".
تدريب أربعة آلاف مزارع أسماك
وقد تلقى ما يقرب من أربعة آلاف مزارع أسماك، التدريب على أفضل ممارسات الإدارة السليمة، تحت قيادة المركز الدولي للأسماك، مما أفضى عن زيادة في ربحية مزارع الأسماك، بنسبة 13%، وخفض استخدام العلف بنسبة 20%، وأخيرًا خفض استهلاك المياه بنسبة 10%. وترجع زيادة الربحية إلى تقليل تكلفة الإنتاج بالمزارع، من خلال الاستخدام الأكثر فعالية للعلف أكثر من زيادة الإنتاج، مما يسهم في تقليل الآثر البيئي، مثل: انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتصريف المغذيات. تم تقديم تقنيات جديدة في قطاع الاستزراع السمكي لمضاعفة الإنتاج، واستخدام أفضل للموارد المائية والعلف.
وقدم المركز الدولي للأسماك، تقنية الاستزراع المكثف للمرة الأولى في الشرق الأوسط وإفريقيا، بالتعاون مع جمعية فول الصويا الأمريكية، والمشروع السويسري التحول المستدام لمنظومة السوق بقطاع الاستزراع السمكي المصري، المعروف اختصارًا بـ"ستريمز". تم اختبار نظام الاستزراع المناخي الذكي، والترويج له بين مقدمي الخدمات الإرشادية الزراعية، ومستثمري الاستزراع السمكي.
وضمن جهود تحسين قنوات التواصل، بين سلسلة العرض والطلب للأسماك، وأطلق موقع "أسماك نت دوت كومرابط خارجي"، وهو منصة إلكترونية ، تستهدف تحسين تسويق الأسماك، وتقديم الخدمات الإرشادية، للوصول لكافة مزارعي الأسماك، في أنحاء الجمهورية، بالتنسيق مع الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية
ساحة النقاش