“الاستدامة السمكية: ماذا تعني؟ولماذا أصبحت مُلحة اقتصاديًا ؟
إعداد/ محمد شهاب
هل تخيلت يومًا أن العالم قد يصحو فجأة على نقص حاد في والأحياء المائية؟ و ترجع أسماك الصيد بما كانت تجده من خيرات سمكية لا حد لها ! هذا السيناريو القاتم قد يلقاه عالمنا اليوم وفق التخوفات التي أطلقتها المنظمات والهيئات البيئية الموثوقة.
أهم أسباب هذه التخوفات هي الاستغلال المفرط للبحار و المحيطات الذي أصبح واقعًا لعالمنا الحالي ، و تأتي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة(الفاو) من بين المنظمات التي أصدرت صفارات إنذارها لحماية ما تبقى من حياة سمكية لحثّ العالم على التكاتف للعمل على تحقيق #الاستدامة_السمكية التي أصبحت حاجة مُلحّة لتحسين أدوات الإدارة المستدامة لمصادر الأسماك والأحياء المائية. ووصف الصندوق العالمي للطبيعة في تصريح شديد الخطورة الهدوء اللامتناهي للبحار والمحيطات بالفراغ ، حيث أصبحت الحياة أسفل تلك المساحات الشاسعة من المياه فارغة بعد استخراج نحو 6 مليارات طن من الأسماك واللافقاريات الأخرى ما يجعل صناعة صيد الأسماك تُمثل تهديدًا رئيسًا للحياة البرية البحرية.
وبحسب تقارير أممية ، فإن فقدان #التنوع_البيولوجي البحري يؤثر على حياة أكثر من 3 مليارات شخص تُمثل لهم الحياة البحرية مصدرهم الأول في المعيشة.
لأجل ما سبق ، أصبح التوجه إلى الاستدامة السمكية ضرورة لضمان توافر مصادر الأسماك الصحية والمُغذية للإنسان ، وحماية الأحياء المائية والبحار من التلوث والتدهور وبالتالي الحفاظ على البيئة الصحية . إلى جانب تعزيز الاقتصاد المحلي والعالمي من خلال توفير فرص العمل والتجارة والتنمية . لذلك ، فإن الحفاظ على الاستدامة السمكية يعد أمرًا مهمًا لصحة الإنسان وللحفاظ على البيئة الصحية للأحياء المائية والبحار ويتطلب التعاون والتنسيق بين الدول والمؤسسات والأفراد لتحقيق هذا الهدف.
“إذا كان لدينا محميات بحرية ، فإن معظم الموارد البحرية سيكون لديها الوقت الكافي للتعافي” ، هذا ما قاله الدكتور نغوزي أوجوا كبير مسؤولي الأبحاث في المعهد النيجيري لعلوم المحيطات والبحوث البحرية عندما أكد أننا لابد أن نُعطى الفرصة الكاملة للموارد البحرية أن تتجدد وتعيد كثافتها من جديد بدلا من أن نصحو فجأة على كارثة انقراض الكثير من الأحياء البحرية التي باتت تشكو نقصًا حادًا بسبب التلوث أو الصيد الجائر لها.
وهناك 7 خطوات لتحقيق الاستدامة السمكية:
1- تطوير خطط إدارة المصادر السمكية للحفاظ على مستويات الصيد المستدامة وتحديد حجم الصيد الأمثل والمسموح به.
2-إنشاء مناطق يتم فيها حظر الصيد في الأماكن التي تعاني من انخفاض في مستويات الأسماك لتسمح للأسماك بالتكاثر بشكل طبيعي.
3-الحد من الصيد الجائر من خلال فرض الحد الأقصى للصيد وتطوير وسائل الرصد والمراقبة لمنع الصيد الزائد.
4- تقنيات الزراعة السمكية وتشجيع الزراعة السمكية كبديل مستدام للصيد البحري.
5-تشجيع الجمهور على شراء المنتجات السمكية المستدامة وتعزيز الوعي بأهمية حفظ الموارد السمكية وحماية البيئة البحرية.
6- تحقيق التعاون الدولي من خلال وضع معايير دولية للحفاظ على الموارد السمكية وضمان تطبيقها.
7-تشجيع الصيادين والمزارعين على استخدام ممارسات صديقة للبيئة والحد من استخدام المواد الكيميائية الضارة للأسماك والمحافظة على بيئة الأحياء المائية.
ومع زيادة سكان كوكب الأرض المطردة ، أصبحت الحاجة الاقتصادية للاستدامة السمكية أولوية ، حيث تترتب على الاستدامة السمكية فوائد اقتصادية كبيرة للدول والمجتمعات المعتمدة على الصيد و الاستزراع السمكي حيث تعزز قطاع الصيد والاستزراع السمكي وتوفر فرص العمل للعديد من الأفراد في هذا القطاع ، كما تسهم في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير المواد الغذائية اللازمة للمجتمعات. كما تساعد على زيادة الإنتاجية والكفاءة في قطاع الصيد والاستزراع السمكي ، وتحسن جودة المنتجات السمكية ، وتزيد من قيمة الصادرات السمكية للدول ، كما تحفز على استثمارات جديدة في هذا المجال ، إضافة إلى تحسين صحة البيئة البحرية والأحياء المائية ، مما يحسن الجودة والكفاءة في الإنتاج السمكي ويخفض التكاليف الإنتاجية في المدى البعيد ، ويحمي البيئة البحرية ويمنع التدهور البيئي و الاحتباس الحراري.ويتطلب تحقيق الاستدامة السمكية التعاون الدولي والتنسيق بين الدول والمؤسسات والأفراد لتحقيق الأهداف المشتركة ، والتركيز على تطوير تقنيات الاستزراع السمكي والصيد المستدام وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الموارد السمكية المتاحة والحفاظ على البيئة البحرية والأحياء المائية على المدى الطويل.
وبهذا الشكل ، يمكن الحفاظ على المصادر السمكية وتحقيق الاستدامة في هذا المجال وتحقيق الفوائد الاقتصادية والبيئية المرتبطة به.
ساحة النقاش