القدرة الاستيعابية أو السعة التحميلية القصوى carrying capacity
إعداد/ محمد شهاب
مصر 26/11/2022 أحمد الشراكي-فيس بوك
من أهم القوانين الطبيعية التي تؤثر بصورة مباشرة على الإنتاج السمكي سواء في المصايد الطبيعية أو الاستزراع هو قانون القدرة الاستيعابية أو السعة التحميلية
وهذا القانون هو الذي يحدد الكتلة الحية القصوى التي تستطيع وحدة المساحه من استيعابها وتستطيع العوامل البيئية توفيرها .لأنه بإختصار لكل مجتمع قدره على التزايد ومع هذه الزياده يزداد الاستهلاك للموارد ، والبيئة لن تستطيع تلبية الحاجة لهذه الموارد إلى مالا نهاية وبالتالي يتوقف المجتمع عن التزايد .وإذا استوعبنا هذا القانون كان من السهل علينا الاجابه عن هذه الأسئلة المهمه :
لماذا تتفاوت المصايد الطبيعية في انتاجها من الأسماك ؟ ومن أين تأتي صعوبة تنميتها وزيادة انتاجيتها ؟ ولماذا توقفت مساهمة المصايد الطبيعية في الإنتاج السمكي العالمي عن الزيادة منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي ؟وما هو السبب في التنامي المستمر لمساهمة الاستزراع السمكي في الإنتاج العالمي من ٦% فقط في منتصف ثمانينيات القرن الماضي حتى وصل إلى أكثر من ٥٠% في آخر احصاءات منظمة الأغذية والزراعه ، ولماذا يضع عليه الخبراء الأمل المستقبلي في إطعام الافواه الجائعه المتزايدة باضطراد دائم ؟
والحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع هي أن المصايد الطبيعية في العالم كله قد توقفت عن النمو لغلبة هذا القانون البيئي المهم وتحديده لإمكانية التطوير والتنمية فيها، وهذا القانون ينطبق أيضا على الاستزراع السمكي ويحدد الكميات الممكن الحصول عليها من وحدة المساحه ( مستوى التكثيف) ، لكن الفرق هنا هو إمكانية تغيير وزيادة السعة التحميلية القصوى بصورة لا تقارن مع المصايد الطبيعية ، عن طريق تغيير والتخلص من العوائق البيئية التي تحد أو تمنع الزيادة في الكتلة الحية، وذلك مثلا عن طريق زيادة الاكسجين عن طريق معدات التهوية وضخ الاكسجين ، أو عن طريق التخلص من نواتج التحلل باستخدام الفلاتر الميكانيكية والبيولوجية ، أو استخدام تقنيات جديده لأنظمه تخلص نفسها من الملوثات كنظام البيوفلوك،وعن طريق هذه التقنيات وصل الإنتاج في وحدة المساحه إلى أرقام خيالية في الأنظمة عالية التكثيف حيث وصلت في بعض الاصناف كالتراوت والقرموط إلى أكثر من ربع طن في المتر الواحد .
ساحة النقاش