أرض الأسماك بالدقهلية تكشف أهمية الصيد في مصر القديمة
إعداد/ محمد شهاب
كتب محمد طاهر:
كانت للأسماك أهمية كبيرة في مصر القديمة ، فقد عُرفت في النصوص المصرية القديمة باسم rmw ، وعرفها المصري القديم منذ عصور ما قبل التاريخ ، وذلك لأنه كان يسكن في الأماكن القريبة من نهر النيل، فأعتمد في غذاءة اعتمادً كبيرًا على #صيد_الأسماك ، وعرف عدة أنواع منه كالبلطي ، والبوري ، والقرموط ، والبياض، والبساريا ، وغيرهم ، وكان يطهوها بطرق مختلفة كالشي أوالتمليح أو غيرهما.
تقول الباحثة الأثرية د. مي شريف العناني مفتشة آثار الدقهلية أنه نتيجة لأهمية الأسماك في مصر القديمة فقد اتخذها المصري القديم رمزًا للمعبودات المصرية القديمة كالمعبود أوزير، والمعبودة التي ترمز لمهنة الصيد وهي المعبودة حات محيت تلك المعبودة التي عُبدت بمدينة منديس "تل آثار الربع حاليًا" التابعة لمركز تمي الأمديد بمحافظة الدقهلية ، وكانت عضوًا في الثالوث الخاص بمنديس والذي يتكون من "بانب جد ، حات محيت ، حربرقراط" ، تلك المدينة العظيمة التي كانت عاصمة الإقليم السادس عشر من أقاليم مصر السفلي ، وكانت حات محيت رمزًا لهذا الإقليم. ونتيجة لأهمية الأسماك الدينية في مصر القديمة فقد لجأ المصري القديم إلى تحنيطها ، ويحتفظ المتحف المصري بميدان التحرير حاليًا بنماذج من تلك الأسماك المُحنطة.
أما عن أرض الأسماك بالدقهلية فهي "تل المقدام" التابع لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية ، والذي أُطلق علية في النصوص المصرية القديمة اسم tA rmw أي "أرض الأسماك"، حيث تعد تلك المدينة مصدرًا هامًا للأسماك و الثروة_السمكية بالوجة البحري، وكانت عاصمة الإقليم الحادي عشر من أقاليم مصر السفلي في العصر البطلمي ، كما عُرف أيضًا تل المقدام باسم "ليونتوبوليس" أي "مدينة الأسد" ، وكان شعار هذه المدينة الأسد. كما عبدت في المدينة المعبودة "باستت" وهي أم "ماي حسي" ، كما عُبد المعبود "أوزيزيس"، و"آمون" ، و"سوبك" والذي ذكر في بردية امهرست بأنه nb tA rmw أي "سيد أرض الأسماك".
ساحة النقاش